هل لـ الجرينتا أثر على مشجعي كرة القدم ؟

أحمد المعتز 22:26 04/12/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • استوقفتي احدى التغريدات من مشجعي ليفربول بعد الفوز الدرامي الذي حققه الريدز في ملعب أنفيلد في ديربي الميرسيسايد على حساب إيفرتون في الوقت القاتل، وذلك بعد أن سلط هذا المشجع الضوء على احتفال يورجن كلوب بالدخول إلى الملعب.

    بغض النظر عن كون الواقعة في الأساس خطأ من المدرب وهو ما قد اعتذر عنه لاحقاً، ولكن الواقع هو أنه كمشجع قبل أن يكون مدرب لم يستطع تمالك نفسه وفقد أعصابه تماماً بالفوز الصعب وهو الأمر الذي جلب أنظار عشاق الفريق أنفسهم وجعلهم يلتفون من حوله، فقد أصبحنا في قالب تشجيعي يعتمد على العاطفة بشكل أكبر من العقلانية (وهو ليس أمراً خاطئاً أو سيئاً بالمناسبة ختى لا يتم اساءة فهمي).

    المشجع الليفربولي قال: “هكذا يكون الاحتفال، هذا هو المدرب الذي نريده” .. والاشارة الواضحة إلى عدم وجود خجل من المدرب الألماني في كبت عاطفته التي صاحبت هدف أوريجي القاتل، الأدرينالين الذي ينبثق في شرايين كل مشجع بعد تحقيق فوز صعب، لا أستطيع لوم المشجع أو يورجن كلوب على هذا الاحتفال، ولكنه اعطاني انطباعاً أن هناك تفرقة عنصرية عندما يتعلق الأمر بالـ “جرينتا ” الخاصة بالمدرب.

    كلوب، كونتي، مورينيو (2004)، السير أليكس فيرجسون حتى يومه الأخير، وغيرهم من المدربين على مر العصور، اختلفت الأزمنة ولكن النظرة واحدة من المشجع الذي يشعر في هذا المدرب أنه أحد أصدقائه وليس مدرب الفريق الذي يعشقه، يشعر أنه فرد من العائلة يحب ما يحب ويكره ما يكره، المشاعر المتناقضة، فقبل لحظات من هدف أوريجي كان الهدوء يعم أجواء أنفيلد وبعد هدفه بثوان لم يتمالك أي من كان في الملعب أعصابه.

    12716646-6B61-4D73-A973-A589027286A2

    كفانا واقعية

    لست من هواة الاحصائيات ولكنك لا تحتاج لأن تكون ناقداً فنياً لتدرك أن مشاهدة عرضاً جذاباً أكثر متعة من ملحمة درامية يتخللها الكثير من البكاء، حتى لو كان نفس القدر من العطاء مبذولاً من الطرفين، إنها فقط مسألة حكم المشاهد الذي سيستمع بهذا أكثر من ذاك، وحديثي ليس عن الجمع فبالتأكيد هناك من يهوى النوع الثاني ومع ذلك النوع الأول أكثير متعة للمشاهد وهذا أمر لا عجب منه.
    نفس الأمر ينطبق تماماً على كرة القدم وعشاقها، فأنظر بمقارنة مباشرة بين شخصيات كلوب الحالية وجوزيه مورينيو، بما فيهما من تناقضات، أحدهما كالمجنون عند الاحتفال ولا يخجل من مشاركة الجماهير بمشاعره أمام الكاميرات في الوقت الحالي وبالرغم من ذلك لا يعتبر خالياً من العيوب، فكلوب يتحجج كثيراً بأشيءا غير منطقية بداية من الرياح، والعشب وأخرهم عندما قال بأن الفرق تحترم مانشستر سيتي أكثر منه (وإن كنت أرى أن هذا التصريح مدح في السيتي وتقليل من عمله في ليفربول)، ولكنه يملك رصيداً كافياً عند عشاقه ورواد السوشال ميديا لينسوا تصريحاته اللائق منها وغير اللائق لاحتفاله الجنوني بعد هدف أوريجي.
    مورينيو على النقيض لا يحظى بهذه الشعبية في الوقت الحالي، بغض النظر عن كرة القدم التي يقدمها مع مانشستر يونايتد، فبعض الحركات البهلوانية على خط الملعب كانت كفيلة بأن تجعل منه مدرباً جيدأً في أعين كل من يتابع السوشال ميديا لأن لديه رصيد كافي من الشغف أو الجرينتا لكي يكون مدرباً لفريق بحجم مانشستر يونايتد والذي يتابعه ملايين العشاق في وسائل التواصل الإجتماعي.
    مورينيو سرد في أكثر من مناسبة أنه لا يريد القفز كالمهرج على حد وصفه على خط الملعب، بينما أجزم لكم بأنه لو قام بها فسيتعاطف معه الكثيرون، البريق فُقد، المؤتمرات الصحفية لم تعد تستهوي الكثيرين كما كان الأمر بالسابق، الجرينتا هي موضة العصر وعليه أن يتماشى معها.
    أنا لا أقارن بين شخصين، ولا فريقين في موضوعي، ولكن في الوقت الحالي أصبح يُنظر للمدرب بقدر الشغف الذي يقدمه أمام الكاميرات قبل ما يقدمه في الملعب وبالتأكيد قبل ما يقدمه في المؤتمرات الصحفية، وعلى كل مدرب صاعد أن يعي ذلك.