NBA .. هل أفسد كيفن دورانت النهائي حقاً ؟

أحمد الصبيح 20:39 07/06/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • التنافس بين ليبرون جيمس وكيفن دورانت ليس وليد اللحظة ، كلا اللاعبين يلعبان في نفس المركز وهناك مسألة “فخر” خفية في أي مواجهة بينهما.

    جيمس نفسه صرّح بذلك قائلاً قبل أربع سنوات : “كلانا يدفع الآخر لتقديم أفضل ما لديه .. وأدرك أنه يطمح لإزاحتي عن مكاني”.

    فيما خرج دورانت في ذات العام بتصريحه الشهير : “لطالما كنتُ في المركز الثاني طوال حياتي، كنتُ ثاني أفضل لاعب في الثانوية ، وكنتُ الخيار الثاني في الدرافت. وحللتُ ثانياً ثلاث مرات في تصويت الـ MVP، وحتى عندما وصلتُ للنهائي خسرت. لقد سئمتُ من المركز الثاني”.

    سأم دورانت من الخسارة المتواصلة دفعه للقيام بخطوة أثارت الجدل ولا زالت حين انضمّ إلى صفوف “من تغلبوا عليه” في نهائي الغرب للموسم الماضي .. وهكذا بدأ فصل آخر من فصول الحكاية.

    “ستنتهي باكتساح 4-0”

    “نهائي مملّ وغـيـر متكافئ”

    “جـبـان وخائـن .. هو السـبب”

    إلخ إلخ إلخ…

    قرأت هذه الجمل وشبيهاتها مراراً وتكراراً على مدار الأيام السابقة. معظم المحللين والمتابعين يرون التنافس شبه معدوم في نهائي يسير “حتى الآن” في صالح الواريورز الذين يقدّمون بلاي أوف استثنائي ويبدون كفريق “من كوكب آخر” بعد إضافة دورانت إلى صفوفهم.

    ولكن هل فعلاً أفسد انضمام دورانت هذا النهائي وخيّب توقعات أولئك الذين طمحوا لمشاهدة تنافسية بين الفريقين كالتي شاهدناها في الموسم السابق؟

    “حتى الآن” دورانت هو المرشح الأول للفوز بجائزة MVPFinals.. فهو يتصدر لاعبي الفريقين في التسجيل وفي التصديات مثلما يتصدر لاعبي فريقه في المتابعات، فضلاً عن حضوره الذي يمنح فريقه أفضلية واضحة.

    لا شـك في ذلك، ولكن هل هو فعلاً السبب الوحيد الذي خلق هذه الفجوة بين الفريقين ليلقى كل ذلك النقد من عدد كبير من المحللين “الليبرونـيـيـن”؟

    ليبرون نفسه حين سُـئـِل عن الفارق بين الفريقين بعد المباراة الأولى أجاب بحرفين “كي دي”.. وربما قد أتفهّم ذلك بعد “حفلة الدنكات” التي قام بها دورانت خلال المباراة الأولى، ولكن جيمس عاد مجدداً بعد اللقاء الثاني ليقول “إنهم فريق مختلف بوجوده”.

    بالطبع أي فريق سيظهر بشكل مختلف بوجود كيفن دورانت، ما بالك ونحن نتحدث هنا عن أحد أكثر الفرق كمالاً في تاريخ الدوري.

    ولكن ماذا عن بقية العوامل التي لم يجد لها الكافز حلولاً ؟

    ستيفن كوري لم يسجل أي نقطة خلال الربع الثاني وارتكب عدة أخطاء في التمرير، لكن حديث ستيف كير معه بين الشوطين ومطالبته بأن “يستمتع” في لعبه أعادت ستيف لأجواء المباراة، فسجل ومرر وألهب حماسة الجماهير بسلة تحت مراقبة ليبرون نفسه.

    كثيرون نسوا – أو تناسوا- في ظل وجود دورانت أن كوري هو الـ MVP للموسمين الماضيين، وأن اللاعب يمتلك في جعبته ترسانة هجومية قادرة على إيذاء أي خصم؟ فهل أحسن الكافز التعامل الدفاعي مع كوري؟ معدلات ستيف في أول مباراتين تجيب بمفردها (30 نقطة – 8 ريباوند – 10.5 أسيست- نسبة تسديد 46% – نسبة ثلاثيات 45 %).

    كلاي تومسون كان الحاضر الغائب طيلة البلاي أوف تقريباً، تسديداته طاشت ونجاعته اختفت.. ولكن الأمر كان مختلفاً خلال اللقاء الثاني الذي سجل خلاله 22 نقطة بعد لقاء أول “مريع” بالنسبة له، ليحرم الكافز بالتالي من الاستفادة من تحسنهم الهجومي خلال هذه المباراة.

    ما الفائدة أن تسجل أكثر إن كنت ستسمح لخيار التسجيل “الثالث” لدى خصمك بتسجيل أكثر من عشرين نقطة!

    أرقام درايموند جرين لا تعبّر عمّا يقدمه هذا الرجل ومدى التوازن والعمق الذي يمنحه لخماسي الواريورز على أرض الملعب. صحيح أن دورانت يستأثر بالأضواء، ولكن المتابع للمجهود الدفاعي الذي يقوم به غرين يدرك أهمية وجوده إلى جانب “السوبرستارز” في فريقه. غرين مرشح لجائزة مدافع الموسم ويلعب فعلاً كمدافع الموسم.

    ماذا عن الجانب الآخر؟

    حتى مع التيرن أوفرز الكثيرة التي ارتكبها خلال اللقاء الأول، يمكن القول إن ليبرون يحمل فريقه على عاتقه بأداء مميز. في حين تذبذب أداء لاف وكايري بين المباراتين، فيما انعدم تأثير البقية تماماً!!

    الواريورز تحسنوا عن العام الماضي؟ بكل تأكيد! لقد أضافوا دورانت، ولكن ماذا عن حامل اللقب؟

    لم يضف الكافز عناصر كبيرة، وهي خطوة طبيعية بالنسبة لفريق حائز على بطولة الدوري. ولكن الأسماء التي أضافها تمتلك الخبرة والحضور الكافيين لإثبات نجاعتها ومدّ يد العون للنجوم الكبار خلال اللحظات الحاسمة. إذ يُفترض بإضافات مثل كايل كورفر أو ديرون ويليامز أن تصنع الفارق خلال دقائق لعبها، ولكن ما رأيناه من الاثنين وبقية دكة الاحتياط كان أمراً مخيباً تماماً.

    دعونا من دكة الاحتياط، ماذا عن العناصر الأساسية؟

    تريستان تومسون أثار الكثير من الجلبة قبل أن يجدد مع الكافز براتب يتجاوز 15 مليون دولار في العام. ولكن ماذا عن المردود؟

    8 نقاط في مجموع المباراتين .. سأتجاوز ذلك مفترضاً أن مسؤولية التسجيل تقع على عاتق البقية. ولكن بالنظر إلى المتابعات التي تعتبر سلاحه الرئيسي نجد أن تومسون التقط 4 متابعات فقط في كل مباراة ! لا نتكلم هنا عن مواجهة ضد دي أندري جوردان أو رودي غوبير. إنهما زازا باتشوليا وجافيل ماغي!

    جي آر سميث والذي يتقاضى بدوره قرابة 13 مليون سنوياً سجل في المباراة الأولى ثلااااااث نقاط كاملة، ليفشل حتى في التسجيل خلال المباراة الثانية، وسط مطالبات كثيرة بتنحيته عن التشكيلة الأساسية واستخدام شامبرت عوضاً عنه.

    هل كان كيفن دورانت مسؤولاً عن كل ما سبق في الأعلى؟  بالطبع لا!

    حضور دورانت له دور “كــبــيـــر” في منح الأفضلية للواريورز، ولكن تصوير الأمر على أن دورانت فحسب هو من قلب الطاولة على الكافز أمر فيه من التجني الشيء الكثير. كوري معافى ويلعب بشكل جيد، غرين يواصل أداء مهامه الدفاعية بامتياز، دكة احتياط الواريورز تتفوق على نظيرتها لدى الكافز.. وفي المقابل لا يقدم معظم لاعبي كليفلاند ما يسعفون به نجوم فريقهم.. وهي أمور لا علاقة لدورانت بها بطبيعة الحال.

    الكـافـز مطالبون بتعديلات عديدة إن كانوا يريدون أن تأخذ السلسلة منحى آخر أمام جماهيرهم، وهناك أمور عديدة يجب أن تشغل بالهم لإيجاد حلول لها .. أكثر من مجرد تحميل خسائرهم على عاتق دورانت.

    تابع أخبار السلة على صفحة : NBA Arabic