التنس الحقيقي يلعب على الأراضي الصلبة !

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يُعرف الاتحاد الدولي للتنس الملاعب الصلبة بأنها “الأرضية الديمقراطية” في هذه اللعبة وأنها تعطي اللاعبين التنوع وأشكال مختلفة من اللعب سواء من الخط الخلفي وعلى الشبكة وما بينهما حتى .

    في الواقع هناك رأي منتشر بين اللاعبين أنفسهم وبين خبراء ومدربي اللعبة عن أن الأرضية الصلبة هي الأراضي التي يُلعب فيها “التنس الحقيقي” , اللاعبين الهجوميين يرون في الملاعب الصلبة أنها تمنحهم متطلبات أسلوبهم من سرعة وارتداد مناسب , في المقابل يرى لاعبو الخط الخلفي أن الملاعب الصلبة تمنحهم أيضا متطلبات أسلوبهم من سرعة وارتداد مناسب أيضا كما في الحالة السابقة , الكل يجد ما يحتاجه للإبداع في الأراضي الصلبة لذلك دائما ما كنت الأراضي الصلبة متفردة منذ أن ظهرت .

    الملاعب الصلبة ظهرت أصلا كـ حل وسط بين الأرضي العشبية والأراضي الترابية على ان تجمع من خصائص الأرضيتين وان تعطي حل وسط كي نرى لاعبي المدرستين في أرضية “محايدة” ومناسبة للطرفين وان نشاهد مباريات متكافئة يقل فيها تأثير الأرضية في نتيجة المباريات .

    مشكلة الأراضي العشبية والترابية معا بالدرجة الأولى هي الارتداد غير الطبيعي وغير المتوقع للكرة , الارتداد هو أول شيئ يفحصه اللاعب المحترف حين يجرب أرضية ما لـ أول مرة , تآكل العشب غير المنتظم وغير الطبيعي وتوزيع التراب غير المنتظم بسبب حركة اللاعبين وجامعي الكرات أثناء اللعب لا يمنح اللاعب ذلك الارتداد “المتوقع” للكرة ويجبر اللاعب على بذل مجهود بدني وذهني مضاعف في التحرك والتأقلم مع الأرضية ومن ثم التعامل مع الارتدادات الغريبة للكرات , يضيع كثير من جهد اللاعب في التعامل مع الأرضية قبل ان يصل لمرحلة التسديد أصلا وهذا يستنزفه بدنيا وذهنيا في أمور خارج التنس نفسه .

    من المعروف ان التراب رمز البطئ والعشب رمز السرعة تاريخيا , هذا كان يقسم التنس إلى أسلوبين مختلفين والى تأثير واضح للأرضية على نتيجة المباريات ، أي أن الأرضية لها دور ربما أكثر من دور اللاعب نفسه حتى في المباراة , بحيث إذا التقى لاعب هجومي مع لاعب دفاعي على العشب سيفوز الأول غالبا ولو كانت المباراة على التراب سيفوز الثاني غالبا , الأرضية هنا لعبت دورا وكانت عامل حسم , جاءت الأرضية الصلبة بـ “حل وسط” , شيئ من خصائص التراب وشيئ من خصائص العشب , تمكن لاعب الخط الخلفي من تنفيذ أسلوبه وتمكن اللاعب الهجومي من تنفيذ أسلوبه , وهنا قلت كثيرا أفضلية الأرضية لـ احد الطرفين وبات الموضوع متعلقا بالتنس نفسه أكثر .

    سنجد أن أهم وصف يمكن أن يُطلق على الأراضي الصلبة هو أنها “أرضية ذات سرعة عادلة مع ارتدادت متوقعة” , يمكن القول أيضا أنها الأرضية الوحيدة التي تمنح اللاعب أرضية واحدة دائما منذ أول يوم في البطولة الى نهايتها , منذ بداية المباراة إلى نهايتها , لا تغييرات على العشب وتآكله , لا توزيع غير منتظم للتراب في الملعب , لا حبيبات تراب قد تتناثر أثناء اللعب وتؤثر على الرؤية , لا خطوط ملساء على سطح ترابي أو عشبي مع ارتداد مختلف عن باقي الملعب , لا سرعة مبالغة فيها او بطئ مبالغ فيه , لا أرضية تعطي مدرسة أفضلية على أخرى .

    في الأرضي الصلبة تذهب أي اعتبارات غير طبيعية وأي أمور قد تظلم احد اللاعبين على الآخر , يبقى التنس هو العامل الأهم , لذلك ستجد المنافسة على الأراضي الصلبة أصعب من أي أرضية أخرى لان عدد من يجيد اللاعب عليها أكثر بكثير من باقي الأراضي , ستجد عدد المرشحين للقب أو للعب ادوار متقدمة في جراند سلام صلب أكثر بكثير من العشب والتراب وهذه حقيقة .

    الأرضي الصلبة هي المسيطرة حاليا ومنذ وقت طويل وستستمر هكذا دائما , الكل راضي عنها والكل يجد أسلوبه فيها , هي الأراضي التي تجمع كافة أساليب اللعبة بأكبر قدر من العدل لا يتوفر في أي أرضية أخرى .

    تابع أخبار التنس على صفحة : خربشات تنسية