نيمار ورونالدو ومالكوم وبونوتشي.. دروس سوق الانتقالات!

محمود حمزة 22:59 02/08/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    علّمتنا سوق الانتقالات دروساً كثيرة في المواسم الأخيرة، وغيرت معتقداتنا، وحدث كثيرٌ مما كنا نعتقد أنه لن يحدث، ولذلك، أصبح كثيرون لا يستبعدون حدوث أي شيء!

    في زمن ليس ببعيد كنا نؤمن بأن الأسعار التي تتجاوز 50 أو 60 مليوناً هي أسعار باهظة، سواء كانت بالدولار أو باليورو أو بالجنيه الاسترليني، ولكن سوق الانتقالات علمتنا أنها أسعار منخفضة.. جداً! وأصبحت الأندية لا تستطيع شراء مدافع جيد بهذه الأسعار! واعتدنا الأسعار التي تتجاوز الـ100 مليون وتقترب من الـ200 مليون.. بل وتتجاوزها! وبعدما كنا نسخر من سعر الـ60 مليوناً لأنه مرتفع، أصبحنا نسخر منه.. لأنه منخفض!

    وكنا نعتقد أن لاعباً مثل نيمار لن يرحل بهذه السرعة عن فريق مثل برشلونة، وإذا رحل، فلن يرحل بدفع الشرط الجزائي! وسيكون رحيله إلى فريق أكبر، أو في نفس المستوى على الأقل، وإلى بطولة دوري أفضل من الدوري الإسباني، أو مثلها، لكن البرازيلي صفع معتقداتنا ودفع الشرط الجزائي لينتقل إلى بطولة دوري أقل كثيراً من الليجا، وليترك فريقاً مرشحاً دائماً لكل البطولات، من أجل الانتقال إلى فريق لا ينافس في أوروبا، ولا يجد من ينافسه في فرنسا!

    ولم نكن نتوقع رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد بعد كل هذه الإنجازات، أو على الأقل؛ لم نكن نتوقع أنه سيلعب في فريق منافس محلياً أو أوروبياً، واعتدنا أخبار رحيله بعد نهاية كل موسم، ولم تكن تلك الأخبار سوى مادة للسخرية.. والتسلية! “رحيل رونالدو؟ هل أنتم مجانين؟ هل يوجد طموح أكبر من اللعب في الريال؟ رونالدو ليس نيمار، وريال مدريد ليس برشلونة”! لكن الأمر تطور، واقترب من الحقيقة بسرعة، حتى أصبح حقيقة بالفعل! وانتقل رونالدو إلى يوفنتوس بعدما كان يجيد تدمير مرماه، مثلما انتقل نيمار إلى باريس سان جيرمان بعدما دمره في مباراة الريمونتادا الشهيرة، ونتيجة لذلك، أصبحت أخبار انتقال ليونيل ميسي إلى إنتر ميلان تبدو منطقية!

    وكنا نعلم أن نجم الفريق إذا انتقل إلى فريق منافس فإنه يتحوّل إلى عدو لفريقه السابق، ويواجه صعوبات عندما يعود ليلعب ضدهم، وبالتأكيد؛ لا يعود إلى فريقه القديم مرة أخرى! ولكننا رأينا ليوناردو بونوتشي يرحل من يوفنتوس إلى ميلان، ثم يسجل في مرمى السيدة العجوز، ويحتفل بهدفه! ثم يعود إلى اليوفي بعد نهاية الموسم! يحدث ذلك في بلد يتباهى عشاق كرة القدم فيه بالعداوات القوية بين الأندية، هل كان من الممكن أن يعود لويس فيجو إلى برشلونة بعد انتقاله منه إلى ريال مدريد؟! تواصل سوق الانتقالات أحداثها الصادمة، حتى أصبحنا لا نستبعد عودة نيمار إلى البرسا!

    كنا نعرف أن الصفقة قد حُسمت بشكل رسمي عندما يعلن نادٍ عنها عبر موقعه الرسمي وحساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، لكننا رأينا روما يعلن عن توصله إلى اتفاق للتعاقد مع مالكوم، وعندما يحدث ذلك، فإنه يعني أن الصفقة قد حُسمت، وأن الأمر قد انتهى، ولكن مالكوم وقع على عقد جديد بالفعل.. مع برشلونة! وأصبح إعلان أحد الأندية عن تعاقده مع لاعب جديد لا يكفي! يجب أن يشارك في مباراة رسمية ليصدق الجمهور أن الصفقة قد حُسمت!

    علّمتنا سوق الانتقالات ألا نصدق خبراً، وألا نكذّب خبراً! فما يبدو مستحيلاً قد يتحوّل إلى واقع، وما يبدو واقعاً.. قد يتحوّل إلى أوهام!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى