نيمار دا سيلفا وليونيل ميسي

موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

كثيراً ما حصد نيمار دا سيلفا الثناء بسبب المستوى الكبير الذي يقدمه دائماً على المستطيل الأخضر، فهو يتمتع بلمسة خاطفة للكرة، ومهارة أصيلة تفوح منها رائحة بلاد السامبا منبع السحر الكروي، لكن بريق النجم البرازيلي خفت في السنوات القليلة الماضية، وأعاد ما يعيشه الآن الحديث مجدداً عن طموحه الزائد، الذي عصف بحلمه في التتويج بالكرة الذهبية.

وأزاحت مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، يوم الاثنين الماضي، الستار عن قائمة المرشحين للحصول على جائزة الكرة الذهبية 2019، واستُبعد نيمار دا سيلفا، نجم باريس سان جيرمان، لأول مرة من اختيارات أفضل 30 لاعباً على مستوى العالم منذ 2010.

وكان نيمار دا سيلفا يسطر التاريخ بجوار ليونيل ميسي ولويس سواريز في فريق برشلونة، حيث شكلوا مثلث الرعب، حتى قرر البرازيلي الطائش أن يخرج من ظل البرغوث الأرجنتيني، فهو لا يُطيق أن يكون النجم رقم 2 بالفريق، ويرى أنه يستحق أن يكون النجم رقم 1، ليس في البارسا فقط، ولكن في عالم كرة القدم.

وبعدما أعلنت “فرانس فوتبول” عن قائمة المرشحين للتتويج بالكرة الذهبية، انطلقت النقاشات في مواقع التواصل الاجتماعي، حول السبب الرئيسي لهذا الانحدار المهول الذي عصف بنيمار دا سيلفا، واتفق الكثيرون على أن السر يكمن في رحيله عن برشلونة وهروبه من ظل ليونيل ميسي، مشيرين إلى أنه لو استمر في البارسا لكان قد توج بالبالون دور أو على الأقل كان سيفرض نفسه كمنافس منافس شرس على الجائزة المرموقة في السنوات الأخيرة.

بالتأكيد هذا سبب من الأسباب، لكنه ليس السبب الرئيسي، فهناك عدة عوامل أخرى ساهمت في تقهقر أداء نيمار دا سيلفا، مع العلم أن الموسم الأخير للبرازيلي مع البارسا كان مليئاً وفائضاً بالتصرفات غير المسؤولة من طرف راقص السامبا.

أزمات لا تنتهي:

وجه نيمار دا سيلفا إهانة إلى حكام مباراة إياب ثمن نهائي دوري الأبطال بالموسم الماضي بين سان جيرمان ومانشستر يونايتد، حيث وصفهم البرازيلي بأنهم لا يعرفون شيئاً عن كرة القدم.

GettyImages-1180874369 (1)

ولم تتوقف تصرفات نيمار عند هذا الحد، بل كان اللاعب أيضاً بطلاً لقضية مثيرة في فرنسا، وهذا بعد خسارة باريس سان جيرمان لنهائي الكأس ضد رين بركلات الترجيح، ما أدخل اللاعب في حالة غضب دفعته للاعتداء على أحد مناصري الفريق المنافس.

كما تورط نجم باريس سان جيرمان في قضية اغتصاب عارض أزياء برازيلية، ناهيك عن أنه حاول طوال الصيف الرحيل عن حديقة الأمراء ما تسبب في تشتت تركيزه، وهو ما تمت ترجمته في المدرجات إلى استهجان من جمهور النادي العاصمي تجاه اللاعب.

إصابات متتالية:

يمكن وضع الإصابات المتتالية في مقدمة الأسباب التي أدت لغياب نيمار عن قائمة المرشحين، حيث تعرض لإصابة قوية في مشط القدم خلال فوز فريقه على ستراسبورج بنتيجة 2/0 في دور الـ16 من كأس فرنسا الموسم الماضي، ليغيب عن الملاعب لفترة استمرت أكثر من 3 أشهر

TOPSHOT-FBL-FRIENDLY-BRA-NGA

كما عادت الإصابات لتضرب نيمار مجدداً خلال مشاركته في مباراة ودية مع منتخب البرازيل، ضمن استعدادات “السيليساو” لخوض منافسات كوبا أمريكا، لتتسبب في غيابه عن البطولة التي توج بها راقصو السامبا.

وقد يقول قائل، إن نيمار لو استمر في برشلونة لَمَا تعرض لهذا الكم الكبير من الانتكاسات، لكن الحقيقة تقول إن الجهاز الطبي ببرشلونة أسوأ من الجهاز الطبي بباريس سان جيرمان، وما كمية الإصابات التي ضربت لاعبي البلاوجرانا مؤخراً إلا خير دليل، فحتى ميسي الذي كان عوده مشتداً في سنوات خلت، غاب عن عدة مباريات في الموسمين الماضييين.