15 عامًا من عظمة ليونيل ميسي- الفصل الأول .. ظهور الساحر (2004-2008)

أندي ويست 12:11 17/10/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – نحن نحتفل بمرور 15 عامًا على الظهور الرسمي الأول لميسي بـ قميص برشلونة ونروي تاريخه في خمسة فصول، وهذا هو الأول من بينها، ويمكن قراءة بقية الأجزاء من هنا:

    التطور تحت قيادة بيب(2009-11)

    الظاهرة والإحصائيات(2012)

    تكديس الألقاب(2013-16)

    تغيّر الهوية(2017-)


    الخميس، السادس من شهر أكتوبر، 2014: ذهب برشلونة في رحلة صغيرة لملاقاة غريمه المحلي إسبانيول، متقدمين بهدف للاشيء بأقدام ورقة البرتغال الرابحة، ديكو، مع مرور الوقت واقتراب المباراة من النهاية قرر مدرب برشلونة حينها، فرانك ريكارد، تنشيط الملعب بإشراك أقدام طازجة إلى خطه الأمامي. ديكو المجهد خرج وحل محله فتى واعد من ناشئي النادي اسمه ليونيل ميسي.

    وهكذا بدأت القصة

    ولكن في الحقيقة القصة بدأت قبل هذا المشهد بكثير، في بلدة ميسي في روزاريو بالأرجنتين، حيث كانت القصة رائعة أيضًا ومثيرة. ميسي كان محبًا حقيقيًا لكرة القدم طيلة عمره، طفلًا يقضي كل لحظة ممكنة في لعب كرة القدم في الشوارع أو الحديقة صحبة أخويه الأكبر سنًا ثم بعد ذلك كجزء من صفوف الشباب في فريق المحترفين المحلي Newell’s Old Boys.

    كان شديد الموهبة..والصِغر أيضًا من حيث الحجم. وببلوغه عمر العاشرة، تم تشخيص حالته بأنه يعاني من نقص هرمون معين، وذلك يمنع النمو الطبيعي. العلاج الطبي كان موجودًا ولكن باهظ الثمن، في البداية كانت التكلفة مغطاة بمدفوعات الضمان الاجتماعي لوالده. ولكن هذا لم يستمر كثيرًا حيث أن التمويل الحكومي نفد ولم تتمكن أسرته من بعد ذلك من تغطية ودفع تكاليف العلاج ولم يستطع أيضًا ناديه الصغير من المساهمة في ذلك. لذلك سافر ميسي إلى العاصمة بيونس آيرس وتقدم إلى اختبارات النادي الأعرق هناك، ريفر بيت، وبالتأكيد حاز ميسي على إعجاب كبير، إلا أن النادي لم يرد المخاطرة وتغطية تكاليف علاج الفتى.

    قبل حتى أن تبدأ، كانت مسيرة ميسي سلفًا على المحك: بدون وجود تمويل أيًا كان مصدره، لم يكن ليتمكن من إنهاء علاج نقص الهورمون، وبدون العلاج ما كان جسده لينمو، وبدون نمو جسده ما كان ليقدر على منافسة والالتحام الجسدي مع أقرانه. قصته كانت ستنتهي في فصلها الأول، ويسدل الستار على اسم شديد الموهبة لم يتمكن من الاستمرار، يعيش بمرضه بلا أمل في العلاج، ويتكيف مع الحياة في روزاريو وما تتطلبه وتوفره.

    وميسي لم يكن ليستسلم، لم يكن منذ صغره من النوع الذي يرضى بالمركز الثاني. كان منافسًا ومصرًا حتى نقطة لو أنه يقف بوجه الذهان، لم يكن ليترك أحلامه تتبخر أمامه. عائلة ميسي لم تفقد الأمل ولم تتركه، وهناك أيضًا شخص آخر كان له دور كبير في الرحلة، جوسيب ماريا مينجويلا، وكيل الأعمال الذي لعب سابقًا دورًا في انتقال دييجو مارادونا إلى برشلونة، حيث نجح جوسيب في الحصول على فرصة أسبوعان يتم اختيار الفتى فيهم ضمن صفوف برشلونة. وفي حال أثار الفتى إعجابهم، أكد منجويلا للأسرة، أن النادي حينها سيتقدم بعقد للاعب.

    وميسي لا تعد كرة القدم مشكلة بالنسبة إليه، نجح اللاعب بالطبع في إثارة إعجاب النادي الكتالوني، وكان هادئًا تمامًا حتى أن أحد زملائه حينها، سيسيك فابريجاس، قال أن الفتى هادئ بشكل مربك ويبدو أنه لا يستطيع التحدث. التعاقد مع ميسي مهما بدا لاعبًا واعدًا، لم يكن بالقرار السهل حيث أن التكلفة كبيرة جدًا فالنادي لن يلتزم بشراء اللاعب وتأمين انتقاله فقط بل سيكون مسؤولًا عن انتقال عائلته كاملةً إلى المدينة، ويمنحوهم سكنًا ويوفروا وظيفة لوالده.

    بعد الكثير من المداولات، قام المدير الرياضي للنادي، شارلي ريكساش، برمي النرد والمقامرة باللاعب متجاهلًا العديد من المديرين الذي كانوا مترددين بشأن تقديم كل هذه الالتزامات لفتى لازال في الـ13 من عمره. في فبراير 2001، على متن طائرة تحركت من الأرجنتين كانت عائلة ميسي متجهة إلى إسبانيا، بشكل أدق إلى برشلونة.

    سرعان ما أثبت ميسي أن الإيمان بموهبته كان قرارًا صائبًا، وتمكنت أسرته من تأمين عيشها خاصة مع تطوره السريع بين ناشئي النادي حيث نجح في تخطي خمسة مستويات في موسم واحد.

    لا يوجد لاعب آخر تمكن من تحقيق مثل هذا التقدم السريع الذي حققه ميسي، ولم يكن بمقدور ريكارد إلا ملاحظة هذه الظاهرة التي تنمو. في سن الـ16 قام ريكارد بالدفع بميسي في ودية أمام بورتو الذي كان خوسيه مورينهو مديره الفني في ذلك الوقت بنوفمبر 2003. جسد ميسي الصغير وقف عقبة أمام انضمامه إلى فريق الكرة الأول، لكن بعد عدة حصص تدريبية، طلب الكثير من اللاعبين ذوي الخبرة بما فيهم ملك الكامب نو، رونالدينهو، من المدرب أن يعطي الأرجنتيني فرصة.

    تلك البداية أمام إسبانيول تلتها العديد من المشاركات خلال رحلة برشلونة للفوز باللقب. وسجل ميسي هدفه الأولى في نهاية هذا الموسم أمام ألباكيتي في مايو 2005، عندما نجح رونالدينهو في رفع الكرة ليمنحه تمريرة ممتازة جعلته منفردًا بحارس المرمى الذي اختار ميسي أن يمررها للمرمى من فوق الحارس محرزًا هدفًا مثل لحظة أيقونية في تاريخ النادي، بعد أن سكنت الكرة الشباك لم يسكن الملعب الذي اشتد صراخ الجماهير فيه تقديرًا لهدف خاص وجميل وركض رونالدينهو نحو الفتى الذي للتو أحرز هدفه الاحترافي الأول ورفعه على كتفيه ليحتفل مع الجماهير، التي لن تتوقف أبدًا منذ هذا اليوم عن الامتنان له.

    ميسي-رونالدينيو

    هؤلاء المحظوظون الذين تواجدوا في الملعب يومها أبدًا لم يكن من بينهم من يتوقع إلى أي مدى سيكون ميسي خاصًا، لكن مع مرور الوقت الدلالات أصبحت أكثر ظهورًا بأن أسطورة في الطريق للتحقق.

    بعد أسابيع من هذا الهدف في صيف 2005، قاد ميسي منتخب بلاده للفوز بكأس العالم للناشئيين، منهيًا البطولة المقامة في هولندا كأفضل لاعب فيها وهدافها، إضافة إلى نجاحه في تسجيل ضربتي جزاء في المباراة النهائية أمام نيجيريا.

    وبالعودة إلى صفوف برشلونة بعد فترة راحة قصيرة، أقصى ميسي أي أفكار بشأن إعارته لنادٍ أصغر حتى ينضج، وذلك بسبب الأداء المبهر الذي ظهر به خلال مباراة تحضيرية قبل الموسم أمام يوفنتوس تحت قيادة فابيو كابيلو، النادي الذي قرر فور انتهاء المباراة التقدم بعرض لشراء اللاعب، إلا أن برشلونة رفض بشكل قاطع. ميسي لن يتوجه لأي مكان غير الفريق الأول تحت قيادة فرانك ريكارد، وغرفة الإدارة ليمضي عقد جديد مع النادي الكتالوني.

    بسهولة أصبح ميسي ضمن القوام الأساسي للفريق، وقبل نهاية موسم 2005/06 أصبح ميسي معروفًا بالنسبة لشريحة أكبر من الجمهور بعد أدائه المذهل أمام تشيلسي بدوري أبطال أوروبا، حيث نجح في مراوغة ظهير النادي اللندني، آسير ديل هورنو، ولم يكن لدى الظهير أي حل كي يوقف ميسي الذي عذبه خلال المباراة، غير التدخل عليه بعنف لينال طردًا ويخرج مبكرًا من المباراة.

    ورغم هذا التقدم المذهب، كان على ميسي تخطي بعض الإحباطات، حيث طُرد ميسي قبل أن يكمل دقيقة في مباراته الدولية الأولى ضمن منتخب الأرجنتين الأول بسبب استخدامه يده لاعتراض المدافع المجري، فيلموس فانكزاك. بعد هذه الحادثة بشهور انتهى موسم برشلونة المحلي بمجدي أوروبي، حيث نجحت برشلونة تحت قيادة فرانك ريكارد في التغلب على أرسنال في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتوّج النادي بالكأس الغالية، لكن خلال هذا كله كان ميسي يشاهد فقط هذا المجد من دكة البدلاء حيث استبعد عن المباراة بداعي الإصابة.

    بعد ذلك في صيف 2006 خيبة الأمل الدولية الأولى بين العديد، كان ميسي على مقاعد البدلاء بينما الأرجنتين تخرج من البطولة في ربع النهائي من خلال ركلات الترجيح أمام المنتخب الألماني المضيف.

    هذه النكسات المبكرة جعلت ليو أصلب، أكدت له أن كرة القدم قد تكون أي شيء، لكنها ليست هينة وسهلة. الإصابات في بداية مسيرته أيضًا هدأت من صعوده حيث كان جسده بحاجة للتكيف مع المنافسة الجسدية القاسية التي تحتاجها كرة القدم عندما تلعب بشكل أسبوعي وعنيف. ومع ذلك لم يخبو نجمه بل ظل تواقًا، وأصبح الجناح الأيمن لثلاثي هجومي مدمر قوامه رونالدينهو وإيتو وميسي.

    كما لو أنه كان بحاجة إليهما، لحظتان بنهاية موسم 2006/7 أكدا بما لا يدع سبيلًا للشك على موهبة ميسي الخارقة، الأولى خلال مباراة خيتافي في الكامب نو ضمن مسابقة الكأس حين نجح في إحراز هدف مرادوني راوغ فيه فريقًا بأكمله مخلفًا وراؤه العديد من اللاعبين الملقيين على الأرض ومنفردًا بالحارس ليُسكن الكرة في الشباك. اللحظة الثانية هي خلال مباراة الكلاسيكو في العاشر من مارس عام 2007، حينما نجح صاحب الـ19 عامًا في تسجيل هاتريك بشباك ريال مدريد من بينهم هدف التعادل في اللحظات الأخيرة، ليعلن بذلك ميسي عن نفسه موهبة جاهزة للتفوق والظهور في أي مناسبة وأي وقت.

    لقد وصل بشكل مبهر، ووقته يبدأ الآن.