موقع سبورت 360 – بات من المؤكد عدم رضا جزء كبير من جماهير نادي برشلونة على نتائج فريقها خلال الموسم الجاري، وذلك بعدما فوّت رفاق ليونيل ميسي فرصة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا رغم فوزه ذهاباً على ليفربول بثلاثية نظيفة.

ولأن سوق الانتقالات يعد فرصة من أجل ترميم الصفوف ووضع اليد على مكامن الخلل من أجل إخفائها، فإن برشلونة سيسعى لاستغلاله قصد استعادة عرشه على الكرة الأوروبية، خاصة وأن الفريق لم يصل لنهائي الكأس ذات الأذنين منذ أربعة مواسم.

لكن ماذا يحتاج الفريق من هذا الميركاتو، وكيف يجب أن يُدبره؟ في تحليلنا هذا سنتدرج مركزاً بمركز ونحاول الحديث عن المغادرين والقادمين المحتملين في كل خط من خطوط الفريق، قبل أن نخرج ببعض الخلاصات.

ماذا يحتاج برشلونة في سوق الانتقالات؟

حتى الساعة لم يتعاقد برشلونة فعلياً سوى مع لاعب واحد وهو فرينكي دي يونج الذي سيشغل مركز الوسط الدفاعي بعد أن عانى الفريق كثيراً في ذلك المركز خلال الموسم الماضي، بسبب التراجع الملحوظ في مستوى بوسكيتس.

دي يونج يصل لبرشلونة ليلعب دوراً أساسياً، والفريق دفع من أجله ما لا يقل عن 75 مليون يورو، وذلك بعد أن تأكد من أن مربط الفرس يكمن في الرفع من جودة لاعبي وسط الميدان، في ظل المستوى غير المرضي الذي يقدمه إيفان راكيتيتش وبوسكيتس.

أما في خط الدفاع، فمبدئياً، قد يتحرك برشلونة للتعاقد مع مُدافع كبير (كبير في عطائه وليس في عمره) خلال الصيف الحالي، خاصة مع إمكانية رحيل صامويل أومتيتي وتقدم جيرارد بيكيه في السن. المدافع الفرنسي يملك عقداً مستمراً لثلاث سنوات إضافية مع البلاوجرانا، لكن النادي سيحاول التخلص منه من أجل فتح المجال أمام ماتياس دي ليخت الذي يعد مطمعاً لأكبر الأندية الأوروبية.

دي ليخت من زمرة اللاعبين الذين يمتلكون إمكانيات فنية وبدنية مذهلة، كما أن سنه صغير إذ لا يتجاوز العشرين عاماً وانضمامه لصفوف الفريق الكتالوني سيكون إضافة قوية لخط الدفاع، ولكن ما يقلق برشلونة بشان صفقة المدافع الهولندي هو اهتمام عدة أندية أخرى بالتعاقد مع اللاعب في مقدمتها يوفنتوس الإيطالي.

وبالنسبة لبقية المراكز الدفاعية، فيبدو أن الفريق الكتالوني في حاجة إلى دعم الدكة وبالأخص في مركز الظهير الأيسر الذي يشغله جوردي ألبا دون وجود منافسة حقيقية له في ضوء قلة خبرة خوان ميراندا، لذا فإن النية تتجه إلى لاعبين إسبان بمواصفات هجومية تناسب فلسفة النادي، مثل مورينو لاعب ليفربول أو ألونسو ظهير أيسر تشيلسي.

وفي خط الهجوم، ومع تقدم لويس سواريز في السن، فقد بات من الضروري أن يبحث برشلونة عن معوض حقيقي له قادر على حمل الخط الأمامي على كتفيه وإيداع الكرات في الشباك. صحيح أن مكانة الأوروجوياني مازالت مهمة داخل الفريق، لكن للسن أحكامه، ولويزيتو لم يعد قادراً على لعب جل المباريات، لذلك فالبحث عن بديل بات أمراً ضرورياً. أسماء كثيرة تم تداولها في هذا السياق، وعلى رأسها لوكا يوفيتش وأنطوان جريزمان.

بالنسبة لأنطوان جريزمان فينبغي التأكيد على أنه ليس بمهاجم صريح، وبالتالي فقدومه لن يحل جميع المشاكل الهجومية التي يعاني منها الفريق الكتالوني خلال المواسم القليلة الماضية، إلا لو أراد إرنستو فالفيردي إشراك ميسي كمهاجم مزور.

أما لوكا يوفيتش، الذي يبلغ من العمر 21 عاماً ويلعب ضمن صفوف فرانكفورت الألماني معاراً من بنفيكا البرتغالي، فإنه يمتلك قدرات هجومية وتهديفية عالية، حيث يعتبر ماكينة أهداف تسير داخل الملعب، لكن يبدو أن النادي الكتالوني انسحب من الصفقة في الآونة الأخيرة.

GettyImages-1150302790

وبالنسبة للمشكل الأخير الذي يشغل بال إدارة برشلونة، فهو بديل يابسر سيليسين، الذي بات قريباً جداً من الرحيل عن النادي الكتالوني خلال الصيف القادم، لذلك فإن إيريك أبيدال مطالب بإيجاد بديل مناسب يرضى بدور الاحتياطي الذي سيناط به.

وبعيداً عن الخطة الموضوعة من جانب إدارة برشلونة، فإن الأمانة الفنية التي تراقب عن كثب تطور المواهب في السوق الأوروبية، يمكن أن تخالف التوقعات وتتعاقد مع عناصر مميزة، مثلما حدث مع البرازيلي إيمرسون والذي جرت إعارته إلى ريال بيتيس من أجل التأقلم السريع على أجواء الكرة الأوروبية.

التخلص من الشوائب:

لم يعلن برشلونة حتى الآن عن رحيل أي لاعب، لكن بات من الواضح أن الإدارة الكتالونية ستتخذ قرارات ثورية بشأن المغادرين، سواء أتعلق الأمر بسوء مستوياتهم أو تقدمهم في السن.

ومع مستوى فيليب كوتينيو المخيب للآمال والذي جعله يفقد ثقة جماهير برشلونة، فيبدو أن الفريق سيتحرك جدياً للتخلص منه والتعاقد مع لاعب يمنح حلولاً إضافية للبارسا في الأروقة، ولا شك أن اللاعب المفضل هو أنطوان جريزمان متعدد المراكز.

برشلونة عانى من قلة الحلول عبر الأروقة في الموسم الجاري، خاصة عند إصابة عثمان ديمبيلي وتحول الفريق لخطة 3/3/4، وجريزمان سيشكل إضافة كبيرة للفريق في هذا الصدد، سيما وأنه اعتاد على اللعب في هذا المركز خلال مسيرته مع ريال سوسيداد وأيضاً في بعض المباريات مع أتلتيكو مدريد.

ومن بين المرشحين أيضاً للرحيل، نجد الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي بات طالحه أكبر من صالحه، فالبطء الذي يتسم به وصيف بطل العالم كان أحد الأسباب التي أدت لتراجع مستوى خط وسط برشلونة في المواسم الأخيرة.

فمع قدوم فرينكي دي يونج، لم يتبق مكان لإيفان راكيتيتش داخل برشلونة، وانتقاله سيكون منطقياً وضرورياً للنجم البلقاني لكي يتفادى قضاء موسم أبيض. قيمة انتقاله غير معلومة، لكن الأرجح أن الفريق الكتالوني لن يتخلّ عنه بأقل من 50 مليون يورو.

وهناك أيضاً، توماس فيرمايلن وصامويل أومتيتي ومالكوم دي أوليفيرا وياسبر سيليسين، لذلك فإنه من المنتظر أن يجني النادي الكتالوني أموالاً كبيرة من بيع هؤلاء اللاعبين الزائدين عن الحاجة في الوقت الحالي.

وبالطبع، يوجد كيفن برينس بواتينج وجيسون موريلو اللذان انضما لبرشلونة في يناير الماضي بموجب عقد يمتد لستة أشهر فقط.

أما الخبر الذي سيُبهج الكثير من مشجعي برشلونة، فهو رحيل المدرب إرنستو فالفيردي. فبعدما ظل قطار فريق برشلونة بقيادة النملة، يسير بنجاح نحو الظفر بالثلاثية التاريخية، فشل المدرب الإسباني مرة أخرى بشكل غريب في مباراة ليفربول، ليعيد إلى الأذهان ما حدث في معقل روما قبل موسم واحد.

وهناك العديد من الأسباب التي ترجح رحيل فالفيردي، فهذا الأخير فشل في تقوية لاماسيا، كما أنه يلعب بأسلوب متحفظ للغاية، ويفتقر إلى الابتكار، علاوة على أن النجوم يفقدون بريقهم تحت قيادته ولا يتطورون قيد أنملة.

وإذا أراد برشلونة الاستفادة من الصفقات الكبيرة التي سيُبرمها في هذا الصيف، فإنه مطالب بالتخلص من إرنستو فالفيردي والتعاقد مع مدرب قادر على تقديم كرة قدم ممتعة وتطوير الشباب وزرع الثقة في اللاعبين الذين يقدمون مستويات سيئة.

خلاصة:

في المجمل، يحتاج برشلونة لـ4 صفقات على الأقل كي يرمم صفوفه، وتكلفتها لن تقل عن 200 مليون يورو، فيما لا يملك النادي في الوقت الحالي أكثر من 120 مليون يورو لصرفها في الميركاتو، لذلك فإن كل شيء سيتوقف في النهاية على المبالغ التي سيجنيها النادي وراء بيع لاعبيه، وربما قد نشاهد مغادرة 5 أو 6 لاعبين هذا الصيف عن البارسا، وهي خطوة قد تكون إيجابية لأن مجموعة من لاعبي الفريق حالياً يعانون من تراجع واضح في المستوى، والفريق بات في حاجة لضخ دماء جديدة.

وإن تمكن برشلونة من التعاقد مع ظهير أيسر، قلب دفاع، جناح ورأس حربة، فإنه سيكون مكتمل الصفوف مبدئياً، لكن ينبغي قبل ذلك تسريح إرنستو فالفيردي، لأن الصفقات الكبيرة تحت قيادته، ستتحول إلى تعاقدات فاشلة كما هو الحال مع كوتينيو ومالكوم دي أوليفيرا.