قصف جبهة .. منطق راموس العجيب وتفاخر رونالدو وأخلاق مرتضى منصور

رامي جرادات 00:50 18/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أسهل شيء في هذا العالم أن تحول إنجازاتك البسيطة إلى قصة نجاح أسطورية، الأمر لا يحتاج لخطوات كثيرة، فقط استعرض ما حققته بكل ثقة بالنفس دون أن تنسى التحلي بقليل من التواضع، وتجنب بشكل كامل ذكر أي إخفاق وقعت به، الإنجازات فقط، لا تنسى ذلك.

    رغم أنني حاصل على شهادة جامعية في علم النفس، لكن لم أتعلم هذه الوصفة السحرية من المحاضرات، ولا من الكتب والأبحاث العلمية، لقد استنتجتها من كريستيانو رونالدو الذي يرى نفسه يستحق التتويج بالكرة الذهبية هذا العام.

    رونالدو صرح عقب تتويجه مع البرتغال بلقب دوري الأمم الأوروبية ” الكرة الذهبية؟ لقد فزت بثلاثة ألقاب، ولعبت بشكل جيد، ماذا أفعل أكثر من ذلك؟”، لا أستطيع منع نفسي من الإجابة على سؤال الدون، ببساطة حقق لقب دوري الأبطال الذي فزت بسببه بأربع كرات سابقة !.

    عدد الألقاب لن يجعلك الأفضل في العالم، وإلا لما ناقش أحد بأحقية بيرناردو سيلفا بالجائزة على اعتبار أنه حقق 5 ألقاب خلال الموسم، على الأقل تفوق على منافسيك في الدوري الذي تلعب به قبل أن تتحدث عن جائزة الأفضل في العالم، عندما تكون واحد من أفضل الهدافين بالتاريخ وتخسر لقب هداف الكالتشيو فلا يعقل أن ترى موسمك مميزاً وتستحق عليه أهم جائزة فردية.

    أرجوك لا تحدثني عن تقدم رونالدو في السن وأن أرقامه ممتازة للاعب وصل إلى 34 عام، فهذه ليست مشكلة فان دايك أو ليونيل ميسي أو حتى محمد صلاح، بالطبع أعلم أن هذه الإجابة لن تغيّر معتقداتك، لذلك أنصحك أن تبحث في “جوجل” عن سن فابيو كوالياريلا هداف الدوري الإيطالي الذي تفوق على الدون.

    لنبتعد قليلاً عن رونالدو، فلم أعد احتمل انتقاد أكثر لاعب أعشقه في الملاعب، ودعونا ننتقل إلى الأفضل في العالم باستحقاق، لكن ليس الآن، وإنما في عام 2013، أو هذا ما يدعيه هو، بالتأكيد أتحدث عن فرانك ريبيري.

    النجم الفرنسي ما زال لم ينسى عدم فوزه بالجائزة في ذلك العام، وصرح قائلاً “ليس فقط بوجهة نظري، بل الكثير من الناس يرون أنني كنت أستحقها، لقد كنت الأفضل في ذلك العام، ولم يكن هناك ما أحسد عليه رونالدو وميسي، لقد كانت أكبر خيبة أمل في مسيرتي”.

    أتعلم ما هي المشكلة؟ أن جزء كبير من الجماهير فعلاً يؤيدونك بذلك، بل هم من أوهموك بأنك تستحقها، كما أوهموا ويسلي شنايدر من قبل، الأمر لا يتعلق بأنك الأفضل أم لا، بل يتعلق بمحاولة الجماهير التقليل من رونالدو وميسي، جماهير برشلونة ترى أنك تستحقها، وجماهير ريال مدريد ترى أن شنايدر كان يجب أني فوز بها عام 2010، الأمر بهذه البساطة.

    هل تعلمون أن دفيد آلابا، روبن، شفاينشتايجر، كروس، مولر، ماندزوكيتش، بيتزارو، شاكيري جميعهم سجلوا أهداف أكثر من ريبيري في دوري الأبطال بتلك النسخة ؟ وهل تعلمون أنه لم يسجل سوى هدف وحيد في البطولة كان في دور المجموعات على باتي بوريسوف؟ وهل لديكم أي معلومة أنه سجل 11 في جميع المسابقات خلال 47 مباراة؟ وهل تعلمون أن رونالدو الذي كان يلعب بنفس مركز ريبيري بذلك الوقت أحرز 12هدفاً في دوري الأبطال، أي أكثر مما سجله من يدعي أحقيته بالجائزة في جميع المسابقات.

    تصريحات ربيري لم تكن مستفزة كثيراً، أو أنها ليست كذلك عندما ترى ما قاله مرتضى منصور عن محمد صلاح، حيث اتهمه بأنه يتخلى عن أهل قريته ويتعالى عليهم، طبعاً هذا سلوك غير مقبول عند رئيس نادي الزمالك لأنه يعتقد أن حسن الأخلاق تتحلى به عندما تشتم الأشخاص بوالدتهم.

    لنتجنب الحديث عن مرتضى منصور أكثر من ذلك، ليس خوفاً من أن أجد نفسي ضمن قائمة ضحاياه في يوتيوب، بل لأن موضوعنا متعلق بنجوم كرة القدم، ولا اعتقد أنه واحداً منهم، فعلاقته بالساحرة المستديرة مثل علاقة مروان فيلايني بضبط إيقاع اللعب.

    يقولون في إسبانيا أن ريال مدريد لا يمانع ببيع ماركو أسينسيو، لكنه يريد مقابله 100 مليون يورو، لا شك في أنه سعر منطقي ومستحق، فلن تجد لاعب ببراعته في التسديد من خارج المنطقة، مع خاصية الاختفاء في الملعب.

    ولنبقى مع ريال مدريد، قام سيرجيو راموس بحفل زفاف تاريخي كلفه أكثر من مليوني يورو وفقاً لبعض المصادر، وحضّر الحفل العديد من نجوم كرة القدم، لكنه لم يقدم دعوة لكريستيانو رونالدو، فهو يرى أن طريقة إعلانه رغبته بالرحيل بعد الفوز بنهائي دوري الأبطال كانت مهينة للنادي ! لا تخبروا أحد أنه قام بدعوة جيرارد بيكيه.

    اعتقد أنني أقسو على راموس قليلاً، فهو محق في عدم دعوة الدون الذي أثار جدلاً بتصريحاته بعد نهائي كييف، فليس من المنطقي أن يعلن اللاعب رغبته بالرحيل بعد الفوز بلقب دوري الأبطال، يجب عليه الانتظار لحين خروج الفريق بموسم صفري مع كارلو أنشيلوتي ثم يطالب بذلك.

    آخر ما يمكننا الحديث عنه اليوم هو القنبلة التي فجرها بول بوجبا، حيث أعلن بشكل واضح أنه يريد خوض تجربة جديدة خارج مانشستر يونايتد، وقال “أمضيت 3 سنوات مع مانشستر يونايتد، كانت لدي لحظات سعيدة ولحظات سيئة مثل أي فريق آخر، رغم أن موسمي الأخير كان الأفضل لي، لكنني اعتقد أنه الوقت المناسب لخوض تجربة جديدة”.

    في الحقيقة، من حق بوجبا الرحيل عن مانشستر يونايتد، فغرفة خلع ملابس الفريق في أولد ترافورد ليست بحجم الغرفة الموجود في سانتياجو برنابيو، فهناك سوف يجد مساحة أكبر للرقص، كما أنه سيلعب مع لاعبين لديهم عدد متابعين ضخم على إنستجرام، وهذا في حد ذاته سبب منطقي يدفعه لهذه الخطوة، حيث أن اللعب في ريال مدريد سيضمن له مزيد من المتابعين على مواقع التواصل يمكنه نشر لهم رقصاته المميزة بعد الهزائم.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على تناقضات وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.