كارثة لوزنيكي .. سر روسيا الدفين!

محمد السعدي 16:28 23/02/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • في 20 أكتوبر 1982، وقعت أكبر مأساة في تاريخ الرياضة الروسية عندما توفي عدد من مشجعي كرة القدم على الدرج المؤدي إلى أحد مخارج ملعب لوجنيكي في موسكو. ووفقا للبيانات الرسمية قتل 66 شخصاً ،رغم أن شهود عيان قالوا أن عدد الضحايا قد وصل إلى 340.

    بقيت المعلومات حول تلك الحادثة سرية ،ولم يسمح بالكشف عنها إلا بعد 7 سنوات.

    يعتبرإستاد لوزنيكي أحد أشهروأكبرملاعب روسيا فهو يتسع ل 82 ألف متفرج ،إستضاف نهائي كأس الإتحاد الأوروبي في 1999،ونهائي دوري الأبطال في 2008 ،وسوف يحتضن نهائي كأس العالم 2018.

    في ذلك اليوم إستقبل فريق سبارتاك موسكو نادي هارلم الهولندي ضمن منافسات دوري الأبطال الأوروبي على أرض ملعبه (إستاد لينين سابقاً).إنخفضت درجة الحرارة بشكل غير مسبوق وأجبرت الظروف الجوية القاسية معظم المشجعين على عدم حضور المباراة.حضرفقط الشباب وصغار السن من عشاق سبارتاك موسكومما جعل السلطات تفتح مدرجين فقط أمام الجماهيربسبب ضآلة عدد الحضوروتساقط الثلوج الكثيف على الملعب.

    توجه معظم المشجعين إلى المدرج الشرقي بسبب قرب مخرجه من محطة قطارات موسكو.بلغ عدد المتفرجين الروس أكثرمن 16 ألف شخص بينما حضر100 مشجع هولندي لمشاهدة المباراة.

    سجل سبارتاك موسكو هدفين عن طريق إدغارغيس د16و الجورجي سيرغي شفيتسوف قبل نهاية المبارة ب 20ثانية.شعر شفيتسوف بالندم على هدفه طوال حياته و قال بعد المباراة:”أتمنى لو لم أسجل أبداً”فقد حصل تدافع بعد الهدف حيث خرج ما يقارب 200 شخص من الملعب للحاق بالقطاروسمعوا أصوات الإحتفالات في الملعب فأراد بعضهم العودة للإحتفال.كان المخرج زلقاً بسبب الحرارة المنخفضة والصقيع مما سبب سقوط عدد كبير من المشجعين على الأرض وحصول تدافع مميت بين الجماهير الخارجة من الملعب والعائدة إليه على الدرج ،بينما غادر المشجعون الهولنديون الملعب من مخرج آخر ولم يعلموا بما حصل.

    وفقاً للمؤرخ الأمريكي روبرت إدلمان الذي ألف كتاباً عن فريق سبارتاك موسكو تأخر وصول سيارات الإسعاف إلى الملعب 30دقيقة،وشرع الجنود ورجال الشرطة في نقل الجثث إلى موقف سيارات قريب من الملعب.

    حاصرت قوات الأمن والشرطة الملعب،ولم يعلم لاعبو هارلم الهولندي بالحادثة إلا بعد 7 سنوات.

    6-008.[2]

    هدد أقارب الضحايا ومنعوا من التحدث لوسائل الإعلام.أعلنت إذاعة صوت أمريكا حدوث المأساة في خبر عاجل بعد فترة وجيزة من وقوعها،وتحدثت إحدى الصحف في اليوم التالي للحادثة عنها بإختصار مشيرة إلى سقوط عدد من الجرحى ووجهت أصابع اللوم إلى المشجعين. فرضت السلطات السوفيتية تعتيماً على الحادثة بعد ذلك ومنع بث الخبر على وسائل الإعلام بأوامرمن ليونيد بريجنيف الأمين العام للحزب الشيوعي آنذاك.

    بعد وفاة بريجينيف أمر خلفه يوري أندروبوف رئيس جهاز أمن الدولة  (الكي جي بي)سابقاً بفتح تحقيق شامل في الحادثة أدين في نهايته مشرف الملعب يوري بانشيكين بالتسبب في مقتل 66 شخصاً وحكم عليه بالسجن والأشغال الشاقة لمدة 18 شهراً رغم أنه إستطاع تبرئة نفسه وأن الشهود ذكروا أن رجال الشرطة تسببوا في حدوث المأساة بسبب سوء إدارتهم للمباراة.

    أطلقت المحكمة سبيل مديرالملعب ونائبه لحيازتهما على جوائز وأوسمة من الدولة أثناء خدمتهما العسكرية.

    بقيت القضية قيد الكتمان إلى عام 1989 مع قربب نهاية الشيوعية حيث أجرت صحيفة سوفيتسكي سبورت تحقيقاً خلصت في نهايته إلى أن عدد الضحايا تجاوز 340 شخصاً،وأن السلطات ألغت جميع مباريات سبارتاك موسكوبعد حدوث المأساة .

    بقيت القضية قيد الكتمان إلى عام 1989 مع قربب نهاية الشيوعية حيث أجرت صحيفة سوفيتسكي سبورت تحقيقاً خلصت في نهايته إلى أن عدد الضحايا تجاوز 340 شخصاً،وأن السلطات ألغت جميع مباريات سبارتاك موسكوبعد حدوث المأساة .

    لا يوجد عدد دقيق لضحايا الكارثة لكن التقديرات تجاوزت ال 66 قتيلاً ،وأقيم نصب تذكاري قرب الملعب لتخليد ذكراهم.

    في 2007 خاض فريقا سبارتاك موسكو وهارلم مباراة لتكريم الضحايا الذين كان آخر ما شاهدوه هو كرة القدم وفقاً لأحد الصحفيين الروس.