زيدان سينجح مع الريال ولكن المعضلة في نقطة واحدة

02:06 06/01/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كما كان متوقعاً تمت إقالة بينيتيز بعد مباراة فالنسيا التي كانت بمثابة الفرصة الأخيرة له خصوصاً بعد تعثر برشلونة أمام أسبانيول ،ولكن الخطوة التي أثارت الكثير من اللغط –ولكنها كانت متوقعة- هي تعيين زيدان مدرباً للنادي الملكي ،البعض توقعوا الفشل ،ومحبين اللاعب تمنوا له النجاح ،ولكن بعيداً عن المشاعر المعطيات كلها تقول أن زيدان سينجح و الأسباب قد ذكرها أستاذي محمد عواد بعد قرار التعيين مباشرة ،ولكن هناك شئ واحد قادر على فشل أو إفشال تلك التجربة إلا وهو "المقارنة بجوارديولا" وذلك لعدة أسباب:

    أولاً:

    جوارديولا عندما جاء لبرشلونة كانت هناك منظومة كروية منذ أن كان هو لاعباً للفريق ،فقد وضع يوهان كرويف الأساس الكروي و سارت على نهجه مدرسة الناشئين "اللامسيا" إلا أن جاء جوارديولا ووضع الكريز على الكعكة ،وكان ذلك جلياً باعتماده التام على الناشئين المجهزين أكثر من غيرهم لتطبيق أسلوبه ،ولكن زيدان سيدرب فريق مر عليه ثلاث مدربين بطرق مختلفة بأسلوب مختلف وسيكون هو الرابع وبفلسفة مختلفة مما  سيجعل الأمر مختلف.

    ثانياً:

    اعتماد جوارديولا على الناشئين أعطاه ميزة لن تتوفر لدى زيدان وهي حب الفريق ،فمن تربى في فريق منذ الطفولة سيكون وفياً له أبد الدهر ولكم في تشافي وأنييستا وراؤول وكاسياس خير مثال ،عامل الوفاء هنا المقصود به التضحية و الأنضباط وعدم أثارة المشاكل من أجل الفريق ،أما في ريال مدريد فهناك الكثير من المشاكل داخل غرف الملابس وأصبح الموضوع أشبه بأحزاب مما يعيدنا بالذاكرة لأيام مورينيو ،ولا يوجد قائد حقيقي للفريق فالخلافات أثبتت فشل راموس ،والموسم الماضي عندما حدث خلاف بين ميسي و إنريكي تدخل تشافي وأحتوى المسألة وأنتهى الأمر ،وجوارديولا كان يمتلك بويول ، وربما هو ما دفع زيدان لطلب كاسياس مثلما أشارت بعض الصحف "المدريدية".

    ثالثاً:

    هناك فارق كبير بين رؤساء برشلونة و بيريز ،فهناك في برشلونة يتم أعطاء المدرب الاستقلالية التامة لأختيار اللاعبين واشراك من يريد – ما عدا ميسي – وصلاحيات السوق وغيرها من الأمور وهو أمر ضمن لجوارديولا النجاح ،أما في مدريد فبيريز من مدرسة بيرلسكوني الذي يظن نفسه رئيساً ومدرباً و يطبق قاعدة "من يملك المال يملك كل شئ" ،فبيلغريني قال:"لم أرى الرئيس منذ ستة أشهر قبل إقالتي ،الكثير من اللاعبين لم يؤخذ رأيي في بقائهم أو رحيلهم"،وأنشيلوتي لم يكن يرغب في رحيل ديماريا ولكنه رحل رغماً عنه ،وبينيتيز كان مجبراً على الدفع بدانيلو حتى لو دمر دفاع الفريق ،وزيدان لن يسلم من هذه التدخلات وهو ما يجعل أحد عوامل النجاح غير موجود.

    لا يمكن أن يمر الحديث عن بيرلسكوني مرور الكرام ،هل شاهدتم الفارق بين أليغري ميلان وأليغري يوفينتوس؟ ،الإجابة ستخبركم فائدة استقلال القرار.

    رابعاً:

    المقارنة مع جوارديولا لا تنجح أبداً –ولا حتى إنريكي- ،والتجارب كثيرة فعلى سبيل المثال ،تجربة سيدورف في الميلان! ،تجربة تيتو فيلانوفا في برشلونة! ،تجربة تاتا مارتينو في برشلونة! ،تجربة أنزاغي في الميلان! ،وغيرها من التجارب في الفرق الأخرى لم تنجح لأن المدرب يأتي بضغط مهول على كاهله ويصوره الإعلام على أنه جوارديولا –مثلما يحدث مع زيدان- ويتم تضخيم الحدث ولكن عند أول تعثر تبدأ التشكيكات وينتهي الأمر به خارج النادي،حتى إنريكي لم ينجح!!.

    خامساً:

    بالحديث عن إنريكي وقد يستغرب البعض مما قلته أنه لم ينجح ولكن هذه هي الحقيقة ،عندما أراد إنريكي أن يرتدي عباءة جوارديولا لم ينجح وكان على وشك الخروج بشكل مهين ،ولكنه قرر في آخر لحظة أن يصبح إنريكي ،فعدل أوضاع الفريق و غير توظيف اللاعبين ووضع تكتيكه الخاص وأضاف الجمل الهجومية والدفاعية المناسبة فأصبح إنريكي ،بل أنه تفوق على جوارديولا عندما تواجه البايرن و برشلونة معاً ،جوارديولا نفسه لم يقارن بأحد بل كان جوارديولا وهو ما يعطيه حرية التجربة والتعديل وإمكانية الخطأ والصواب حتى وصل لما وصل إليه.

    الخلاصة:

    زيدان يملك من عوامل النجاح ما يكفي لينجح رفقة ريال مدريد ،ولكن مقارنته بظاهرة "جوارديولا" أمر يفتقد الصواب ،ما توفر لجوارديولا غير متوفر لزيدان ،فزيدان مطالب بعودة السلام لغرف الملابس وبناء فريق قادر على المنافسة وإيجاد قائد حقيقي لفريقه وتدعيم المراكز التي تعاني من نقص شديد وتطبيق فلسفته الخاصة ومن ثم يبدأ الحديث عن البطولات،الأفضل أن تكون تجربة "زيدان يدرب ريال مدريد" لا تجربة "جوارديولا جديد.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك