مارتن أوديجارد

تمريرة حاسمة واحدة جعلت الجميع يلتفت للنجم النرويجي الشاب مارتن أوديجارد الذي كان محط أنظار العالم قبل بضعة سنوات، وتم نسيانه بعد سلسلة الإعارات التي قضاها في الدوري الهولندي.

ريال مدريد قرر في الصيف الماضي إعارة أوديجارد لريال سوسيداد لكي يجعله يلعب بمستوى أعلى من الدوري الهولندي تمهيداً لإعادته للفريق، وذلك بعد أن قدم أداء مميز في الموسم الماضي مع نادي فيتسه آرنهم.

ومنذ بداية الموسم، ظهر أوديجارد بأداء جيد مع الفريق الأندلسي، وأثبت أنه قادراً على اللعب في مستوى عالِ وفي واحد من أصعب الدوريات في العالم، لكن كانت التمريرة الساحرة التي قدمها في مباراة ديبورتيفو آلافيس وجاء منها الهدف الأول هي من جعلته يخطف الأضواء لعدة أيام في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

جماهير ريال مدريد تطالب بعودة أوديجارد في أسرع وقت ممكن، خصوصاً وأن الفريق يعاني من نقص عددي في خط الوسط، بالإضافة إلى تراجع مستوى لوكا مودريتش بشكل ملحوظ، والأمر نفسه ينطبق على إيسكو أيضاً.

هل يجب إعادة أوديجارد؟

قبل أن نسهب في الإجابة على هذا السؤال، يجب أولاً توضيح نقطة مهمة، وهي أن أوديجارد موهبة مختلفة عن باقي المواهب التي يملكها الفريق الملكي وتم إعارتها مؤخراً، فهناك آمال كبيرة معلقة عليه من النادي والجماهير، وبالتالي فإن عودته يجب مرهونة بشرط مهم يتلخص بالمشاركة بشكل أساسي، أو على الأقل يتناوب مع لاعبي خط الوسط بالفريق بشكل منتظم.

هذا الشرط محقق في الوقت الراهن، لكن ريال مدريد سيتعاقد مع لاعب أو لاعبين لتدعيم خط الوسط، وبالطبع سيتم انتداب أسماء كبيرة من المفترض أن تحصل على مركز أساسي هي الأخرى، نتحدث عن كريستيان إريكسن أو بول بوجبا أو فان دي بيك، وربما حتى فابيان رويز الذي انفجر مع نابولي.

لكن بالنظر لما شاهدناه من أوديجارد مع سوسيداد، وبعض اللمحات من الموسم الماضي في الدوري الهولندي، يمكننا التأكيد على أن النجم النرويجي الشاب لا يقل بالمستوى عن الأسماء المذكورة، بل ربما أفضل لو نجح في التطور خلال المرحلة المقبلة.

أوديجارد وبلا شك يستحق العودة لريال مدريد، يملك المهارة، والرؤية، كما يمتاز بشخصية قادرة على ضبط خط الوسط، عدا عن امتلاكه فاعلية في الثلث الأخير من الملعب إما بالتمرير أو التسجيل.

على الأغلب سيكون الموسم الحالي هو الأخير لأوديجارد خارج ملعب سانتياجو برنابيو، وسيتم إعادته في الميركاتو الصيفي، وزين الدين زيدان سيكتفي بإبرام صفقة واحدة لتدعيم الوسط، وفي ظل تدهور مستوى لوكا مودريتش وتقدمه بالسن، وإيسكو أيضاً، يمكن أن يحصل أوديجارد على فرصة كبيرة للمشاركة بشكل شبه منتظم، لاسيما وأنه يجيد اللعب في محور خط الوسط أو كصانع ألعاب.

منذ مدة طويلة ونحن نتحدث عن حاجة ريال مدريد للاعب يملك القدرة على إرسال كرات بينية في العمق، فحتى مع توهج الفريق في السنوات الماضية مع زيدان، كان هناك غياب لهذه الميزة بالفريق، خصوصاً بعد إعارة خاميس رودريجيز، فلا يمكن المراهنة دائماً على الأطراف، وأن يقتصر دور لاعبي المحور على بناء الهجمة وإرسالها للأطراف فقط من أجل تحويل كرة عرضية، لذلك لا بد من وجود لاعب بمواصفات أوديجارد بالفريق، لأنه سيمنح حلول إضافية غير متوفرة لزيزو في الوقت الراهن.

أرقام أوديجارد هذا الموسم .. هل هو أفضل من لاعبي الريال؟

خلال 8 مباريات فقط خاضها في الدوري الإسباني، تمكن أوديجارد من تسجيل هدفين وصناعة مثلهما، أي أنه يساهم بتسجيل هدف كل مباراتين، وهذا رقم ممتاز بالنسبة للاعب خط وسط، وبالطبع لا يوجد أي متوسط ميدان في الريال يملك أرقام مشابهة.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، أوديجارد أكثر لاعب في ريال سوسيداد يكمل تمريرات صحيحة بواقع 56 تمريرة في المباراة، وهذا يفوق أرقام جميع لاعبي خط الوسط في ريال مدريد باستثناء توني كروس.

الرقم المميز الآخر لأوديجارد أنه يصنع 3 فرص سانحة للتسجيل في المباراة، وباستثناء كروس أيضاً الذي يصنع 3.3 فرصة في المباراة، لا يوجد أي لاعب يتفوق عليه في تشكيلة المدرب زين الدين زيدان سواء من لاعبي خط الوسط أو بقية اللاعبين.

آخر ما يمكن الحديث عنه هو قيام أوديجارد بـ2.5 مراوغة ناجحة في المباراة الواحدة، ويعد فينيسيوس جونيرو أفضل لاعب يراوغ في ريال مدريد هذا الموسم بـ1.7 مراوغة في المباراة، وهذا الرقم تحديداً يوضح لنا مدى المهارات التي يتمتع بها النجم النرويجي صاحب 20 عاماً.

باختصار، أوديجارد يقدم موسم أفضل من جميع لاعبي ريال مدريد، والأرقام توضح تفوقه في كل شيء على كاسيميرو ولوكا مودريتش وإيسكو وخاميس وحتى توني كروس في بعض المجالات، وذلك رغم أنه يلعب في فريق أقل جودة بكثير.