أحمد حسام "م

لم يكن مستغربا أن يصدر مجلس إدارة نادي مصر المقاصة قرارا بتوجيه الشكر للمدرب الشاب أحمد حسام “ميدو”، ويعلن رحيله عن قيادة الفريق، وذلك في أعقاب الخسارة من بيراميدز بثلاثة أهداف لهدف، وتواصل تراجع النتائج، إذ يغيب الانتصار عن الفريق الفيومي منذ منتصف أكتوبر منذ العام الماضي.

لكن الأمر لا يتعلق بميدو فحسب ولكن يرتبط اكثر بسنة التغيير بين أندية الدوري المصري، وأنه لا توجد إدارة تريد المجازفة بمنحنى النتائج الهابط أملا في أن يتحسن الوضع لاحقا، باستثناء وادي دجلة الذي لا يكف عن تجديد الثقة في مدربه اليوناني تاكيس جونياس والذي بدأ في التقاط الأنفاس والابتعاد نسبيا عن شبح الهبوط.

ميدو.. قصة مدرب ومشروع

لم يكن أحد ليتصور أن ميدو ينهي مشواره سريعا كلاعب في 2013، ويتحول للتدريب في بداية 2014، ليقود فريقه القديم الزمالك، حيث نجح في تحقيق لقب كأس مصر معه، وكان قريبا من لقب دوري سهل أيضا، في ظل تراجع حالة المنافس الأهلي.

لكن النتائج في الدورة الرباعية والنيران الصديقة حرمت الفارس الأبيض من استكمال المشوار.

ميدو ظفر ببطولة كأس مصر في بداية يحلم بها أي مدرب في مستهل مشواره التدريبي، لكن ما حدث خالف التوقعات.

فقد توسم الجميع خيرا في البداية التدريبية المميزة لنجم توتنهام وأياكس السابق، وأن ينقل خبراته كلاعب والتعامل مع مدربين كبار، إلى أجيال قادمة من اللاعبين، لكن ما تم عكس ذلك من خلال تجارب قصيرة لاحقة وغير موفقة.

فمن الزمالك إلى الإسماعيلي ثم الزمالك من جديد بعد خلافات مع إدارة الدراويش بسبب حسني عبدربه وأمور أخرى، ثم 37 يوما فقط في قيادة الفريق الأبيض، وخسارة في القمة من الأهلي عجلت بقرار مرتضى منصور بالإطاحة به.

وعاد ميدو للتدريب من بوابة وادي دجلة خلفا للفرنسي باتريس كارتيرون، لكن النتائج لم تكن جيدة في المجمل للفريق الأصفر والأسود.

وبعد دجلة عمل ميدو لفترة قصيرة مستشارا فنية للييرس البلجيكي، قبل أن يخطفه بريق التدريب من جديد ويجذبه من مقعد المحلل إلى مقعد المدير الفني، ولكن هذه المرة خارج حدد مصر، حيث عمل ميدو مدرب للوحدة السعودي.

تحسنت نتائج الفريق الأحمر كثيرا مع المدرب الشاب، لكن سرعان ما انتهت التجربة بسبب موقف خارج الملعب، ليعود ميدو إلى مصر مدربا ولكن لمصر المقاصة.

ويعد المقاصة ثالث أفضل نادٍ يقوده ميدو بعد الزمالك والإسماعيلي، ناهيك عن إمكانياته المادية الجيدة التي تمثلت في صفقات جيدة لأي مدرب.. إلا أن النتائج أيضا لم تكن على المستوى المأمول

ميدو المحلل أفضل

يتفق كثيرون على أن ميدو يقدم وجبة كروية دسمة وخفيفة في نفس الوقت عندما يكون محللا، حيث أن أسلوبه الممتع في الكشف عن كل تفاصيل الفريق وخطط اللعب، تجذب المشاهدين بشكل كبير، لكن ذلك لم ينطبق على أرض الواقع عندما يكون مدربا.

ويبدو أن ميدو ربما لم يمتلك الأدوات التي تساعده على تطبيق فكره، لكنه أيضا يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية فيما آلت إليه النتائج.

Mido-hazem

لكن صغر سن ميدو ربما يجعله يجرب ويخطئ أحيانا وينجح في أحيان أخرى، ما يعني أن المشوار مازال طويلا لنجم الزمالك السابق.

أين تكمن المشكلة؟

مشكلة ميدو ربما تتمثل في أنه لا يطبق عمليا ما ينادي به في استوديوهات التحليل، كون الأمر صعب بمكان نظرا لطبيعة الدوري المصري والمتغيرات الكثيرة فيه، أو ربما أنه ربما يمتلك خبرات كبيرة كلاعب كان له رحلات كبيرة في الملاعب الأوروبية، لكن كمدرب قد يكون الأمر مختلفا.

ولا خلاف على أنه سيظل اسما مطلوبا بين أندية الدوري التي لا تكاد تستغنى عن مدرب حتى يعود اسم آخر مألوف للظهور من جديد.