15 عامًا من عظمة ليونيل ميسي – الفصل الثاني .. التطور مع جوارديولا(2009-2011)

أندي ويست 12:11 17/10/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جوارديولا يعانق ميسي

    موقع سبورت 360 – نحن نحتفل بمرور 15 عامًا على الظهور الرسمي الأول لميسي بـ قميص برشلونة ونروي تاريخه في خمسة فصول، وهذا هو الأول من بينها، ويمكن قراءة بقية الأجزاء من هنا:

    التطور تحت قيادة بيب(2009-11)

    الظاهرة والإحصائيات(2012)

    تكديس الألقاب(2013-16)

    تغيّر الهوية(2017-)


    ببداية 2009 كان ليونيل ميسي معروفًا ضمن أفضل لاعبي كرة القدم في العالم. مدرب برشلونة الجديد، بيب جوارديولا، وضع ثقة كبيرة في ميسي حيث جعله نجم الفريق الأول بعدما استغنى عن الموهبة الفذة رونالدينهو بلا رحمة لينتقل البرازيلي إلى صفوف الميلان، بعد أن نمت مخاوف أن أسلوب حياة البرازيلي قد يؤثر على بقية لاعبي الفريق بالأخص الفتى الماسي ليونيل ميسي.

    مع اقتراب انتهاء الموسم الأول لجوارديولا مع برشلونة كان قرار الاستغناء عن رونالدينهو قد تم تبريره من قبل المدير الفني الذي نجح في تقديم مستويات مذهلة شغلت الجماهير عن أي تساؤل أو شك قديم، وكان التحدي الكبير لجوارديولا هو الحصول على الدوري المحلي ودوري الأبطال، بخط هجوم حل فيه تيري هنري محل رونالدينهو على اليسار، وبقى ميسي على اليمين، وصامويل إيتو يقود الهجوم. ومع ذلك لم يكن جوارديولا راضيًا بشكل كامل عن فريقه، حيث آمن أن هذا الفريق لديه إمكانية ليتحسن. ابتكر بيب استراتيجية جديدة لتحقيق رؤيته النبيلة، تعتمد على تحويل إيتو إلى جهة اليمين واللعب بميسي في الوسط كمهاجم وهمي، مهاجم يتمركز خلف الخط الأول من المهاجمين، تاركًا مدافعي الفرق الأخرى في حيرة من أمرهم غير واجدين مهاجمًا عاديًا ليراقبه الرقابة اللصيقة المعتادة، بل أن عليهم التوجه إلى الأرجنتيني لمراقبته في مكان بعيد عن الخط الدفاعي بعض الشيء وغير معتاد كونه مهاجمًا وهميًا في خطة تعرف باسم “التسعة الكاذبة”/ “False Nine”.

    بالطبع كأي مدرب يقوم بتجربة جديدة فإنه يستغل المباريات السهلة لفض الغطاء عنها وهكذا فعل..لا لم يفعل جوارديولا كذلك. المرة الأولى التي اختبر فيها جوارديولا خطته كانت أمام غريمه ريال مدريد في السانتياجو بيرنابيو في مباراة يتحدد على أساسها مصير الدوري، إذ كان برشلونة متقدمًا على مدريد في ترتيب الدوري بأربع نقاط وكان الأمر ليصير أزمة كبيرة في حال خسر برشلونة وكانت نقطة وحيدة هي الفاصلة بين الناديين مع وجود خمس مباريات متبقيات. إلا أن جوارديولا لم يُعقد الحسابات، طبق الـتسعة الكاذبة، ونجح في تدمير مدريد، تسمعون عن قصة الرجل الذي ذبح مدينة كاملة؟ جوارديولا فعل المثل بآمال مدينة مدريد، حيث أذل النادي الملكي بسداسية غير متوقعة شارك فيها ميسي بهدفين لتنتهي المباراة بتفوق النادي الكتالوني 6-2، معلنًا شبه حسم الدوري لبرشلونة.

    عقب المباراة صرح قلب دفاع ريال مدريد، كريستوفر ميتزلدر، أن مركز ميسي الجديد تركه هو وزميله في الدفاع فابيو كنافارو في حيرة من أمرهم، هل عليهم البقاء في مراكزهم وتركه حرًا في الملعب أم التقدم لمراقبته وترك مساحة خلف ظهورهم يقدر ميسي أو إيتو أو هنري على استغلالها؟  لم يكن لديهم إجابة. ولسنوات بقيّت تلك المسألة غير محلولة للعديد من المدافعين. بقي الوضع على ما هو عليه، ميسي يثير الشغب في دفاعات كل الفرق محققًا لناديه أرقامًا غير مسبوقة وأصبح الفوز بنتائج كبرى مسألة اعتيادية أسبوعية.

    في الحقيقة يمكننا اعتبار كل أسبوع لبرشلونة مميزًا، لكن خمس مباريات لهم شيء من التفرد في مسيرة بيب رفقة برشلونة، وميسي هو الفتى الأهم دائمًا، اثنان منهم أمام مانشستر يونايتد وثلاث أمام ريال مدريد.

    ميسي-ريال-مدريد-6-2

    الذكرى الأولى هي الـ6-2 أمام مدريد والتي مهدت الطريق لبطولة الدوري، والثاني هو الفوز على مانشستر يونايتد في نهائي دوري الأبطال بهدفين لميسي وإيتو في  مدينة روما. في الموسم الذي تلى هذا لم يكن الدوري صعبًا حيث نجح برشلونة في حصد البطولة إلا أن الفريق عانى أوروبيًا أمام خوسيه مورينيو وفريقه إنتر ميلان الذي نجح في اعتصار برشلونة وتحجيم كل خطورتهم والفرار للنهائي وحصد البطولة مخلفًا للاعبين ذكرى أليمة أوروبيًا، ولكن يبدو أن اللاعبين لم ينسوا الأمر، وردوا في الظهور الأول لمورينهو مدربًا لمدريد في عام 2010، وللهول كيف أخذوا بثأرهم! نجح الأولاد في تسجيل خمسة أهداف في شباك ريال مدريد الجريح ومورينهو المذهول على الخط حينها. النتيجة كانت كافية يومها لتكشف الإذلال الكروي الذي تعرض له مدريد في هذه الليلة، ولكن النتيجة لا تنطق بكل شيء ومما لا تكشفه الأرقام هو مدى روعة أداء برشلونة، حيث قام ميسي بمداعبة الخيوط والتلاعب بريال مدريد في تلك الليلة، التي رغم عدم تسجيله بها، إلا إنه كان بلا شك، السيد فيها وقلب الحديث، بصناعته لهدفين لديفيد فيا ونجاحه في كسب المساحات، كل شيء ليلتها يروي أن التفوق على مورينيو كان كاملًا.

    لم تكن هذه هي الطعنة الأخيرة، بعد هذه المناسبة بشهور تقابل الفريقان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، المباراة الأولى في السنتياجو كانت هادئة ولكن ميسي منح ناديه الأفضلية في الأوقات الأخيرة من المباراة. تراجع ميسي إلى منتصف الميدان ليتسلم الكرة من بوسكيتس ليجد أمامه خطي وسط ودفاع مدريد مصطفين وهو وحيد، ولكن مع ميسي تلك ليست بالمشكلة، ركض ميسي وراوغ كل من قابل لاسانا ديارا، تشابي ألونسو، سيرخيو راموس، راؤول ألبيول ومر إلى جوار مارسيلو وأسكن الكرة في الزاوية البعيدة من مرمى كاسياس، ليسطر هدفًا من الأفضل في تاريخ دوري الأبطال.

    بدا أن المستحيل لفظ غير مدرج في عالم ميسي، ولم يتوقف السحر عند هذا الحد بل استمر في المباراة التالية أمام مانشستر يونايتد ليحصد الفريق اللقب بعد المباراة التي انتهب بنتيجة 3-1 وبالطبع لم ينسى ميسي أن يسجل فيها، والمشاركة لم تكن فقط في الهدف الرأسي الذي سدده في فان دير سار، بل في السيطرة الكاملة على المباراة رفقة بوسكيتس وأنيستا وتشافي وما قدموه من أداء مذهل يسحر الأذهان. هذا الانتصار لم يؤمن فقط كأسًا في دولاب برشلونة، بل أعلن عن عصر، هو عصر هيمنة برشلونة بيب على كل شيء أوروبي، وميسي في نصف ذلك كله، النقطة المحورية التي تسبب الفوضى أيما ظهرت في مركز المهاجم الوهمي.

    كرة القدم، على الأرجح، لم تكن جيدة بهذا الشكل من قبل، وعلى الأرجح ، لن تكون أبدًا جيدة بهذا الشكل.