جاريث بيل نجم ريال مدريد

لا يوجد شك بأن مستوى الويلزي جاريث بيل السيء أصبح بمثابة المادة الدسمة لمتابعي كرة القدم والمحللين والكتاب وجماهير ريال مدريد أيضاً، نجم توتنهام السابق أثار موجة من الانتقادات بعد تقديمه مستوى متواضع في عام 2015 وأقل بكثير من المتوقع.

الزوبعة التي أحاطت جاريث بيل في الأشهر الأخيرة فسرها البعض بسبب سعر اللاعب الفلكي (91-100 مليون يورو) مما يجعله مطالب بتقديم أداء مميز دائماً، لكن الحقيقة مخالفة لذلك تماماً كون مستوى بيل السيء ليس له علاقة بسعره على الاطلاق، فلو كان سعره مليون يورو فقط لتعرض لذات الانتقادات!

بيل واصل نزواته مؤخراً عندما أضاع فرصة سهلة جداً أمام المرمى في بداية لقاء فريقه مع أتلتيكو مدريد الأمر الذي حرم ريال مدريد من تحقيق الانتصار في نهاية المطاف، الانتقادات التي وجهت إلى الويلزي وصلت لأوجها بعد نجاح نيمار دا سيلفا ولويس سواريز نجما برشلونة في استغلال فرص مشابهة للتي حصل عليها بيل خلال مواجهتهم لباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.

شاهد أيضاً: الصور توضح الفرق بين جاريث بيل وسواريز أمام المرمى

شخصياً كنت من الذين انتقدوا وتعجبوا من بيل على اهدار فرصة كهذه خصوصاً أن مواجهة أتلتيكو مدريد تتطلب استغلال كل فرصة سانحة للتسجيل بسبب التنظيم الدفاعي الذي يمتاز به رجال سيميوني خصوصاً في مواجهة غريمهم الملكي، لكن هل انتقاد بيل يعود إلى إضاعة الفرص السهلة فحسب؟

لا أعتقد ذلك، مشكلة جاريث بيل التي رأيناها خلال فترة طويلة من الموسم الحالي لا تتعلق بإضاعة الفرص أمام المرمى فحسب، الويلزي اتسم أدائه بالأنانية في المواقف السانحة للتسجيل، والبطء الشديد رغم سرعته الفائقة، وقلة الحماس والقتال على أرض الملعب، ثم الانعزال عن باقي أعضاء الفريق وكأنه عنصر شاذ في خط الهجوم.

هذه العوامل تظافرت لتجعل من الويلزي الرجل المكروه في سانتياجو برنابيو وفي نظر وسائل الاعلام الاسبانية ومن قبل جماهير ومتابعي ريال مدريد حول العالم، لكن المباريات الأخيرة للفريق الملكي (باستثناء كارثة الكلاسيكو) أظهر خلالها بيل تحسن ملحوظ في العديد من الجوانب.

إقرأ أيضاً: هدف وحيد يفصل رونالدو عن تحقيق انجاز جديد

ديربي العاصمة الأخير لم يقدم خلاله بيل مباراة عظيمة خصوصاً بعد إضاعته للفرصة السهلة أمام المرمى، لكن الويلزي كان الرجل الأكثر تهديداً للمرمى من قبل لاعبي ريال مدريد والأكثر حماساً وحركة على أرض الملعب، كما أنه توغل داخل منطقة الجزاء في أكثر من مناسبة وحاول ارسال كرات عرضية لزملائه أمام المرمى لكنه فشل في ذلك بسبب التكتل الكبير لرجال سيميوني في منطقة العمليات.

الحماس، القتال، السرعة، المراوغة، التوغل، التسديد الفعال من خارج منطقة الجزاء، تمرير الكرة للزملاء أمام المرمى، جميع هذه الميزات افتقر لها بيل في أجزاء كثيرة من الموسم الحالي لكنه استعادها مؤخراً رغم استمرار اضاعته للفرص السهلة أمام المرمى.

الجميع لاحظ التحسن على أداء ريال مدريد في الآونة الأخيرة والبعض أحاله إلى عودة خامس رودريجيز ولوكا مودريتش لتعزيز صفوف الفريق، هذا الكلام صحيح مئة بالمئة لكنه ليس كل شيء فالريال تحسن أيضاً لأن بيل عاد إلى منظومة الفريق بعد أن كان معزول تماماً عنها وأصبح أدائه جماعي بشكل أكبر عما كان عليه.

مهمة ريال مدريد في العبور إلى نصف النهائي من دوري الأبطال ليست سهلة على الاطلاق، لكن في حال استطاع بيل أن يسجل هدف بأي طريقة يساعد خلاله الريال على مواصلة المشوار الأوروبي فلا أستبعد حينها أن يكون النجم الأفضل ضمن صفوف الفريق الملكي في الفترة الحاسمة من الموسم، ما ينقص بيل في الوقت الحالي اكتساب الثقة أمام المرمى فقط.