قد تكون الكلمات التالية قاسية شيئا ما لكن لا بد منها ولا علاقة لها فقط بما حدث في مباراة ديل بوترو في أمريكا المفتوحة الأخيرة لأن فيدرر 2017 قدم كل ما عليه يوم التاسع والعشرين من يناير عندما حقق ذلك اللقب الخالد في استراليا ثم أضاف حبة الكرز على الموسم يوم السادس عشر من يوليو مع لقب ويمبلدون الرائع .
فيدرر لاعب عظيم وإنسان عظيم , بالنسبة لي أعظم رياضي في التاريخ والرياضي كامل الأوصاف بمقاييس البشر , هذا كله فيما يتعلق بما نراه , داخليا فيدرر مصاب بـ جنون العظمة ولديه غرور فضيع داخل الملعب فيما يتعلق بالتنس نفسه وكيف يلعبه.
فيدرر يلعب تنس مفتوح مع الكل , لو يلعب معي سيلعب نفس التنس الذي يلعبه حينما يواجه نادال أو نوفاك , فيدرر يعرف في كثير من الأوقات أن ما يفعله غير صحيح وانه سيخسر إذا واصل لكن تشعر أن جنون العظمة لديه وعناده وغروره التنسي وكبريائه الذي لا حد له لا يسمح له بالتغيير , تشعر كأنه يقول أنا فيدرر كيف أغير تنسي من اجل هذا الشخص ؟ أنا من يجب أن يغير الجميع تنسهم من اجلي لا العكس.
فيدرر يعرف قدره جيدا , يتصرف كملك محبوب مع شعبه , هو فعلا شخص طيب القلب ويدخل للقلب وهذا كلام كل من عرفه شخصيا لا من شاهده عبر التلفاز فقط , لكن بقدر ما هو طيب ومتواضع و خلوق مع الجميع ويكسب جائزة الأكثر شعبية من الجمهور وجائزة الروح الرياضية من اللاعبين كل سنة , بقدر كل تواضعه إنسانيا بقدر ما هو مغرور ومتكبر ومجنون تنسيا مع نفسه.
يقول اللاعب والمدرب والمفكر الكروي الكبير خورخي فالدانو “عندما اصف شخصية ميسي فإني أقول أن ميسي لا يتصرف على انه ميسي بينما غيره ممن هم اقل منه يتصرفون على أنهم ميسي” كي يدل على براءة وبساطة مواطنه اللاعب العظيم , أنا أقول أن فيدرر يتصرف انه فيدرر , فيدرر يعيش كـ ملك للعبة ويعيش مكانته التاريخية على عرش اللعبة , يتصرف على انه ملك , وهذا من أسباب استمراره في اللعبة حتى الآن.
في الملعب أيضا يتصرف فيدرر كملك , أنا لن أغير تنسي من أجلك , أنا الملك وأنت من يجب تغير تنسك من اجلي , أنا سألعب التنس الذي لدي وسأفوز به وأنت عليك إيجاد الحلول أمامي لا أنا.
فيدرر بالتأكيد أكثر رياضي استطاع تطوير نفسه على مدار مسيرته , فيدرر دائما ما كان قادرا على تطوير نفسه وإيجاد أسلحة جديدة للمواجهة مع الجميع , هذا شيئ ايجابي طبعا لكن مع شخص مثل فيدرر لها نظرة أخرى , فيدرر يطور نفسه ويركز على تطوير نقاط قوته ومعالجة نقاط ضعفه فقط , فيدرر يركز على نفسه فقط , يتعلم من المنافسين ويرى كيف يواجهونه وما هي نقاط ضعفه التي يركزون عليها ويحاول تطويرها , لكن أحيانا يكون الحل ببساطة هو أن تنسى نقاط قوتك وتلعب على نقاط ضعف المنافس , أن تستغل مهارة ليست في يومها لخصمك أو نقطة ضعف واضحة لديه يستغلها الجميع , تشعر أن كبرياء فيدرر يرفض ذلك , يجب أن يفوز بقوته هو وبالتنس الذي يجيده فقط.
سيناريو مباراة ديل بوترو الأخيرة ليس جديدا على فيدرر ولن تكون المباراة الأخيرة بهذا السيناريو , الإصرار على لعب تنس مفتوح و”الاستمتاع” باللعب وهزيمة الخصم من نقطة قوته حتى وان كان هذا التنس لا يجدي نفعا , شيئ تعودناه من فيدرر.
في النهاية كما أقول دائما “يبقى فيدرر هو فيدرر , يبقى هو الاسم الأعظم في تاريخ اللعبة , لا شيئ ينقص منه , لا خسارة ولا فرصة مجموعة ضائعة ولا خطأ أوفر هيد قاتل ولا سقطة في الملعب ولا أي شيئ , فيدرر هو فيدرر” .
تابع أخبار التنس على صفحة : خربشات تنسية
