لماذا يلقب روجر فيدرر بالمايسترو ؟!

أحمد الصبيح 15:41 20/10/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • روجر فيدرر

    المايسترو هي كلمة ايطالية الأصل وتعني الأستاذ , السيد , المعلم . هو لقب يطلق أساسا على ذلك الرجل الذي يقف ممسكا عصا يحركها كما يشاء أمام فرقة موسيقية مكونة من عشرات العازفين على مختلف الآلات الموسيقية المعروفة.

    يقول الموسيقار النمساوي جوستاف ماهلر “لا يوجد أوركسترا عظيم , فقط يوجد مايسترو عظيم” للدلالة على أهمية المايسترو في الجملة الموسيقية التي تخرج من أي فرقة موسيقية , من المعروف عند الموسيقيين أن اللحن نفسه يختلف عند عزفه تحت قيادة مايسترو عن مايسترو آخر.

    حركات المايسترو ليست عشوائية أبدا , كل حركة تعني أشارة معينة للفرقة , كل حركة منه تخرج نغمة مختلفة بتردد مختلف , المايسترو هو من يتحكم في هذا العدد الكبير من الأشخاص ويحدد سير الجمل الموسيقية , يأخذ المقطع من المؤلف يفهمه ويفسره بطريقته الخاصة ثم يبدأ في إعطاء توجيهاته للفرقة حسب فهمه.

    المايسترو هو الشخص الأكثر احتراما وقيمة على المسرح , يقف له العازفون مثل الجمهور ويصفقون له عندما يدخل , يتابعون حركاته جيدا ويقرؤونها جيدا ويمتثلون لأوامره دون نقاش , في الموسيقى الكلاسيكية الغربية لا يمكن أن تُعزف أي مقطوعة دون وجود مايسترو يسيطر على الفرقة ويقودها ويحدد مسيرها , الآمر غير ملاحظ كثيرا في الموسيقى العربية مقارنة مع الغربية وخصوصا الكلاسيكية , الموضوع هناك يصل لدرجة أن بعض “السميعة” يختارون العمل الموسيقي بناء على المؤلف ثم المايسترو , المايسترو هو من يخرج العمل للإذن كما نسمعه.

    فُتن الناس بشخصية المايسترو , كيف له بيدين تتحركان أن يتحكم بعشرات الأشخاص , كل حركة من يديه تخرج نغمة وصوت معين , ارتبطت حركات يديه بالموسيقى والطرب والفن , ثم ارتبط بالهدوء والوجه الصامت الخالي من الملامح الذي يسيطر على مسرح كامل بكل ما فيه بفم صامت وعيون عانسة وحركات يدين لا يفهمها عامة الناس.

    أصبح المايسترو رمزا لكل شيئ جميل في أي مجال , الناس تحب كل ما هو جميل , والفن هو الجمال في المقاييس البشرية , لذلك يُقال للمبدع في مجال “الله يا فنان , يا مايسترو , يا رسام , يا موسيقار ..الخ” , كلها تعود للفن ومن مشتقات الفن , المايسترو هو رأس هرم العمل الفني الموسيقي الكلاسيكي الذي لا يتم إلا به.

    في التنس لا يوجد من يستحق هذا اللقب أكثر من روجر فيدرر , هو من يحرك مضربه بهدوء ورشاقة تشبه رشاقة المايسترو , هو من يلعب بوجه صامت خالي من الملامح , بعيون ناعسة وفم صامت , تخرج الضربات منه بكل سلاسة ورقة ونعومة , لا تشعر انه يتعب , يسيطر على كل أرجاء الملعب ويقلّبه كما يشاء بضرباته كأنه مايسترو على رأس فرقة يأمرها كما يشاء , هو أيضا يأمر ضرباته كما يشاء كي تتجه أين يريد.

    المايسترو أيضا يجب أن يكون على معرفة موسيقية كبيرة ويعرف مدى حدود كل آله وماذا يمكن أن تضيف للحن وما إذا كان استخدامها صحيحا أم لا , لست على دراية كبيرة بالموسيقى , لكن من المعروف أن لكل اله موسيقة حدود لها على الملحن والمايسترو والمطرب أيضا أن يعرفها كي يستطيع توظيفها بالشكل الصحيح والا تتجاوز قدراتها وتدخل في مرحلة النشاز , هنا أيضا تجد أن فيدرر  يعرف حدود ضرباته جيدا ويعرف متى يستخدمها ومتى لا يستخدمها , يعرف كيف يوظف ضرباته كما يجب كي تخرج بالشكل الصحيح وتحدث التأثير المطلوب , لا ان تخرج ضربة في غير مكانها وتحدث نشاز في الجملة التنسية الخاصة به.

    في النهاية أيضا , فيدرر هو الأستاذ والسيد والمعلم الذي يحظى باحترام لا يحظى به سواه في اللعبة , جاء هذا كي يضيف هذه الهالة على مستواه في الملعب , كي يجمع في النهاية كل صفات المايسترو ويكون بحق , مايسترو هذه الرياضة , وكل رياضة.

    تابع أخبار التنس على صفحة : خربشات تنسية