رحيل الكوستاريكي كيلور نافاس حارس ريال مدريد عن النادي خلال الميركاتو الصيفي القادم بات أمراً شبه مؤكد في ظل رغبة زين الدين زيدان بالاعتماد على الحارس البلجيكي تيبو كورتوا في الموسم القادم كحارس رئيسي.

كيلور نافاس وصل إلى ريال مدريد في صيف 2014 ليخلف إيكر كاسياس، ودافع عن قميص النادي على مدار 5 أعوام خاض خلالها 162 مباراة في مختلف البطولات وحقق العديد من الألقاب والإنجازات الجماعية والفردية.

وودع نافاس جماهير ريال مدريد بعد انتهاء مباراة ريال بيتيس التي خسرها الفريق يوم أمس بهدفين، وهو ما يؤكد أنها كانت آخر مباراة له مع النادي الملكي، وبنسبة كبيرة جداً سوف يرحل بالصيف القادم لكي لا يبقى حبيساً لدكة البدلاء في الموسم القادم.

وأثارت لقطة توديع نافاس لجماهير سانتياجو برنابيو عواطف الجماهير الكوستاريكية التي ترى فيه بطلاً حقيقاً، وكانت تأمل أن يستمر في ريال مدريد لأطول فترة ممكنة كونه واحد من أشهر النوادي في العالم إن لم يكن أشهرهم.

وكتب اللاعب والمدرب الكوستاريكي السابق دانييل خيمينز تقريراً عاطفياً بشأن رحيل نافاس عن ريال مدريد، واقتطعت صحيفة آس الإسبانية جزءاً من مقاله قال فيه “ريال مدريد يبدو أحياناً بأنه مثل آلة بلا قلب تسحق الرجال”.

نافاس قدم الكثير لريال مدريد خلال فترة تواجده في سانتياجو برنابيو، وكان له فضل كبير بتتويج الفريق بثلاثة ألقاب دوري أبطال متتالية، ولقب الليجا موسم 2016-2017، وهناك الكثيرين مقتنعين أنه كان أهم لاعب بلقب الثالثة عشر تحديداً لأنه أنقذ الفريق في العديد من المواقف الصعبة.

واعتدنا في السنوات الماضية رحيل العديد من النجوم الكبار عن ريال مدريد بطريقة مشابه، ولنا بإيكر كاسياس وراؤول جونزاليس أكبر مثال، دون أن ننسى كريستيانو رونالدو الذي لم يحاول النادي التمسك به بأي شكل، وسمح له بالرحيل مقابل 10% من قيمة شرط الجزائي في عقده، ويدون وداع أيضاً.

الغريب بفكرة التخلي عن نافاس أنه ما زال في سن 32 عام ويمكنه اللعب لمدة 3 مواسم بنفس المستوى، كما أنه قدم أداء أفضل بمراحل من تيبو كورتوا هذا الموسم، ولا يوجد سبب منطقي يجعل بيريز وزيدان لا يتمسكان به، فكورتوا ليس تير شتيجن ولا جان أوبلاك، ومستواه متدني منذ أن كان في تشيلسي وليس في الموسم الحالي فقط، وكأس العالم كان مجرد طفرة لم نعتد عليها في آخر السنوات.

الأساطير تهان بالطريقة التي ترحل فيها عن ريال مدريد، ورغم أن نافاس لم يصل لمستوى نضعه في خانة كاسياس وراؤول ورونالدو، إلا أنه كان وفياً للنادي منذ اليوم الأول الذي وضع قدمه في سانتياجو برنابيو، ويكفي أنه تحمّل إهانة صيف 2015 عندما أراد النادي إدراجه بصفقة دي خيا التي تعثرت في الأنفاس الأخيرة، لقد كان في المطار ينتظر تأكيد الصفقة ليتجه إلى مدينة مانشستر، وبعد تعثر الصفقة عاد سعيداً إلى مدريد وكأن شيئاً لم يكن.