سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

بدأ فصل جديد في نادي برشلونة مع تولي المدرب الإسباني كيكي سيتيين مسؤولية الجهاز الفني بدلاً من المدرب إرنستو فالفيردي، مع العلم أن الحديث كان عن إمكانية قدوم تشافي أو السعي لإقناع ماوريسيو بوتشيتينو الذي يبدو أنه صدق بالوعد الذي أطلقه حين كان بإسبانيول.

وكان جل المتتبعين يميلون للاعتقاد بأن إدارة برشلونة لن تطرد إرنستو فالفيردي في منتصف الموسم، باعتبارها صاحبة مدرسة في الاستقرار دون النظر للنتائج، لكن النادي الكتالوني أنهى ارتباطه بالمدرب المذكور رغم كل الدعم الذي كان يتلقاه من اللاعبين والمسؤولين.

ولم يتعرض أي مدرب في برشلونة للإقالة في منتصف الموسم منذ يناير 2003، عندما تخلى البارسا عن خدمات لويس فان جال عقب الخسارة أمام سيلتا فيجو، ومنذ ذلك الوقت والإدارات المتعاقبة تتعامل بنوع من القدسية مع عقود المدربين.

عصر التغيير المستمر:

صحيح أن برشلونة نادٍ يُحب الاستقرار، إلا أن الفترة الحالة أصبحت عصراً للتغيير بامتياز، حيث انضم النادي الكتالوني إلى كبرى الأندية الأوروبية والتي شهدت سيلاً من التغييرات على الأجهزة الفنية.

والحقيقة أن لغة إقالة المدربين أصبحت في أيامنا هذه مصيراً جهنمياً يواجه المدرب مهما كانت سمعته في عالم التدريب، والغالب فإن ساعة حزم الحقائب تدق عقب خسارة غير متوقعة، أو بالأصح غير مرغوب فيها.

ويبدو أن مسألة التغيير باتت عدوى أوروبية، فأندية عريقة عرفت الاستقرار لسنوات طويلة لكنها غيرت فلسفتها وفي مقدمتها مانشستر يونايتد، الذي عاش فترة ذهبية مع السير أليكس فيرجسون لمدة 27 عاماً، لكنه في المواسم الماضية عانى من عدم الاستقرار الفني وأقال عدة مدربين.

GettyImages-1199451470 (1)

تشيلسي بدوره عانى من نفس الأزمة، ولحقه آرسنال الذي طرد مدربه أوناي إيمري قبل أسابيع ليستعين بمساعد بيب جوارديولا، أرتيتا في الوقت الحالي، مع العلم أن المدفعجية عرفوا بدورهم فترة مشرقة مع أرسين فينجر لمدة 22 عاماً.

ريال مدريد أيضاً عانى خلال السنوات الماضية من عدم الاستقرار، ففي الموسم الماضي فقط استعان بثلاثة مدربين، وفي إيطاليا عرفت عدة أندية التغييرات الكثيرة سواء في ميلان وجاره الإنتر وآخرهم نابولي، حيث بدلت مدربيها لأسباب مختلفة.

وربما يعود السبب الرئيسي في عدم استقرار الأندية الكبيرة، إلى استفحال وسائل التواصل الاجتماعي، فمدربون مثل أليكس فيرجسون وأرسين فينجر ما كانوا ليستمروا على رأس القيادة الفنية لمانشستر يونايتد وآرسنال لما يقارب ربع قرن، لو أن منصات التواصل الاجتماعي كانت منتشرة في الثمانينات والتسعينات وبداية الألفية الجديدة.

ومن بين الأسباب أيضاً، نجد الاختيار الخاطئ للمدرب، إضافة إلى أن بعض إدارات الأندية تجعل من المدرب شماعة لإخفاقاتها ولذلك تقوم بإقالته من منصبه حتى تمتص غضب جماهيرها.

ويبدو أن عصر الاستقرار قد ولى إلى غير رجعة، فمدرب بقيمة جوارديولا مثلاً، تنقل بين 3 أندية في ظرف 10 سنوات، أما جوزيه مورينيو فقد تعرض للإقالة مرتين ودرب 4 أندية خلال العقد الأخير.