ليونيل ميسي وزين الدين زيدان

موقع سبورت 360 – ربما يكون الموسم الحالي من أقل المواسم استقراراً على صعيد النتائج للفرق في الدوريات الخمس الكبرى.

في اسبانيا ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو يتصارعون بقسوة على صدارة الترتيب ويعانون من سقطات عديدة. في إيطاليا اليوفي بلا هزيمة لكنه يعاني في مبارياته بشكل كبير ويفوز بشق الأنفس وهو حال الإنتر الذي يعاني من إجهاد فظيع رغم النتائج الجيدة . أما نابولي فهو بعيد خارج الأربعة الكبار بعد الخسارة أمام روما.

حال ليفربول مشابه جداً لليوفنتوس، يتصدر أيضاً بلا هزيمة في إنجلترا لكنه يعاني تقريباً في كل مباراة يلعبها . أما مانشستر سيتي فبعد موسمين خياليين يقبع حالياً في المركز الثاني بفارق ست نقاط وحدث ولا حرج عن مانشستر وأرسنال وتوتنهام ونتائجهم المتفاوتة ومدربوهم المهددون بالإقالة. بايرن ميونخ ليس في حال أفضل على الإطلاق، خسارة خماسية تاريخية أمام إنتراخت فرانكفورت ومدرب مقال وتخبط في الدوري .

في دوري الأبطال الأمور لا تقل تعقيداً . ورغم أن الصدارة تبدو منطقية في المجموعات حتى اللحظة إلا أن نتائج المباريات تظهر معاناة واضحة لبعض الكبار الذين اعتادوا المسابقة كريال مدريد. أما ليفربول فخسر لقاء وعانى في آخر حتى فاز. في حين يستمر إنتر ميلان في محاولة إيجاد هوية له في هذه المسابقة بشكل مشابه لمحاولاته فرض نفسه في الدوري .

معاناة الكبار … طبيعية أم غريبة؟

معاناة بعض الفرق الكبرى هو مسألة طبيعية كل موسم ، لكن الملفت هو هذا العدد من الفرق الكبرى التي تعاني معاً في نفس الموسم. وبطبيعة الحال المعاناة أمر نسبي بشكل كبير ، فما قد يبدو موسماً سيئاً لمانشستر سيتي هو موسم رائع لتوتنهام على سبيل المثال….إذا الحالة عادية لكن حجمها وعدد الفرق التي تمر بها هو الملفت للنظر فما الأسباب؟

ماركوس راشفورد

نقطة البداية …الاستثمارات تؤدي إلى الجهد

مستوى كرة القدم يرتفع عاماً بعد آخر. وهذا الأمر يعود بشكل كبير لحجم الاستثمارات الموضوعة في اللعبة بسبب زيادة جماهريتها وشعبيتها مع التطور التكنولوجي وسهولة وصول المحتوى الخاص بها لعشاقها وأيضاً تغير طريقة استهلاك هذا المحتوى والذي تحدثنا عنه في مقال سابق (انقر هنا لقراءة المقال) حيث بات هذا الاستهلاك أعلى وأسرع و بات من الممكن لهذا المحتوى الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة.

الطلب على المحتوى يزيد الاستثمارات فيه ، وزيادة الاستثمارات ترفع من هذا المحتوى كعدد وقيمة . ولتلبية الطلب المتزايد لابد من لعب مباريات أكثر . مباريات أكثر تعني جهداً أكبر وبالتالي تعباً أكثر لدى اللاعبين الذين يصل عدد مبارياتهم لـ 66 مباراة في المتوسط و 78 مباراة في بعض الحالات (الكوري سونغ لاعب توتنهام في موسم 2018-2019 ).

الجهد لا يقتصر على المباريات وحسب ، بل على التدريبات قبل المباريات والسفر إلى دول مختلفة للعب هذه اللقاءات. وكون الفرق الكبرى تملك أفضل اللاعبين فهم بالضرورة الأكثر عرضة للعب مباريات أكثر والسفر أكثر سواء مع أنديتهم أو منتخباتهم. وهو ما يعني جهداً أكبر عليهم كذلك الأمر وبالتالي تعب وإصابات أكثر لا تعاني منها الفرق الأصغر التي لا تملك هذا المستوى من اللاعبين. ومع استحالة امتلاك 25 لاعباً بمستوى واحد فإن الفرق الكبرى معرضة للإجهاد والإصابات أكثر بكثير من الفرق الأصغر التي ستستغل هذا العامل لتحقيق نتائج أفضل.

GettyImages-1179716957

ارتفاع القدرات المالية للأندية الأصغر

تسعى روابط الدوريات الكبرى كالانجليزي والاسباني والإيطالي والاتحاد الأوروبي لتضييق الهوة في عوائد النقل التلفزيوني بين كبار الأندية وصغارها سواء عبر توزيع أكثر عدلاً للعوائد أو توسيع رقعة المشاركة في البطولات الأوروبية الأكثر إدراراً للأموال. ومع النجاح التدريجي لهذه الجهود وازدياد كمية الاموال المغدقة على كرة القدم زادت قدرات الأندية الأصغر المالية وباتوا قادرين على شراء لاعبين مميزين وجلب مدربين قادرين على تقديم الإضافة لفرقهم وبالتالي بدأت الهوة الفنية تتضيق أكثر فأكثر بين الكبار والصغار. بكلمات أبسط بات يمكن لفرق أصغر أن تنافس بقوة وتزعج فريقاً اكبر والأمثلة أكثر من أن تعد وأن تحصى ويكفي غرناطة في اسبانيا وأتلانتا في إيطاليا وريد بول سالزبورغ وسبارتا براغ في دوري أبطال أوروبا كأمثلة على ذلك.

المعلومات وسرعة التطور التكنولوجي

التطور العلمي والتكنولوجي ساعد على زيادة كمية المعلومات المتاحة بشكل كبير . ومع تطور القدرة على معالجة هذه المعلومات بالطريقة الأمثل وازدياد سهولة الوصول إليها . بات لدى الجميع القدرة على اكتشاف مواهب جديدة ومراقبة الخصوم وتحليل المعلومات الخاصة عنهم وليس الفرق الكبرى وحسب.

سرعة التطور أيضاً أعطت فرصة للشبان الذين يعملون في الطواقم التدريبية وهم الأكثر طاقة وقدرة على التعامل مع التكنولوجيا أفضلية على المدربين الخبراء الذين يواجهون بعض الصعوبة في مواكبة عملية التطور . وهؤلاء الشبان غالباً ما يتواجدون في طواقم الفرق الأصغر . الأفكار الجديدة والمبتكرة والقدرة والتحليل المستمر للكبار وأدائهم ازداد أكثر بين الشبان والفرق الأصغر مما يزيد من فرصهم في منافسة الكبار وإزعاجهم .

المحصلة 

العالم يصبح أصغر وأكثر اتصالاً وبالتالي المتابعة والتعلم من الكبار بات أمراً أكثر سهولة. كما أن الأموال الكثيرة التي تستثمر في كرة القدم سمحت أيضاً بحصة أكبر للفرق الأصغر . كل هذا ساعد على تضييق الهوة بشكل كبير بين الكبار والصغار، يضاف لها جهد الكبار الأكثر من الصغار فمن الطبيعي أن نرى معاناة أعلى للفرق الكبرى ونتائج أكثر تذبذباً.