ديبالا وساني.. لأن الخطة تفشل أحياناً!

محمود حمزة 17:13 19/06/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع

    شهدت الجولة الأولى من كأس العالم 2018 معاناة المنتخبات الكبيرة والمرشحة للفوز بالبطولة أمام منتخبات أقل منها، ومن المنتخبات التي تعثرت في البداية؛ منتخب الأرجنتين الذي تعادل مع منتخب آيسلندا، ومنتخب ألمانيا الذي خسر أمام منتخب المكسيك!

    يعتقد خورخي سامباولي مدرب المنتخب الأرجنتيني أن باولو ديبالا ليس مفيداً للمنتخب، ولا يستطيع أن يلعب مع ليونيل ميسي في فريق واحد، والسبب مجهول! يستطيع ديبالا أن يلعب في أي فريق في العالم، إلا الفريق الذي يضم ميسي! لكنه ضمه إلى القائمة، ليضعه على مقاعد البدلاء طوال المباراة!

    أما يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني، فقد فاجأ الجميع باستبعاد ليروي ساني أحد أفضل الأجنحة في العالم، وأفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي.. وأفضل جناح ألماني حالياً! واستخدم لوف المنطق الذي لم يستخدمه سامباولي، لماذا يضم لاعباً إلى القائمة ثم لا يعتمد عليه؟! من الأفضل أن يتركه ليستمتع بعطلته!

    دعونا نفترض أن ديبالا غير مناسب لخطة لعب منتخب الأرجنتين، رغم أننا لا نعرف ما خطة هذا المنتخب! هل ديبالا لاعب سيء؟ لا، هل هو لاعب ممتاز؟ نعم، وباستثناء ميسي؛ هل يوجد لاعب أرجنتيني أفضل من ديبالا؟ لا! هل يستطيع أن يحسم المباريات بقدراته الفردية بعيداً عن خطة الفريق؟ نعم، هل تفوز الأرجنتين بخطتها أم بمهارات فردية؟ تفوز بمهارات فردية.. أو لا تفوز!

    ويعني ذلك أن وجود لاعب يوفنتوس ضروري لمنتخب التانجو، وعندما تفشل طريقة اللعب -الفاشلة أصلاً- فلن تُحسم المباراة إلا بمهارة فردية.. أو بالحظ! ولن يكون ميسي كافياً في كل المباريات، لأنه من البشر في النهاية، حتى لو كان من كوكب آخر! ومن الطبيعي أن يتعرض لانخفاض المستوى أو سوء الحظ في بعض المباريات.. أو الإصابات! وفي هذه الحالة، هل يجب أن تستسلم الأرجنتين؟!

    دعونا نفترض أيضاً أن أسلوب لعب ساني غير مناسب لخطة منتخب ألمانيا، لكن أي فريق في العالم لا يفوز بجميع مبارياته بفضل خطته فقط! وقد تفشل طريقة اللعب في بعض المباريات، ولذلك يحتاج الفريق إلى مهارة فردية من لاعب موهوب.. أو لاعب عشوائي! لاعب يفاجئ المنافس بشيء لا يتوقعه، وهل في ألمانيا لاعب يمتلك حلولاً فردية أكثر من ساني؟!

    إذا كان منتخب يعتمد على خطة مثل خطة برشلونة مع بيب جوارديولا على سبيل المثال، لكن مدربه يستطيع أن يضم إلى القائمة مهاجماً مثل آلان شيرر أو فيليبو إنزاجي، هل يجب أن يستبعده من القائمة؟ أسلوبه غير مناسب للخطة، لكن.. ربما تفشل الخطة نفسها في إحدى المباريات! وسيحتاج الفريق إلى حل مختلف، وإذا سجل هدفاً من كرة عرضية أو تسديدة بعيدة أو أي هدف بطريقة غير طريقته، فلن يُلغى الهدف!

    تحتاج الأرجنتين إلى ديبالا، وتحتاج ألمانيا إلى ساني، واللاعب البديل الذي يلعب في الدقائق الأخيرة عندما يتأزم الموقف لا يلعب وفقاً للخطة في بعض الأحيان، بل يلعب لأن الخطة فشلت! ولأن المدرب يبحث عن حل مختلف من لاعب مختلف، وكثيراً ما نشاهد مدافعاً يتحوّل إلى مهاجم في الدقائق الأخيرة لأن فريقه يحتاج إلى هدف، ويبحث عنه بطريقة مختلفة تحتاج إلى مهاجم بقدرات مختلفة، حتى لو كان مدافعاً في الأصل!

    وبكل تأكيد؛ لا يوجد تشابه بين المنتخبين، منتخب ألمانيا قوي وله خطة واضحة، ويستطيع أن يفوز بكأس العالم بدون ليروي ساني، وقد لا يتأهل إلى دور الـ16 أيضاً! لكن وجود لاعب مانشستر سيتي كان ليوفر له حلاً إضافياً عندما تفشل خطته، وجلوسه على مقاعد البدلاء لم يكن ليسبب مشكلة في المنتخب، لأن ساني يمتلك قدرات كثيرة، ومنها قدرته على الجلوس على مقاعد البدلاء!

    أما منتخب الأرجنتين، فلا نعرف خطته، ويبدو أن المدرب واللاعبين لا يعرفون! خسرت ألمانيا، لكنها ما زالت مرشحة لتحقيق اللقب، لكن الأرجنتين التي تعادلت ليست مرشحة، بل أصبح موقفها صعباً في مجموعتها! ومن الواضح أن الحلول قليلة في هذا المنتخب.. أو نادرة! لكن سامباولي محظوظ قليلاً لأنه ضم ديبالا إلى قائمته، ويستطيع أن يتخذ قرار الاعتماد عليه في أي وقت، إلا إذا كان صاحب القرار.. شخص آخر!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى