وقفة 360 .. 4 أسباب وراء معاناة البرازيل أمام باراجواي

رامي جرادات 07:43 28/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انتصار خجول لمنتخب البرازيل على منتخب باراجواي عبر ركلات الترجيح صعد به إلى نصف نهائي كوبا أميركا 2019 لمواجهة الفائز بين منتخبي الأرجنتين وفنزويلا، وذلك خلال المباراة التي أقيمت على ملعب “جيريميو أرينا”.

    وأكمل منتخب باراجواي المباراة بـ10 لاعبين منذ الدقيقة 58 التي شهدت طرد المدافع فابيان بالوينا بعد تدخله على روبيرتو فيرمينو المنفرد بالمرمى، ورغم ذلك، فشل منتخب البرازيل بحسم الأمور بالوقت الأصلي الذي انتهى بالتعادل السلبي.

    وهناك 4 أسباب تفسر لماذا عانى منتخب البرازيل في مباراة اليوم، وهي على النحو التالي:-

    تحفظ تيتي .. الخوف من غياب كاسيميرو

    البرازيل لعب بنفس تشكيلة مباراة بيرو التي انتصر بها بخماسية نظيفة، مع تغيير واحد فقط وهو مشاركة ألان لوريرو لاعب نابولي بدلاً من كاسيميرو نجم ريال مدريد والموقوف عن هذه المباراة بسبب تراكم البطاقات الصفراء.

    ولأن كاسيميرو يعد نقطة توازن البرازيل، واتضح ذلك في المباريات التي غاب عنها سابقاً، كان تيتي يشعر بالقلق من غيابه عن مباراة اليوم، لاسيما وأن بديله الاول فيرناندينيو يغيب هو الآخر بداعي الإصابة.

    قلق تيتي ترجمه إلى تحفظ تكتيكي مبالغ به في الشوط الأول، حيث لم يبادر ألان وآرتور ميلو بالتقدم كما كان يحدث في مباراة بيرو، والأهم من ذلك أن المدرب البرازيلي أوصى داني ألفيس وفيليبي لويس بالاكتفاء بالأدوار الدفاعية، فطوال الساعة الأولى، لم يتقدم أي منهما سوى مرتين فقط.

    البرازيل لم تخلق خطورة على مرمى باراجواي في أول 45 دقيقة لأنها لم تفرض كثافة عددية في الثلث الأخير من الملعب أمام فريق يدافع بمعظم لاعبيه، حتى أن الفرصة الأخطر كانت  من نصيب الخصم وكاد أن يسجل منها هدف اللقاء الوحيد لولا براعة أليسون بيكر.

    افتقار المهاجمين للخبث التهديفي

    فيرمينو وجابرييل جيسوس يمتازان بخصائص عديدة تجعلهما من أفضل المهاجمين المتحركين في العالم، ويقدمان أدوار تكتيكية مهمة بغض النظر عن دورهما في الملعب، لكن كلاهما يفتقران للخبث الكروي داخل منطقة الجزاء والذي اعتدنا عليه من مهاجمي البرازيل على مر التاريخ.

    منتخب راقصي السامبا وضع الكرة في منطقة الجزاء بشكل كبير جداً في الشوط الثاني، لكن هذه الخطورة لم تتحول إلى أهداف لأن فيرمينو وجيسوس لم يحسنا التعامل مع جميع الكرات التي وصلتهما، وينطبق هذا الأمر أحياناً على كوتينيو وإيفرتون أيضاً.

    هناك لا نقصد إهدار الفرص فقط، بل اتخاذ قرارات سيئة لحظة استلام الكرة أيضاً، لا يجيد أي منهم وضع الكرة بالشباك بلمسة واحدة دون الحاجة للترويض والتأني الذي كان يسمح للخصم بإغلاق المنافذ سريعاً نحو المرمى.

    كان يتوجب على فيرمينو وجيسوس أن يكونا أسرع في ردة الفعل، وأن يتعاملا مع الكرات التي تصلهما بمجازفة أكبر، وهذا أمر يؤكد أن البرازيل لا تمتلك رأس حربة بالمعنى التقليدي الذي يعرف كيف يتمركز ويضع الكرة بالشباك بدون مماطلة، وهو سبب رئيسي لمعاناتها دائماً أمام الفرق التي تلعب بتنظيم دفاعي جيد، وهو أحد أهم الأسباب لإقصائها من المونديال لو نتذكر أيضاً.

    براعة الباراجواي والحظ

    يجب أن نكون منصفين هنا، صحيح ان منتخب البرازيل لم يظهر بالشكل المعتاد، لكن الخصم صعّب عليه المهمة أيضاً، حيث خلق المدرب إدواردو بيريزو منظومة دفاعية في غاية الصلابة، وحتى لحظة الطرد، لم نكن نشعر أن فيرمينو ورفاقه سوف يسجلون.

    خطة الباراجواي كانت بسيطة، بدلاً من الضغط على حامل الكرة بلاعب أو اثنين، كانت تنتظر في مناطقها وتراقب ثلاثي خط الهجوم بشكل محكم، وبما أن ظهيري البرازيلي لم يكونا يصعدان بالشكل المطلوب، كان دائماً حامل الكرة مثل كوتينيو أو أرتورو يجد صعوبة في إيصالها لأحد ثلاثي خط الهجوم بوضعية مريحة.

    بعد الطرد، بدأت تظهر المساحات في دفاعات الباراجواي، وهذا أمر طبيعي جداً، وساعد على ذلك تبديلات المدرب تيتي بعد إقحام ويليان وسحب ألان، وإقحام أليكس ساندرو بدلاً من فيلبي، وتمكن منتخب البرازيل من صناعة فرص عديدة، لكنه فشل في ترجمتها إلى أهداف إما بسبب النقطة السابقة التي ذكرناها بخصوص عدم امتلاك فيرمينو وجيسوس للمكر داخل منطقة الجزاء، او بسبب تألق الحارس، وأحياناً كان يلعب الحظ دوراً كبيراً مثل تسديدة ويليان التي ارتطمت بالقائم.

    فقدان الهوية

    مشكلة البرازيل أنها لا تعرف كيف تحقق الانتصار عندما تتأزم الأمور، فإذا لم يسجل الفريق هدف مبكر، يبدأ التوتر يظهر على معظم اللاعبين، وتشعر أن هناك خلل في المنظومة الهجومية، وحتى الدفاعية.

    البرازيل فقدت شخصيتها القوية التي كانت تتحلى بها دائماً في الأجيال السابقة، اللاعبون نفسهم لا يثقون بأنهم سوف يحققون الفوز، ودائماً يخشون من أن تنقلب الأمور عليهم في أي لحظة كما حدث في البطولات السابقة سواء بكأس العالم أو كوبا أميركا.

    المدرب تيتي ساعد على تفاقم هذه المشكلة، لأن الفريق لا يلعب بفلسفة محددة، فلا يوجد تمريرات قصيرة التي اعتدنا عليها، أو مثلثات بين اللاعبين في الثلث الأخير، وكل مرحلة من المباراة يلعب فيها بطريقة مختلفة، أحياناً يعتمد على العرضيات، وأحياناً على العمق، وأحياناً على التسديد، وفي بعض الأوقات يحاول تطبيق الهجمة المرتدة.

    لا مشكلة بتنوع طرق الهجوم، إنما المشكلة الحقيقة تكمن في عدم امتلاك الفريق فلسفة لعب واضحة، وأن يكون الفريق مجبراً على هذه الطريقة في الهجوم وليس هو من يختار اللعب بها، فمثلاً شاهدنا اليوم العديد من الكرات العرضية العشوائية بعد حالة الطرد، معظمها كان بلا هدف واضح وأفسدت فرص كان يمكن استغلالها بشكل أفضل.