ليست فكرة عادية يسهل تطبيقها لأنه في حال تحولها لأرض الواقع ستحدث زلزال يهز وسائل الاعلام ويحدث ضجة وكأن نهائي دوري أبطال أوروبا يستمر لمدة 7 أيام، إنه ببساطة الحدث المتمثل في جلوس رونالدو على دكة بدلاء ريال مدريد!

ربما الكثيرون يعتبرها فكرة مجنونة، أو غير واقعية، ولا أنكر أنها تتصف بذات الصفتين، لكن لو تجردنا من جميع العوامل الإعلامية والجماهيرية والأرقام والنجومية والبرستيج سنجد أنها الفكرة الأنسب بالوقت الحالي في ريال مدريد، على الأقل في سبيل التجربة لمعرفة أين يكمن الخطأ.

أسباب المطالبة بجلوس رونالدو على دكة البدلاء

كل من يشاهد رونالدو في الموسم الحالي سيلاحظ الانحدار الكبير في مستواه الفني، قلة تركيزه أمام المرمى، عصبيته المبالغ بها في بعض الأحيان، والأهم ضعف مردوده التهديفي.

صحيح أن البرتغالي سجل 21 هدفاً في جميع البطولات في الموسم الحالي وتصدر ترتيب هدافي دوري أبطال أوروبا برقم قياسي، لكن يجب عدم التغاضي عن صيامه عن التسجيل في 11 لقاء من أصل 21 مباراة شارك فيها، معظم هذه المباريات كان الريال بحاجة ماسة لأهدافه.

مشكلة رونالدو ليست في عدم تسجيل الأهداف بل في إضاعتها برعونة في بعض المباريات، نستطيع القول أن معظم المواجهات التي لم يسجل فيها وصلته فرص سهلة أمام المرمى لكنه فضل تسديدها خارج الخشبات الثلاث!

المشكلة الأخرى أن معدل تسديدات رونالدو للكرة في اللقاء الواحد ارتفع عما كان عليه الحال في الموسم الماضي بينما انخفضت نسبة تسجليه للأهداف من هذه التسديدات، وبمعنى أصح أصبحت تسديدات البرتغالي عشوائية وعقيمة وتتعلق بخسارة الكرة أكثر من هز الشباك.

رونالدو أيضاً لا يساند الدفاع في الغالب مما يزيد من التكاسل داخل صفوف الفريق، بالإضافة إلى تراجع قدراته بالتحكم في الكرة مقارنة بزملائه مما يساهم في فقدان الكرة وخسارة الاستحواذ أحياناً.

كل السلبيات هذه سيتم التغاضي عنها لو استمر رونالدو بهز الشباك لأنه الأهم في عالم كرة القدم وهو المطلوب من المهاجم خصوصاً الذي تجاوز عامه الثلاثين، لكن حينما لا يسجل في 11 لقاء ويرتكب كل هذه السلبيات يصبح جلوسه على دكة البدلاء ضروري لمعرفة مكمن الخلل.

اقصاء رونالدو ربما سيعصف بالفريق .. ولكن!

هذا أمر وارد حدوثه، كما من الممكن أن يحدث شرخ أكبر في علاقة المدرب باللاعبين وحينها ستزداد المشاكل وتتردى النتائج، عوامل يجب أخذها بالحسبان.

لكن لو نجح الريال بدون رونالدو (جلوسه على دكة البدلاء بين الحين والآخر وليس دائماً) وحقق نتائج إيجابية وسجل أهداف ودافع بشكل أفضل فسوف يكون وقع الحادثة أخف تأثيراً على أجواء غرف خلع الملابس.

نقطة أخرى، جلوس رونالدو على الدكة يعني حرية أكبر لبنزيما لتسجيل الأهداف، منح بيل الفرصة باللعب في الجناح الأيسر وجعل خاميس يقترب أكثر من المرمى، كما سيمنح إيسكو فرص أكبر للعب. معظم الأسماء الرنانة سيتم ارضائها لذلك سيخف الغضب قليلاً، بشرط تحقيق الانتصارات أولاً وآخراً.

من الناحية الفنية .. هل جلوس رونالدو على الدكة مفيد للفريق؟

كما قلت في البداية، هي تجربة ربما تصيب وربما تخيب. خروج البرتغالي من التشكيلة الأساسية لا يعني أنه سيحل كل مشاكل ريال مدريد حتماً، لكنه ربما يكون الحل المنطقي لبعض الهفوات.

أولاً، بيل سيصبح مطالب بالدفاع بشكل أفضل عن مرمى ريال مدريد لأنه لا يوجد نجم آخر متكاسل في دوره الدفاعي على أرض الملعب، كذلك خاميس وبنزيما. ثانياً، الأداء الجماعي للفريق من المفترض أن يتطور بسبب انخفاض قدرات رونالدو بالتعامل مع الكرة والانصهار داخل الفريق على عكس زملائه، ثالثاً بسبب اقتراب العديد من اللاعبين من مراكزهم المرغوبة في غياب الدون، ورابعاً سيتحرر الكثير من اللاعبين من غضب وانفعال البرتغالي الذي تنامى بصورة مبالغ بها في عام 2015.

ابقاء رونالدو على الدكة لا يعني أن يصبح خارج التشكيلة تماماً

لا يعني أن يجلس اللاعب على دكة البدلاء مباراة أو اثنتين أنه أصبح عالة على فريقه، هو أسلوب لكي يعرف النجم أخطائه ويعود بشكل أقوى للفريق، بالإضافة إلى ايصال رسالة للجميع بأن الفريق هو الأهم في الوقت الحالي وليس الأفراد.

خروج رونالدو من التشكيلة الأساسية يجب أن لا يكون بشكل دائم، لكن في ذات الوقت تواجده يجب أن لا يكون دائماً أيضاً، الخيارات ستكون أمام المدرب من أجل اختيار التشكيلة الأنسب لكل مباراة بعينها بدون أسماء مفروضة باستمرار بحكم نجوميتها.

فرصة لتقييم بينيتيز بشكل أفضل

حينما يتخذ المدرب قرار اقصاء لاعب يضيع الفرص، يخسر الكرة، لا يدافع كثيراً ويضع في مكانه نجوم عاملين بشكل أكبر فحينها نستطيع تقييم المدرب بشكل أفضل، إن لم يتحسن ريال مدريد فيجب على رافا وقتها الاعتراف بأنه مشكلة الريال والسبب في تردي مستوى رونالدو أو غيره.

هل يجرؤ رافا على فعل ذلك؟

لا يوجد مدرب يجرؤ على اجلاس رونالدو على دكة البدلاء خصوصاً لأنه سجل 21 هدفاً في الموسم ويمتلك عدد أهداف ضخم في دوري الأبطال، البرتغالي في نظر الجماهير ووسائل الاعلام والرئيس أفضل لاعب في الفريق وليس أنه يضيع معظم الفرص التي تصله ولم يسجل في أكثر من نصف مباريات فريقه.

مستقبل ريال مدريد أحق أن ينظر له

رونالدو أصبح فوق الفريق وهذه نقطة سلبية حينما ينخفض مستواه، هو بكل تأكيد لن يبقى للأبد أفضل لاعب في ريال مدريد ولن يبقى أفضل لاعب في العالم رفقة ميسي، لذلك يجب أن يتم التفكير حقاً بمستقبل الريال في الموسم الحالي وما بعد كريستيانو.

لا أقول أن رونالدو انتهى لأنه ما زال قادراً على العطاء (بحكم سنه وقدراته البدنية) وربما يعود أقوى من السابق، لكن يبقى السؤال الأهم، ألم يحن الوقت لتجربة حلول جديدة والتفكير بالفريق أكثر من النجوم؟!

** اقرأ أيضاً: 5 أسماء قادرة على تعويض كريستيانو رونالدو