اقترب عام 2017 من نهايته مع العديد من المفاجآت وخيبات الأمل التي عاشها برشلونة خلال الشهور الماضية ، حيث شهد هذا العام تقلبات عديدة على مستوى الجهاز الإداري والفني ، مما أدى إلى ابتعاد البرسا عن منصات التتويج في الدوري الإسباتي ودوري أبطال أوروبا.

وشهد هذا العام تغيير على مستوى المدير الفني في نادي برشلونة من خلال مجيء إداري آخر وهو إرنستو فالفيردي بعد استقالة لويس إنريكي الذي حقق العديد من الألقاب المحلية والأوروبية والقارية ، منهياً بذلك فترة تصل إلى ثلاث سنوات وبرصيد تسعة ألقاب في المجموع.

وأثبت إرنستو فالفيردي حتى الآن أنه يستحق قيادة دفة برشلونة ، حيث قاد النادي الكتلوني إلى صدارة الدوري الإسباني والتأهل إلى الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا ، كما أن فريق البلوجرانا هو الوحيد الذي لم يتجرع أي هزيمة في الدوري الأوروبية الخمس الكبرى.

ومع ذلك، فإن خروج برشلونة القاسي من دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي ، والفشل في الحصول على لقب الدوري الإسباني واتخاذ بعض القرارات المثيرة للجدل مازالت تناقش على طاولة البحث ، وذلك من أجل الابتعاد عن الأخطاء وتجنب أي فشل جديد خلال العام الجديد.

لمزيد من أخبار برشلونة اليوم

وفيما يلي 5 أشياء خاطئة ارتكبها برشلونة خلال عام 2017:-

* الوضع الصعب الذي تعيشه مدرسة “لا ماسيا”.

FC-Barcelona-La-Masia

خضعت أكاديمية تكوين اللاعبين الشباب الشهيرة في برشلونة والتي تدعي “لا ماسيا” للتدقيق خلال السنوات الأخيرة بسبب انخفاض مساهمتها في الفريق الأول ، رغم أن هذه المدرسة كانت تعتبر خط الإنتاج الأول ، بحيث تواجد تسعة لاعبين محليين في التشكيلة الأساسية.

وعلى غرار لويس إنريكي ، فلم يعتمد إرنستو فالفيردي على اللاعبين الشباب في برشلونة ، بل إنه استغنى عن منير الحدادي وسيرجي سامبر من خلال إعارتهم إلى أندية أخرى حتى نهاية الموسم ، وبالتالي ألم يكن من الأجدر منح هؤلاء الشباب فرصهتم مع الفريق الأول؟.

وبمراجعة أداء بعض اللاعبين في برشلونة مثل سيرجيو بوسكيتس، أندريس إنيستا ولويس سواريز ، والتمعن في الأداء الضعيف لهؤلاء اللاعبين في الوقت الحاضر ، ألم يكن من الأفضل السماح للاعب أوريول بوسكيتس، كارليس ألينا وأبيل رويز باللعب من أجل إثبات امكانياتهم؟.

عدم وجود بعض الفرص للاعتماد على اللاعبين الشباب سيدمر أكاديمية الناشئين بكل تأكيد ، وذلك من خلال رحيل ممنهج نحو الأندية الأخرى وخسارة الكثير من النجوم الشباب كما حدث مع الكثير من اللاعبين في السنوات الماضية ، مثلما حدث مع تياجو ألكانتارا في عام 2013.

* فشل في تطوير وتحسين الفريق.

Paco-Alcacer-Andre-Gomes

دعونا نسأل أنفسنا ، هل تشكيلة برشلونة الحالية تشبه الفريق الذي كان لديه قبل ما يقرب من عقد من الزمان؟ ، بالتأكيد لا ، ولهذا فإن النادي الكتلوني بقيادة المدرب إرنستو فالفيردي مطالب بالكثير من العمل خلال الأيام والأسابيع القادمة لمعالجة ما دمره مجلس الإدارة الحالي.

ومع البداية مع خط الدفاع ، فإن برشلونة لم يجد الخليفة المثالي للاعب داني ألفيس على الجانب الأيمن ، حيث يستمر الحال في التناوب على سيرجي روبرتو ونيلسون سيميدو كحل مؤقت لهذه المشكلة ، بينما يمكن القول أن أفضل صفقة في الدفاع هي باستعادة مستوى توماس فيرمايلين.

وعلى صعيد خط الوسط ، فقد فشل برشلونة في التعاقد مع لاعب قادر على تعويض البرازيلي نيمار أو أندريس إنيستا في خط الوسط ، بل أن إدارة النادي تعاقدت مع بعض اللاعبين الذين فشلوا فشلاً ذريعاً ، الأمر الذي يؤكد أن برشلونة ليس بالقوة التي كان بها في عهد بيب جوارديولا.

* الاعتماد المتكرر والدائم على ليونيل ميسي.

Messi-Barcelona-2024144

يرتبط مصطلح “الاعتماد على ميسي” في كل مباراة يخوضها نادي برشلونة أو منتخب الأرجنتين ، حيث ينتظر الجميع هدايا من البرغوث لانتزاع الانتصارات ، في حين إنه يتحمل المسؤولية كاملة عندما يخفق الفريق في تحقيق الفوز بحجة أن ميسي لم يكن في مستواه الكامل.

وبعد قلة الدعم من جانب اللاعبين في خط الوسط وتراجع مستوى لويس سواريز ، فقد أصبح السيد ليونيل ميسي يحمل الفريق على كتفيه في شتى المباريات من خلال التنقل الدائم بين خط الوسط والهجوم عبر العمق والأطراف ، ليؤكد بأنه بلا شك أعظم لاعب في هذا الجيل.

وحصد النجم الأرجنتيني 29 نقطة مع برشلونة وسجل 48 هدفاً خلال الموسم الماضي في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا ، أكثر من أي لاعب آخر في أوروبا ، كما أن ميسي سجل هذا الموسم 14 هدفاً في الدوري الإسباني ، مثلما سجل لويس سواريز، ألكاسير، باولينيو وديولوفيو مجتمعين.

هذه الأرقام والإحصائيات تثبت كيف أصبح الإفراط في اعتماد برشلونة على ميسي كبيراً للغاية ، بحيث أصبح الكثير يطلق عليه اسم “فريق ليونيل ميسي” ، ومع ذلك ، مع تدهور نوعية الفريق من حيث جودة لاعبيه ، فإن وجود ليونيل لن يساعد النادي الكتلوني دائماً وخصوصاً أمام الأندية الكبيرة.

* إضاعة الكثير من الوقت وراء فيليب كوتينيو.

Philippe-Coutinho-Liverpool-2041458

فشل برشلونة في التوقيع مع اللاعب فيليب كوتينيو في سوق الانتقالات الصيفية الماضية بعد أن رفض ليفربول أربعة عروض على التوالي ، وبصرف النظر عن فشل الصفقة ، فإن على النادي الكتلوني ابداء الكثير من الندم بسبب الوقت الذي بدده وراء سعيه للتعاقد مع اللاعب الدولي البرازيلي.

وقدم البرسا أول عرض بقيمة 72 مليون جنيه استرليني في 21 يوليو الذي رفضه ليفربول ، ثم جاء العرض الثاني بقيمة 90 مليون جنيه استرليني بعد ثلاثة أسابيع في 9 أغسطس ، رغم أن ليفربول أكد مراراً وتكراراً أن كوتينيو ليس للبيع ، لكن البرسا واصل وقام بمحاولة ثالثة بقيمة 118 مليون في 19 أغسطس.

برشلونة أهدر الكثير من الوقت على صفقة لم تكن في متناول اليد في الوقت الذي كان يحتاج به إلى تعزيز وسط ميدانه ، بل أنه أضاع صفقة أنخيل دي ماريا مقابل 36 مليون جنيه استرليني ، أقل من كوتينيو بمبلغ 72 مليون جنيه استرليني ، فيما تشير بعض التقارير إلى إضاعة صفقة مسعود أوزيل أيضاً.

مع الشائعات المتواصلة في الصحافة البريطانية والإسبانية والتي لا تستند إلى أي مصدر مؤكد أو ملموس ، فإن برشلونة سيواصل مرة أخرى مغازلة فيليب كوتينيو في سوق الانتقالات الشتوية في يناير / كانون الثاني المقبل ، ولكن دعونا نأمل بأن لا يرتكب مجلس إدارة برشلونة نفس الخطأ في خلال الشتاء.

* السماح للمهاجم البرازيلي نيمار بالرحيل.

Neymar-PSG-2020477

شهدت فترة الانتقالات الصيفية في عام 2017 اتمام أغلى في تاريخ كرة القدم عندما انضم نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو ، وهي قيمة فسخ عقده مع برشلونة الذي سمح بمغادرته رغم محاولات قام بها اللاعبون الكبار في الفريق الأول ، مقابل ابتعاد مجلس الإدارة عن المشهد.

وكان يُنظر للنجم البرازيلي على أنه خليفة ليونيل ميسي في برشلونة ، واللاعب الذي سيحمل الشعلة بعد اعتزال النجم الأرجنتيني ، مثلما حدث تماماً بعد رحيل رونالدينيو عن النادي الكتلوني واستلام ميسي لدفة القيادة ، إلا أن كل ذلك تبخر تماماً بعد أن قرر نيمار دا سيلفا بعدم البقاء في إقليم كتالونيا.

وتمكن باريس سان جيرمان من إقناع نيمار بأنه سيكون القائد في فريق العاصمة الفرنسية ، وأن الفترة القادمة ستجعله المرشح الأبرز للحصول على جائزة الكرة الذهبية ، وهو ما لن يحدث في برشلونة بسبب تواجد ليونيل ميسي الذي تسلط عليه جميع الأضواء حتى لو تألق النجم البرازيلي في كل البطولات.

ورغم أن رحيل نيمار تسبب في تراجع مستوى برشلونة في بداية الموسم على الصعيد الهجومي ، إلا أنه تمكن بقيادة المدرب إرنستو فالفيدري من استرجاع هيبته هجومياً وأيضاً دفاعياً ، ولكن يمكن القول أن مجلس إدارة النادي سسواجه مهمة شاقة جداً في العثور على لاعب قادر على ملء فراغ ميسي.

للتواصل مع الكاتب ..

الإيميل .. [email protected]