من جديد يحتل اسم ميسي واجهة الصحف العالمية بأنباء مختلفة متضاربة، أولها عن إخفاقه رفقة منتخب بلاده وتصريحاته المتجددة عن إحباطه من هذا الوضع، وثانيها وهو الخبر الأكثر إثارة للجدل هو عدم رغبته بتجديد عقده مع ناديه برشلونة، وتلميحات بقرب إعتزاله الملاعب الأوروبية عقب مونديال روسيا 2018 حيث سيكون قد بلغ الحادية والثلاثين من عمره، خاصة لو كان حلم الإعتزال في نادي طفولته يشكل هاجساً له، أو لو كانت أحلام مغادرة أوروبا وهو في القمة تداعب خياله ، فلا يفل نجمه وهو في أدنى مستوياته، بل يبقى مخلداً في ذاكرة الجماهير بكونه اللاعب الأسطورة.

وبغض النظر عن حقيقة هذه الأنباء من عدمها، والتي تجتهد صحف كاتلونيا في تفنيدها والسخرية منها، إلا أن هذا الخبر ربما لم يتسرب للصحف بطرق بريئة نابعة من نوايا صادقة للتكهن بمستقبل النجم الأرجنتيني، بل قد يكون نتاج حملة منظمة تحمل أهدافاً شبيهه بإعلانه إعتزال اللعب الدولي بعد خسارة نهائي الكوبا الأخير هذا الصيف، وهي إزالة تركيز الجميع عن تعثره الجديد مع بلاده في الكلاسيكو اللاتيني للمنتخبات، وعزل اسمه عن مخاوف فشل الأرجنتين في التأهل المباشر لنهائيات كأس العالم، وتذكير الجميع بقيمة البرغوث الكبيرة عند إثارة موضوع اعتزاله وتخيل وضع المنتخب أو حتى برشلونة من دون وجود الأسطورة الأرجنيتية في الملاعب.

ليونيل ميسي

ليونيل ميسي

حيلة نفسية وإعلامية شهيرة لكنها لم تفقد تأثيرها القوي في عالم كرة القدم، وبالرغم من كونها حيلة خبيثة إلا أنه ليس من العدالة لوم ميسي وفريقه الإعلامي من أجل اضطرارهم لإستخدامها، رداً على حيل أخرى تجتهد في مهاجمته والإنتقاص من انجازاته وجهوده الجبارة سواء مع ناديه برشلونة أو مع منتخب التانجو، فبالرغم من خسارته بثلاثية نظيفة من الغريم البرازيلي، إلا أنه يبقى من الإجحاف وضع كل اللوم على الليو وحده، ومن المؤلم نسيان مساعدته لمنتخب بلاده في الوصول لثلاث نهائيات متتالية كانت أقدامه هي الجسر الذي مهد الطريق إليها، والإكتفاء بتذكر إخفاقه في التتويج بألقابها، وفي مقابل المستوى المميز الذي يقدمه فتى روزاريو في الآونة الأخيرة مع برشلونة فإن وضعية المنتخب الصعبة حالياً قد تبدد أي آمال تراود البرغوث في المنافسة الجادة على الكرة الذهبية أو لقب الأفضل في العالم في مقابل منافسه الأول كريستيانو، الذي على نقيضه يستفيد من تألقه رفقة منتخب بلاده بالرغم من تراجع مستواه مع ناديه.

قد تكون هذه الأنباء مجرد شائعات لا يد له فيها أو حتى قد تكون ناتجة عن أدخنة حقيقية منبعثة من نيران خفية التقطتها بعض الصحف ونشرتها في توقيت صادف أنه في صالح الليو، لكن المهم أن الحروب الإعلامية وحيلها المعقدة أضحت إحدى الميادين الأساسية في صراع الجوائز الفردية بجانب الألقاب والمستوى الفني الرياضي، ولاعب بحجم ميسي لن يتوانى عن استخدام كل اسلحته في سبيل تحقيق الإنتصار، لذلك تبقى احتمالية أنها مجرد حيلة واردة بكل تأكيد، ولو كانت كذلك فهذا لا يثبت سوى جدية ميسي وفريقه في المنافسة حتى الرمق الأخير على الكرة الذهبية وكل جائزة فردية متاحة في هذا العام.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك