جدل كبير يدور حول مستقبل المدرب كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد في ظل تراجع نتائج الفريق في الفترة الأخيرة، وبدأت الجماهير الملكية تطالب بإقالة المدرب الإيطالي من منصبة بعد الهزيمة التاريخية أمام أتلتيكو مدريد، ثم ازدادت الأمور تعقيداً بعد خسارة صدارة الدوري الإسباني وتبعها السقوط في الكامب نو أمام برشلونة.
وتلقى أنشيلوتي انتقادات لاذعة مؤخراً تتهمه بعدم امتلاكه سمات الشخصية القادرة على ضبط غرفة خلع ملابس ريال مدريد كونه لا يحاول مضايقة اللاعبين الذين يتهاونون في الملعب مثل غاريث بيل وايكر كاسياس وغيرهم، في حين ترى فئة أخرى أن أنشيلوتي مدرب يفتقر للحلول التكتيكية ويتبع فلسفة واحدة في اللعب.
وهناك بعض الصحف الإسبانية والعالمية التي تحاول زعزعة استقرار ريال مدريد تؤكد رغبة فلورنتينو بيريز بإقالة أنشيلوتي في نهاية الموسم في حال خرج الفريق خالي الوفاض في نهاية الموسم.
وبعيداً عن هذا الجدل حول إن كانت إدارة ريال مديد تريد الإطاحة بأنشيلوتي أم لا، هناك سلسلة من الأسباب التي تجعل من المدرب الإيطالي الخيار الأنسب لقيادة دكة بدلاء الميرنجي في المواسم القليلة المقبلة.
أهم هذه الأسباب والمعروفة لدى الجميع هو الهدوء الذي جلبه أنشيلوتي للفريق، فرغم الانتكاسات التي تعرض لها ريال مدريد آخر ثلاثة أشهر إلا أن الأمور ما زالت تسير على نحو جيد نوعاً ما مقارنتاً عما كان يحدث في عصر جوزيه مورينيو مثلاً من شائعات وتسريبات وأمور أخرى مثيرة للجدل.
إقرأ أيضاً: ريال مدريد يعود إلى فكرة التعاقد مع فالكاو
إقرأ أيضاً: موراتا: وجدت نفسي بعد الخروج من ريال مدريد
نادي بحجم ريال مدريد وبكوكبة النجوم التي يملكها يحتاج إلى مدرب مثل أنشيلوتي يمتص غضب الجماهير ولديه مرونة كبيرة في التعامل مع وسائل الإعلام الإسبانية، عدا عن علاقته الرائعة مع اللاعبين ونجوم الصف الأول تحديداً.
فمن السهل التعاقد مع مدرب يقدر نجومية كريستيانو رونالدو على سبيل المثال، لكن من الصعب جداً أن تجبر الدون على احترام هذا المدرب ومساندته، وحده أنشيلوتي القادر على ذلك.
وعند المطالبة بإقالة كارلو فهذا يعني أن النادي سيتعاقد مع مدرب آخر، لكن معظم المدربين المتاحين لريال مدريد في نهاية الموسم غير مؤهلين لقيادة الفريق أبداً، ولو نظرنا إلى الفئة القليلة التي تمتلك مؤهلات لهذه المهمة سنجد أن إمكانية التعاقد مع أحدهم تبدو مستحيلة.
دييجو سيميوني قرر تجديد عقده مع أتلتيكو مدريد حتى عام 2020، أما يورجن كلوب فيبدو أنه لا يفكر بترك بوروسيا دورتموند خصوصاً أن النادي لم يطيح به عندما كان الفريق يعاني في منتصف الموسم، والحال نفسه ينطبق على يواكيم لوف الذي يريد الفوز ببطولة أمم أوروبا رفقة المنتخب الألماني، وأسماء مثل جوزيه مورينيو وجوسيب جورديولا تبدو بعيدة المنال في هذا التوقيت.
إقرأ أيضاً: نتائج الذهاب تمنح ريال مدريد لقب الليجا على حساب برشلونة
إقرأ أيضاً: مسيرة خضيرة مع ريال مدريد تشارف على الانتهاء
ريال مدريد لن يفكر في التعاقد مع مدرب متوسط لأنه تعلم جيداً من أخطاء الماضي، والأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان ما زال لا يملك الخبرة الكافية لقيادة ريال مدريد وهو مطالب لإثبات قدراته التدريبية مع فريق أوروبي قبل أن تفكر الإدارة بتسليمه زمام الأمور الفنية.
أنشيلوتي هو المدرب الوحيد الذي قاد الفريق لتحقيق أربعة ألقاب في عام واحد، وهو الوحيد أيضاً الذي حقق 22 انتصار متتالي، كما أنه الوحيد الذي تمكن من المحافظة على استقرار النادي منذ سنوات طويلة، فتراجع أداء الفريق في ثلاثة أشهر والمسؤول عنه عوامل عديدة ليس سبباً أبداً بإقالة أنشيلوتي حتى لو لم يحقق ريال مدريد أي لقب في نهاية الموسم.
