بالملكي: مورينيو خليفة زيدان .. نكتة تجعلنا نختنق كالجوكر

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مورينيو وزيدان

    موقع سبورت 360 – عندما كان “واكين فينيكس” يؤدي دور آرثر الذي سيتحول إلى شخصية الجوكر الشهيرة في نهاية الفيلم، أوصل لنا باحترافية عالية مدى معاناة الشخصية التي يجسدها بسبب الظروف القهرية، فعل ذلك من خلال الضحك فقط، الضحك الهستيري الذي كان يجعله يختنق ويضطر للسعال.

    كلما اعتلت ضحكات آرثر، كلما سيطرت علينا سحابة من الكآبة والإحباط داخل قاعات السينما، مشاعر متضاربة غزت قلوبنا، جعلتنا نفكر، كيف تكون الضحكة سبب تعاسة إنسان؟ ولماذا نشعر بهذا الحزن الشديد كلما بدأ يضحك في الأماكن العامة؟ هل  لأنه كان مجبراً على ذلك ولا يملك أدنى سيطرة على نفسه؟ أم لأننا نعلم جيداً أنه يفقد التحكم بمرضه كلما تعرض للضغط أو التهديد؟

    ريال مدريد يعيش حالة مشابهة لما عاناه آرثر، الفريق يتعرض للصدمة تلو والأخرى، وزيدان يفقد السيطرة يوم بعد الآخر، وبات الحديث عن تبديل المدرب يتحول إلى واقع بشكل تدريجي، فالجميع يعلم أن فلورنتينو بيريز لا يهمه أية ظروف قاسية قد يكون هو نفسه المتسبب بها، وسيحمّل المسؤولية للمدرب كما اعتاد، هناك كبش فداء، وهناك منقذ جديد، هذه المرة سيكون جوزيه مورينيو على ما يبدو.

    عودة مورينيو لريال مدريد .. مؤيدون كثر وواقع وماضي أليم

    المشجع المدرك والواعي بكل تفصيلة عاشها ريال مدريد، يعلم تماماً أن جوزيه مورينيو ليس حلاً لمشاكل ريال مدريد، لأنه تحول إلى مشكلة بحد ذاته في السنوات الأخيرة، فعدا عن تراجع قدراته التكتيكية بشكل ملحوظ، وعدم مواكبته للتطورات التي طرأت على كرة القدم، فهو يمتاز أيضاً بقدرة رهيبة على تدمير علاقته باللاعبين، والإدارة، والصحافة، وحتى الجماهير أحياناً.

    هناك الكثير يؤيدون عودة مورينيو، بل ويحلمون بذلك، والسر وراء هذا يكاد يكون مثل لغز مثلث بارمودا، هناك فرضيات تفسر الأمر، لكن لا أحد يعلم ماذا يحدث بالفعل، والتفسير المنطقي الوحيد الذي أراه هو عشق البشر للشخصيات المثيرة للجدل، والتي تظهر قوية أمام الكاميرات.

    جوزيه مورينيو

    جوزيه مورينيو

    ريال مدريد يدين بالفضل لمورينيو بأنه أعاد هيبة الفريق في وقت كان يسيطر فيه الغريم التقليدي على القارة أجمع، لكن هذه الجملة “مطاطة” ولا تعكس الحقيقة بشكل كامل، لأن الريال لم يحقق إنجازات عظيمة تحت قيادة المدرب البرتغال، وكل ما نتذكره من تلك الحقبة المشاكل التي غزت غرفة خلع الملابس، وخلافه الشهير مع ايكر كاسياس وبيبي وسيرجيو راموس وكريستيانو رونالدو، والريمونتادا الغير مكتملة أمام بوروسيا دورتموند.

    قبل مورينيو، خاض ريال مدريد موسم واحد مع مانويل بيليجريني في ولاية فلورنتينو بيريز الثانية، الفريق فشل بشكل ذريع على جميع الأصعدة، وبعد مورينيو، تحسنت الامور قليلاً خصوصاً في دوري أبطال أوروبا، وتم حصد 3 ألقاب فقط خلال 3 سنوات مليئة بالمشاكل.

    لا أعلم لماذا يصوّر مورينيو وعشاقه أن ما فعله شيء أسطوري لمجرد أنه تمكن من منافسة برشلونة قليلاً، فما امتلكه من أسماء حينها كانت كفيلة أن تجعله يهمين على كل شيء، وأي مدرب قدير آخر كان سيحقق ما حققه مورينيو، وربما يحصد نتائج أفضل .

    يدعي البعض أن مورينيو هو من أسس ريال مدريد الحالي، وأن الفضل يعود له بما حصده الفريق مع كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان، وأرى هذا الأمر غريباً، لأن الفريق الذي حصد الثلاثية لا علاقة له بالسبيشل ون لا من قريب ولا من بعيد، فلاعبين مثل مارسيلو وسيرجيو راموس وبيبي وكريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وتشابي ألونسو كانوا بالفريق قبل قدومه، ونجوم مثل توني كروس وإيسكو وخاميس رودريجز وولوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو وجاريث بيل جاؤوا بعده.

    اللاعب الوحيد الذي انتدبه مورينيو وشارك بإنجازات الريال الأخيرة هو لوكا مودريتش فقط، أما باقي الأسماء رحلت بدون تحقيق أي شيء يذكر، نتحدث عن مسعود أوزيل وآنخيل دي ماريا وسامي خضيرة وأديبايور وفابيو كوينتراو ..الخ، ريال مدريد لم يبدأ بحصد الألقاب أساساً إلا عندما تخلى عنهم، وحتى النجم الكرواتي لم يكن يحظى بثقة السبيشل ون، وكان يفضل عليه خضيرة في معظم المباريات، خصوصاً الكبيرة، فعن أي فضل تتحدثون؟

    وبعيداً عن ما فعله مورينيو في تجربته الأولى مع ريال مدريد، هو لم يقدم شيء مذهل بتجاربه الأخيرة، فاز بلقب الدوري الإنجليزي مع تشيلسي في وقت لم يكن هناك منافس حقيقي على اللقب، وكان يملك أفضل تشكيلة بالبطولة، وعندما بدأ مستوى لاعبيه ينخفض، وتمكن المنافسون من رفع جودة فرقهم، تم إقالته بعد نتائج مخزية، لدرجة أن الفريق وصل لمراكز الهبوط.

    ولم يختلف الحال مع مانشستر يونايتد، بل ازداد سوءاً، فهذه التجربة بالذات أظهرت مدى تراجع مورينيو في عالم التدريب، وفشله بمواكبة التطور المذهل للخصوم، فحتى لو حقق نتائج طيبة في بعض الأحيان، إلا أن الأداء كان كارثياً بجميع المقاييس، ولا اعتقد أن جماهير ريال مدريد ستقبل أن يؤدي الفريق بهذه الطريقة، وبالنهاية يحصد المركز الثاني أيضاً.

    عودة مورينيو إلى ريال مدريد، بالنسبة لي مثل ضحكة الجوكر التي كان يختنق بسببها، الغالبية يرون أنها فكرة رائعة بعد فشل زين الدين زيدان بإعادة الفريق لسابق عهده، تماماً مثلما كان يظن الجميع أن آرثر فليك كان يضحك لأنه يستهزئ بمن حوله، لكن قليلون من يدركون المعاناة التي كان يعيشها، وهي نفس المعاناة التي ستصيب ريال مدريد إن استلم السبيشل ون دفة القيادة.