وقفة 360 .. زيدان لا يريد أن يفهم وريال مدريد تنحى عن العرش رسمياً

رامي جرادات 01:26 19/09/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كريم بنزيما وكيلور نافاس

    عندما تم سؤال جوزيه مورينيو عن الفارق بين المدرب المميز والمدرب السيء أجاب “المدرب الناجح يتعلم من أخطائه”، وبعد مشاهدتنا لانتصار باريس سان جيرمان الساحق على ريال مدريد، نقول أن زين الدين زيدان لا يريد التعلم.

    ريال مدريد سقط مرة أخرى وبطريقة مذلة في ملعب حديقة الأمراء بثلاثية نظيفة، لتتواصل علامات الاستفهام حول مستوى الفريق وقدرته على المنافسة على الألقاب خلال الموسم الحالي رغم أنه النادي الأكثر إنفاقاً في الميركاتو الصيفي.

    زيدان يعاند نفسه

    طبعا، لم نقصد أن زيدان مدرب فاشل، لكن هناك أفكار ومعتقدات في رأسه يأبى أن يغيرها مهما كانت الحقيقة واضحة أمامه، ما زال يرى أن الفوز يأتي عن طريق اللعب بـ4-3-3 المعتادة، وبنفس استراتيجية العرضيات التي كان هناك عوامل عديدة لنجاحها في الماضي ولم تعد موجودة الآن على الإطلاق.

    لم يتغير شيء على ريال مدريد الذي اعتدنا عليه مع زيدان، لكن هناك نواقص عديدة أهمها أنه لا يوجد من يترجم العرضيات إلى أهداف في المقام الأول، كما أن محولي العرضيات أنفسهم تراجع مستواهم كثيراً، وبالتالي بات الأمر يتطلب حلول جديدة، والتي لم نراها بطبيعة الحال.

    ريال مدريد هو نفسه قبل عامين، يتناقل الكرة بنفس الكيفية، ويتمركز بنفس الكيفية، ويدافع بنفس الكيفية، لكن الفارق الجوهري هنا أن الفريق فقد سرعته في كل شيء، تشعر وكأننا نشاهد إحدى مباريات ريال زيدان في الماضي لكن بتقنية العرض البطيء، مما يجعل الخصم متفوق عليه عددياً سواء في العملية الدفاعية أو الهجومية.

    من الأمور الغير مفهومة لزيدان أنه دفع بجاريث بيل وخاميس رودريجيز معاً في مباراة اليوم رغم أنه لم يكن مقتنعاً بهما قبل بضعة أسابيع فقط، والمشكلة الأكبر أنه اعتمد هذه الخطة على حساب منح الخصم مساحات شاسعة بالاعتماد على رباعي في الخط الأمامي لا يقدم أي مساندة دفاعية.

    أما بالنسبة لثلاثية بيل وبنزيما وهازارد، فقد أثبتت فشلها بشكل ذريع، فلم نرى أي تواصل بين هذا الثلاثي، وذلك يعود لسبب بسيط وهو أن المهاجم الفرنسي كان قد تلقى أوامر بعدم العودة للخلف كثيراً لكي يتواجد دائماً في المناطق الخطرة، وعندما لا يشارك بنزيما بالهجمة، لا نرى هجمة بالأساس لريال مدريد.

    زيدان لا يملك الكثير من الحلول الآن، وربما يكون كريم بنزيما اللاعب الوحيد الذي يملك القدرة على صناعة الفارق كما رأينا في المباريات السابقة، وبالتالي فإن تجميده في الأمام ووضع بيل وهازارد على الأطراف، وخلق مسافات شاسعة بين الثلاثي، كان قراراً غير مفهوماً على الإطلاق، فأين اللامركزية التي اعتدنا عليها؟ ولماذا كان كل لاعب في خطي الوسط والهجوم يتمركز بمكانه وكأن قدمه سوف تقع على لغم لو حاول التحرك من مكانه؟ الخطة التي نراها على الورق رأيناها بشكل حرفي على أرض الميدان دون أي ديناميكية أو تكيتيك.

    أما بالنسبة للتبديلات، فحدث ولا حرج، الفريق خاسر بهدفين نظيفين، وزيزو انتظر حتى الدقيقة 70 ليجري أول تبديل بإخراج أغلى صفقة في تاريخ النادي وإدخال لوكاس فاسكيز الذي لا أعرف ما سر عشق المدربين له لغاية الآن، كما تم سحب خاميس رودريجيز والدفع بلوكا يوفيتش، وهو تبديل كان من الأجدر أن يتم بين الشوطين.

    البعض يفسر تواجد فاسكيز في المباريات إلى أنه يساند الخط الخلفي، ورغم أنه شارك في المباريات الماضية ولم يقدم أي مساندة وتلقى الفريق أهداف كثيرة أيضاً، ودائما ما يحدث ذلك حتى في المواسم الماضية، إلا أن هذا ليس هو المهم، وإنما سبب الدفع به والفريق متأخر بهدفين رغم امتلاكك حلول أخرى مثل فينيسيوس جونيرو الذي يملك مهارات أعلى، وقبل أن تغوص بأفكارك وتقول أن النجم البرازيلي يهدر الكثير من الفرص، تذكر أن فاسكيز لم يسجل سوى 22 هدفاً في 5 مواسم مع ريال مدريد، أي أن فينيسيوس بأسوأ أحواله سيكون أفضل منه، أو على الأقل لن يحرم الفريق من هدف التقليص ويحاول الذهاب للكرة والجميع يعلم أن متسلل.

    ريال مدريد تنحى عن العرش رسمياً

    قبل المباراة، قلنا أن هذا اختبار حقيقي لريال زيدان الجديد، لأنه منذ عودة المدرب الفرنسي لم يواجه أي فريق بهذا الحجم، وكانت مبارياته في الموسم الماضي تحصيل حاصل، ومبارياته هذا الموسم أمام فرق متوسطة، ولذلك كان هناك توقعات أن ينتفض الفريق في مباراة كبيرة كهذه كما اعتدنا على الريال مع زيزو في السنوات الماضية، لكن هذا لم يحدث، بل حدث العكس تماماً.

    بهذه الهزيمة، تأكدنا رسمياً أن ريال مدريد ما زال لم يخرج من النفق المظلم الذي دخل به في الموسم الماضي، بل أن الأمور ازدادت سوءاً بالنسبة له، فمثل هذه الهزائم تخلق مشاكل يصعب السيطرة عليها سواء في غرفة خلع الملابس أو من طرف الجماهير والصحافة التي ستضغط على اللاعبين والمدرب وتجعل الأوضاع غير صحية أبداً لممارسة كرة قدم بشكل طبيعي.

    زيدان يحتاج لمعجزة كي يعيد ريال مدريد إلى سابق عهده، والأمر سيتطلب عدة أسابيع وربما عدة أشهر، ويحتاج لتدعيمات قوية أيضاً في الميركاتو الشتوي، لأنه لا يمكن المراهنة على الفوز بالألقاب مستخدماً 3 لاعبين بشكل أساسي لم تكن ترغب بهم بالأساس، نتحدث هنا عن الكارثة تيبو كورتوا، والكسول جاريث بيل، والخائف خاميس رودريجيز.