من الغريب أن يحقق ريال مدريد فوز ساحق بسداسية مقابل هدف وحيد على الملاعب الألمانية دون أن يقدم لاعبوه مجهود مضاعف وتاريخي مثلما تخيلنا، من تابع مباراة الأمس يشعر وأن رجال أنشيلوتي انتشروا في الملعب وأغلقوا جميع المساحات عبر عملهم الدؤوب وجريهم المتواصل وضغطهم الكبير على حامل الكرة.

لكن من يتابع احصائيات المباراة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتفاجئ بأن لاعبي الملكي ورغم تسيدهم وهيمنتهم على المباراة وتحقيقهم فوز كاسح وتاريخي قطعوا مسافة اجمالية أقل بخمسة ونصف كلم من نجوم شالكه!

112.8 كلم مجموع ما قطع لاعبي الملكي وهذا رقم متوسط وجيد لكنه لا يكشف العمل الذي قامت به المجموعة المدريدية على أرض الملعب الألماني الواسع خصوصاً إذا علمنا أن لاعبي شالكه قطعوا 118.5 كلم طوال الدقائق التسعين!

رجال أنشيلوتي لم يتوقفوا دقيقة واحدة عن العمل، حتى بعد التقدم بخماسية نظيفة تراجع عشر لاعبين للخلف لكي يمنعوا شالكه من تسجيل أي هدف في مرماهم، ثم امتصوا الحماس وضغطوا مرة أخرى على مرمى الخصم من أجل اضافة أهداف أخرى لذلك لم أتوقع اطلاقاً أن أقرأ أرقام مثل التي ذكرتها.

المدرب الإيطالي أنشيلوتي يمتلك فريق قوي وعناصر مميزة هجومياً ودفاعياً استطاعوا من خلال خطته التكتيكية المحكمة تحقيق فوز كاسح بمجهود أقل بانتظار مواجهة القمة ضد أتلتيكو مدريد الأحد المقبل في الدوري الاسباني.

لكن لا نستطيع القول أن الريال حقق الفوز دون عناء وسوف يواجه أتلتيكو مدريد بكامل طاقته لأن ثالث ترتيب الدوري الاسباني قطع لاعبوه مسافة 104.3 كلم فقط أثناء مواجهة اي سي ميلان الايطالي الأسبوع الماضي في دوري الأبطال ورغم ذلك تلقوا هزيمة مرة بعد أيام على يد أوساسونا.

ربما يكون السبب في ارهاق لاعبي الأتلتيكو الأسبوع الماضي هو مواجهتهم فريقين يؤديان كرة بدنية بحتة بالإضافة إلى نقص العناصر البديلة في تشكيلة سيميوني مقارنةً بريال مدريد، إلا أن الفريق الملكي يبقى مطالب بتعلم الدرس جيداً من غريميه اللذان حققا انتصارات هامة خارج ملعبهم أوروبياً وتلقوا هزائم مرة بعد أيام في الدوري.