جاريث بيل

موقع سبورت 360 – “أقوى صافرات استهجان في تاريخ سانتياجو برنابيو”، هكذا وصفت الصحف الإسبانية صافرات الاستهجان التي أطلقتها جماهير ريال مدريد بعد دخول النجم الويلزي جاريث بيل بديلاً في مباراة ريال سوسيداد.

يهمك أيضاً:

عذراً ماركا .. جاريث بيل يستحق هذه المعاملة من جماهير ريال مدريد

القصة بدأت عندما قرر اللاعب استفزاز كيان ريال مدريد بدون أي سبب منطقي، وذلك باحتفاله مع منتخب بلاده ويلز بالتأهل إلى بطولة يورو 2020، حيث رفع علم بلاده، وكان مكتوباً عليه “ويلز، جولف، ريال مدريد .. هذا هو الترتيب”.

وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع أن يتم فرض عقوبة قاسية على بيل من جانب إدارة ريال مدريد أو حتى من المدرب زين الدين زيدان، جاءت ردة فعل معاكسة تماماً، حيث قرر النادي دعمه بشكل كامل، بل وتم إشراكه في أول مباراة بعد هذه الحادثة.

وهناك انقسام كبير في النادي الملكي بالوقت الراهن فيما يخص تصرف جاريث بيل، القسم الأول يدعمه بشكل كبير، وهذا متمثل باللاعبين، والمدرب زين الدين زيدان، وإدارة النادي وبعض عشاق اللاعب نفسه، أما القسم الثاني فهو ساخط عليه بكل تأكيد، وبالطبع هذه الفئة متمثلة بالجماهير، وبالأخص جماهير الريال الإسبانية التي لا تسمح لأحد بالنيل من النادي، وشاهدنا ردة فعلها في مباراة الأمس.

جاريث بيل تجاوز كل الحدود في ريال مدريد

في الحقيقة، لا أعلم كيف قرر ريال مدريد تخطي ما فعله جاريث بيل هذه المرة بالتحديد؟ نحن نتحدث عن لاعب يملك عقداً في واحد من أهم أندية العالم، إن لم يكن الأهم، ويقوم بإهانته بشكل علني، وتوجيه رسالة على الملأ بأن النادي يعد آخر أولوياته، والأغرب من كل هذا أنه لم يحاول حتى الاعتذار أو تبرير موقفه، وهذا يؤكد أنه ما زال مصمماً على رأيه.

ما لا يفهمه جميع مؤيدي جاريث بيل والمدافعين عنه سواء أكانوا من إدارة النادي أو الجهاز الفني أو اللاعبين أو حتى بعض الجماهير، أن المسألة لا تتعلق بانخفاض بالمستوى، أو التمرد من أجل الحصول على راتب أعلى، أو مخالفة بعض القوانين مثل التأخر عن التدريبات وما شابه ذلك، المسألة أكبر من ذلك بكثير، اللاعب خرج أمام جميع العالم وبكامل قواه العقلية، معلناً أنه لا يكترث للريال، ووضعه ضمن آخر أولوياته.

يمكنني تفهم من يحاول الدفاع عن إيسكو أو مارسيلو أو لوكا مودريتش بسبب انخفاض مستواهم، ومن الطبيعي أن نجد مناصرين لكريم بنزيما في السنوات الماضية عندما كان يهدر فرص عديدة لأنه كان يقدم إضافات أخرى، حتى تيبو كورتوا حظي بدعم طبيعي من البعض في بدايته الكارثية هذا الموسم، كل هذا يمكن أن يحدث، بل ويجب أن يحدث.

جاريث بيل نفسه، الذي أمضى نصف مسيرته مصاباً في ريال مدريد، كان يلقى الدعم دائماً من فئة كبيرة من الجماهير، بحجة أنه حسم بعض الألقاب للنادي، وحتى مع انخفاض مستواه بشكل كبير في الموسم الماضي، وعدم قدرته على تحمّل المسؤولية بعد رحيل رونالدو، لم يتلقى انتقادات خارج حدود المعقول، فقد نال نصيبه مثل بقية اللاعبين، وكان هناك العديد من المدافعين عنه.

جاريث-بيل

لكن كما قلنا، الأمر الآن لم يعد يتعلق بمستواه أو إصاباته أو عدم انسجامه، فالدفاع عنه برأيي هو إهانة لكيان ريال مدريد نفسه، اللاعب يحصل على 17 مليون يورو سنوياً، ولا يقدم أي إضافة تذكر للنادي طيلة فترات الموسم باستثناء بعض المباريات المعدودة على الأصابع، وفوق هذا كله، يهين النادي بشكل علني، وبدون أي سبب، لمجرد أنه أراد ذلك.

طبعاً، هناك ما يبرر الدفاع عن بيل من قبل اللاعبين، فهم لا يريدون أي توتر أو انقسامات في غرفة تبديل الملابس، أما بالنسبة لزين الدين زيدان، فيبدو أنه لا يرغب بخسارة لاعب مهم في خط الهجوم طيلة الموسم، ويرى أنه من الأفضل الاستفادة منه لحين التخلص منه نهائياً، في حين أن فلورنتينو بيريز يسعى إلى عدم انخفاض قيمة اللاعب التسويقية بشكل أكبر، لكي يحصل على الأموال التي يريدها من بيعه.

هذه المبررات تبدو معقولة، لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أيضاً السلبيات الناتجة عن دعم جاريث بيل، فهذه بمثابة رسالة لجميع اللاعبين بأن المتمرد مسموح بالنادي، كما تعطي صورة سلبية عن النادي بأنه عاجز عن معاقبة لاعب مهم في الفريق، والاهم من هذا كله أنها خلقت خلافاً بين النادي بجميع عناصره والجماهير الغير راضية بتاتاً عن هذا القرار، ويبقى السؤال المهم الآن؟ هل الحفاظ على قيمة بيل السوقية، والاستفادة منه فنياً، يستحق أن يتخلى النادي عن كرامته؟ سؤال يجب أن يتمعن به زيدان وبيريز وعشاق اللاعب الذين يدافعون عنه.

بالنهاية، لا أذكر أن ريال مدريد قصّر في حق بيل منذ وصوله إلى النادي، لقد كان لاعباً أساسياً في أغلب الأحيان رغم انخفاض مستواه كثيراً، وتم منحه أعلى راتب بالفريق رغم أن هناك العديد من اللاعبين قدموا للنادي أكثر منه بمراحل، حتى أنه تم إقالة مدربين من أجله، ونتذكر جميعنا السبب الرئيسي لإقالة كارلو أنشيلوتي، حتى التصريح الذي أطلقه زيدان في بداية الموسم تم تفسيره بشكل خاطئ، فكان يقصد أن بيل يتفاوض مع أحد الأندية للرحيل، والدليل على ذلك أن المدرب الفرنسي أشركه أساسياً كلما كان اللاعب جاهزاً، وبالتالي لا يوجد ما يبرر تصرفه بحق النادي الذي فعل كل شيء ليرضيه طليلة الـ6 سنوات.

هناك لاعبين تم معاقبتهم في ريال مدريد أو في أندية أخرى ولم يفعلوا نصف ما فعله بيل، الظاهرة رونالدو شخصياً قرر فابيو كابيلو إقصائه من التشكيلة الأساسية بسبب سلوكه خارج الملعب، وهو سبب تافه جداً مقارنة بالتصرف الذي قام به النجم الويلزي.