ديفيد دي خيا يمين ولويس فان خال يسار

بعيداً عن المصطلحات السياسية وحيثياتها، عند اطلاق مسمى الدولة الفاشية فأول ما سيخطر على بال القارئ هو اخضاع الآخرين للرأي بالقوة وأساليب الترهيب والتخويف، أسلوب ديكتاتوري ينتشر في بعض المؤسسات والشركات وليس فقط في عالم السياسة، كما يبدو أنه منتشر في عالم كرة القدم أيضاً، أسلوب مانشستر فان خال في التعامل مع نجمه ديفيد دي خيا!

من المعروف أن حارس المرمى الاسباني يرفض تمديد عقده مع مانشستر يونايتد ويهدف إلى الانتقال إلى ريال مدريد على الأقل في صيف 2016، في عالم الاحتراف من حق كل لاعب اختيار مصيره بالاستمرار مع ناديه أو الرحيل بعد انتهاء عقده ولا يستطيع أي شخص اجبار اللاعبين على تمديد عقودهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة إلا بموافقة اللاعب ورضاه التام على ذلك.

صباح اليوم نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريراً توضح من خلاله تهديد المدرب لويس فان خال لحارس مرمى فريقه دي خيا بالجلوس على دكة البدلاء الموسم المقبل في حال لم يمدد عقده وأصر على الانتقال إلى ريال مدريد، تهديد وترهيب أقرب لتعامل الدولة البوليسية أو الفاشية في حال أرادت تمرير أي قانون أو اجبار أي شخص على فعل ما تريده.

دي خيا لا يقع أي لوم عليه بإصراره على الانتقال إلى ريال مدريد لثلاثة أسباب، الأول أن العاصمة مدريد موطنه، والثاني أن مانشستر يونايتد ليس السبب في اكتشاف موهبته، والثالث أن حارس المرمى يتعامل باحترافية حتى اليوم الأخير له في النادي وشاهدناه يدافع عن مرماه ببسالة في المواجهة الودية ضد برشلونة قبل أيام.

مانشستر أيضاً من حقه عدم السماح لحارس مرماه بالرحيل عن النادي في الصيف الحالي حسب بنود العقد المبرم بينهما، كما أن من حق فان خال عدم اشراك دي خيا كأساسي في تشكيلته الموسم المقبل، لكن يجب أن يكون قرار كهذا ناجم عن أسباب فنية بحتة وليس قرار اداري تعسفي على طريقة الدولة الفاشية الديكتاتورية، فإن كان لا يريد حارس المرمى الاسباني ضمن صفوفه فمن الأفضل السماح له بالرحيل الصيف الحالي.

اليونايتد على الأغلب سيلجأ للتخلي عن دي خيا في الصيف الحالي كون إدوارد وودوارد من المستبعد اختياره لفكرة رحيل اللاعب مجاناً الصيف المقبل وخسارة 30 مليون يورو في صفقة كانت بمتناول يده، الاقتصاديون لا يتصرفون بهذه الطريقة إلا في حال تبعوا دولة ديكتاتورية تفكر دائماً بفرض سلطتها وليس بما يخدم مصالحها.

انتقال دي خيا إلى ريال مدريد ليس هو القضية، المعضلة تتمثل في اصرار فان جال _دائماً وأبداً_ على التعامل مع لاعبيه بطريقة فاشية ديكتاتورية متعنتة في الرأي والتصرفات، ترهيب اللاعب وإكراهه للقبول بما يرغب به مدربه تصرف يثير السخرية والاشمئزاز، وفي النهاية لن يثمر شيئاً…

** اقرأ أيضاً: سيرجيو راموس يقترب من تجديد عقده مع ريال مدريد