انقسمت جماهير الزمالك تماما ما بين مؤيد ومعارض لما يقدمه السويسري كريستيان جروس في قيادة الفريق، بعدما ودع الأبيض بشكل غير متوقع منافسات بطولة “كأس زايد للأندية الأبطال” البطولة العربية، بالخسارة بركلات الترجيح أمام الاتحاد السكندري.

وما بين من يطالب بفرصة أكبر لجروس باعتبار أن النتائج والأداء تحسنا في عهده، وبين من يرى ضرورة رحيله الآن قبل فوات الأوان، فقد اختلف مشجعو الزمالك فيما بينهم حول مصير السويسري.

لكن من الواضح أن هناك أخطاء يرتكبها المدير الفني السابق لأهلي جدة، تمثل تهديدا لحلم التتويج بالدوري، لو أنها استمرت على نفس النحو في قادم المواجهات.

بداية بعد أن يغلق الزمالك صفحة البطولة العربية، فعليه وعلى مدربه تحديدا أن يستوعب الدروس المستفادة من وراء الإقصاء المبكر، وسيناريو مباراة الاتحاد الذي سار بعكس التوقعات.

– التعامل النفسي

من الواضح أن جروس مدرب جيد من الناحية الفنية، ولا حاجة له في أن يبرهن على ذلك، إذ أن نجاحاته السابقة تشهد له.. لكن الجانب النفسي والمعنوي جزء لا ينفصل عن العمل الفني، فمن الواضح أن جروس يعتمد على إقناعه الفني للاعبين في قراراته، لكن أحيانا يحتاج اللاعب – وبالاخص اللاعب المصري – لمدرب يكون قريب منه أكثر، ويفهم طبيعة تفكيره، ولا أدل على ذلك مما كان يفعله البرتغالي جيزوالدو فيريرا المدرب الأسبق للزمالك الذي نجح في تحقيق معادلة صعبة للغاية، هي تحقيق انتصارات متتالية معتمدا على مجموعة شبه محدودة من اللاعبين وفي نفس الوقت، أقنع الجميع بأن لهم دور مؤثر وأنه لا أحد خارج حساباته.

وعلى ما يبدو أن هذا لا يحدث مع جروس، فهو مدرب جيد على مستوى النتائج والأداء حتى الآن، لكن بحاجة لأن يمتص غضب اللاعبين المبعدين وشعورهم بالإحباط، حتى لا يتأثر مستواهم الفني لاحقا.

وصدر جروس بشكل غير مباشر شعور للاعبين بأنه لن يعتمد سوى على مجموعة محددة من اللاعبين دون غيرهم.

– فرصة للمقصرين !

لاشك أن من يُسأل عن الاختيارات الفنية أولا وأخيرا هو المدرب، لكن أحيانا يتضح للجميع أن هناك لاعبين غير موفقين تماما في مباراة أو أخرى، وبالتالي فإن إصرار المدير الفني على إبقاء هذه العناصر داخل الملعب، لا يجد تفسيرا لدى كثيرين.

وحدث في أكثر من مرة أن افتقد كهربا التركيز أو إبراهيم حسن أو أوباما، وقبلهم كاسونجو أمام المرمى، لكن السويسري لم يكن إلا متمسكا بموقفه ويرفض استبدال العناصر غير الموفقة.

– تبديلات متأخرة

في مباراة الاتحاد الماضية وغيرها من اللقاءات السابقة، تأخر جروس في قراراته بتبديل اللاعبين، خاصة أن الفريق كان واضحا أنه بحاجة لتدخل من خارج الخطوط لتعديل أوضاعه.

ولا يوجد ما يبرر تأخر تبديلات الزمالك في مباراة الاتحاد، علما بأنه حتى لو كان جروس يؤمن نفسه من تعادل الاتحاد الذي سيطيل أمد المباراة، فإن ركلات الترجيح هي الحل الفاصل وليس الوقت الإضافي، وبالتالي لم يكن بحاجة لادخار تبديلاته أو مجهود لاعبيه البدلاء.

وعلى سبيل المثال لاعب مثل أيمن حفني كان يجيد تسديد ركلات الجزاء لذا كان الزمالك بحاجة للاعب مثله.

– حلول دفاعية

مشكلة الزمالك لم تعد هجومية.. صحيح أن الفريق بحاجة إلى رأس حربة يليق به، لكن الأساس هو الدفاع الجيد الذي من خلاله يمكنه بناء هجمات منظمة.

وبدا واضحا أن الزمالك يتأثر بالغيابات وأن البدلاء ليسوا على نفس مستوى الأساسيين، كما ظهر جليا سوء التعامل مع الكرات العرضية لاسيما في المباراة الماضية.

بالإضافة إلى ذلك فإن طريقة الضغط المبكر التي يطبقها جروس فعالة جدا وأظهرت جدواها في الكثير من المباريات بحيث يقوم أول مهاجم بالضغط على حامل الكرة حتى ولو حارس مرمى المنافس.. لكن هذه الطريقة سلاح ذو حدين، فلو فشل لاعب أو اثنين في عمل الضغط المناسب يخلق فراغات ومساحات خلفه، الأمر الذي يجعل الزمالك يعاني مع فريق يجيد تنفيذ المرتدات وهو ما حدث من قبل.