تصدرت شؤون ريال مدريد الداخلية وسائل الإعلام في الأسبوع المنصرم، من فضائح سجن مهاجمه الأول بنزيما وخلافات نجمه الأول رونالدو مع رئيس النادي واحتمالات انتقاله لحديقة الأمراء الباريسية، ولكن الخبر الأكثر غرابة كان عن عودة مورينيو لدكة بدلاء النادي الملكي مديراً فنياً بعدما غادر القلعة منذ ثلاث سنين مضت بنهاية لم تكن مثالية كما كان يأمل حين دخلها لأول مرة.

مورينيو لريال مدريد مجدداً؟ حقاً؟ يبدو هذا الخبر مبتذلاً كمحاولة رخيصة لصحفي مفلس يرغب بإضفاء بعض الإثارة على صفحات جريدته لزيادة مبيعاتها، ففي نهاية اليوم وإن كان البعض سيقرأ هذه الأخبار من باب الفضول لا أكثر إلا أنه من غير المحتمل أن تجد من يصدقها ويراهن على حدوثها في الصيف القادم، والأسباب كثيرة وبديهية للبعض.

بدايةً تبدل الأحوال، فريال مدريد لم يعد ذلك الفريق الغريق الذي لايستطيع تجاوز عقبة دور ال16 في أبطال أوروبا وغير قادر على هزيمة برشلونة لا على أرض هذا الأخير ولا حتى في معقله المدريدي، وحال مورينيو أيضاً انقلب رأساً على عقب، فليس هو المتوج بالثلاثية المنتصر الذي تطمح كل الأندية لخطب وده، بل يبدو مترنحاً رفقة النادي الأزرق تتناوب أندية البريمير ليج على كيل الهزائم له الواحدة تلو الأخرى، فلم سيفرط ريال مدريد بمدربه الذي يبلي بلاءً حسناً حتى اللحظة ليجلب البرتغالي الذي انتهت رحلته في العاصمة الاسبانية بخلافات مع معظم نجومه؟

ثم إن أسلوب مورينيو الذي يعتمد على تشكيل فريق قادر على تحقيق الألقاب بأسرع فترة ممكنة وإن كان ينجح دائماً في تحقيق مراده؛ إلا أنه لا يتماشى مع سياسة مدريد الحالية المعتمدة بشكل أكبر على المواهب الشابة وشراء الضروري فقط في كل سوق انتقالات، في حين لم يلمع نجم مورينيو ككشاف للمواهب ومطور لها، فكيف يتوقع من الإدارة الملكية التخلي عن سياستها فجأة وهي تحقق نجاحاً لا بأس به نظراً للظروف، ولا تبدو بحاجة ملحة لتحقيق الألقاب التي لم تغب عن خزائنها سوى لعام واحد فقط.

لكن وفي محاولة للتفكير عكس التيار، ما الذي قد يدفع إدارة مدريد للتفكير باللجوء لخدمات البرتغالي مجدداً؟

صحيح أن حال ريال مدريد يبدو جيداً بالظاهر، فهو ثاني الدوري على بعد ثﻻث نقاط مع برشلونة،ويتصدر مجموعته في الأبطال على حساب البي اس جي، ولم يتلق سوى خسارة يتيمة حتى اللحظة في كل البطولات رغم الاصابات، لكن مستوى الفريق في الآونة الأخيرة وتحقيقه الانتصارات بصعوبة أو بشكل غير مقنع يدفع الإدارة لدق نواقيس الخطر.

فيكفي الأداء المزري الذي قدمه الفريق في البرنابيو أمام النادي الباريسي حيث نال انتصاره بأعجوبة وتوفيق من غير المحتمل تكراره في كل مرة، ولايزال الموسم مبكراً للحكم على أداء تشكيلة بينيتيز لكن مع العودة بالذاكرة لحقبة مورينيو فقد كانت الهيبة عنواناً للنادي المدريدي في كل مواجهات القمة سواء أمام أندية أوروبا أو حتى محلياً في اسبانيا أمام برشلونة واتلتيكو، خسارة أو أداء متردي في مواجهة الكلاسيكو القادمة قد تدفع بيريز للتفكير بشكل جدي لصياغة عقد جديد يعيد به مورينيو لليجا، خاصة مع توالي الأنباء عن استياء نجوم الريال من أسلوب مدربهم الدفاعي وتحفظه باللعب سواء أمام الفرق الكبيرة أو الصغيرة، مما يضيع النكهة الهجومية التي اشتهر بها النادي الأبيض، كما أن الغريم يمر بأسوء فتراته من عقوبات واصابات مع ذلك لايبدو ريال بينيتيز قادراً على استغلال هذه الفرصة والتحليق بعيداً في الصدارة.

سبب أخر قد يدفع البعض للتفكير بعودة المو لأسوار البرنابيو هو تفاحات مورينيو الشهيرة، فمن المعروف أن علاقة السبيشل وان مع رئيس النادي جيدة للغاية فلم نر بيريز يدافع عن مدرب ويصبر عليه مثلما فعل مع صديقه البرتغالي، وحتى عند رحيله كان يبدو حزيناً مضطراً لذلك نظراً لخلافات نجوم الملكي الكبار مع مدربهم، ولم تزل علاقة الصداقة تجمع بين الرجلين ومايدلل عليها هو محادثة التفاحات الشهيرة حيث حذر مورينيو صديقه من الرؤوس الكبيرة في غرفة الملابس التي لا يكاد يمضي عام دون أن تعلن تمردها على الأوضاع واثارة المشاكل، وفي هذا الصيف استطاع بيريز التخلص من أهم هذه الرؤوس الكبيرة كاسياس، وتم التجديد لراموس بعد مفاوضات استمرت الصيف بأكلمه، وهاهو الدون يثير الجدل مجدداً متعمداً أن تلتقطه كاميرات الإعلام وهو يغازل مدرب الخصم في أرض البرنابيو بعد عتاب بسيط من رئيس النادي، فهل يكون رحيل رونالدو دافعاً لجلب مورينيو بعدما أزيحت العقبات من أمامه؟

رحيل رونالدو المحتمل في نهاية الموسم سيعتبر نهاية حقبة، تحتاج لقائد جديد ونجم قادر على سرقة الأضواء واشعال الإثارة، سواء كان نجم بهوية قائد ومنتصر في أرض الملعب أو رئيس فني ذو هيبة كمورينيو.

وفي النهاية من يعلم؛ فصحيح أن عودة المو مستبعدة في هذه اللحظة لكن سيناريو فشل بينيتيز في قيادة فريقه لطريق الألقاب أو إثارة الجماهير بالكرة الهجومية الممتعة بعد عودة نجوم الفريق قد تكون دافعاً للإدارة للتحضير للخطة ب، وسيناريو رحيل النجم الأول رونالدو تعد دافعاً آخر لضخ الإثارة في دكة الريال بالعودة لصخب مورينيو وجنونه.

لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك