بعد تعيين يورجن كلوب كمدرب لليفربول خلفاً لبريندان رودجرز، تم اسدال الستار عن أحد العصور المظلمة في تاريخ ليفربول وبداية عصر جديد وبناء لفريق ذو امكانيات للمنافسة في المستقبل على البطولات، وهذا ما فعله كلوب مع دورتموند.

ولكن تحدي هام يقف عائقاً أمام يورجن كلوب في ليفربول لتحقيق النجاح، وهو سياسة النادي الإنجليزي في انتدابات اللاعبين.

اشترت فينواي جروب التي يقع مركزها الرئيسي ببوسطن ليفربول عام 2010، و جون هنري رئيس شركة فينواي جروب معروف عنه استخدام طرق غير تقليدية لتحقيق النجاح مع الفرق الرياضية، ففينواي جروب تمتلك نادي رياضي أخر ولكن في رياضة البيسبول وهو "بوسطن ريد سوكس".

جون هنري مالك ليفربول

كيف استطاع هنري أن يقود ريد سوكس لتحقيق بطولة "وورلد سيريز" للبيسبول؟

عام 1918 كانت أخر بطولة "وورلد سيريز" للبيسبول فاز بها فريق بوسطن ريد سوكس، ولكن جون هنري اتبع نهجاً جديداً مستخدماً كتاب يسمى "Moneyball"، ويتحدث هذا الكتاب عن الفوز في المباريات بغض النظر عن الفارق في مستوى اللاعبين بمعنى استخدامه لاحصائيات  كثيرة تسمح للفريق باستقطاب اللاعبين ولا يشترط أن يكونوا ذو امكانيات عالية، ولكن يستطيعون تأدية المهمة بشكل يتماشى مع فلسفة اللعب المختارة للفريق.

وطبق فريق ضعيف نظرية هذا الكتاب ويدعى "أوكلاند أيز" ووصل بلاعبين دون المستوى للمراحل النهائية من البطولة في عامين متتاليين، ولكن ضعف امكانيات الفريق المادية حالت دون وصول الفريق لمنصات التتويج.

هذا الأمر جذب انتباه جون هنري مالك شركة فينواي، وبوسطن ريد سوكس وحاول استقطاب الرئيس التنفيذي لأوكلاند أيز، ولكنه رفض مفضلاً البقاء مع فريقه الضعيف، ولكن هنري أراد تنفيذ نظرية الكتاب بشدة، لذلك عين مؤلف الكتاب بيل جايمس ليقوم بصنع الاحصائيات اللازمة لفريقه ريد سوكس، ومع قدرة هنري الشرائية استطاع أن يعيد للريد سوكس هيمنته ليفوز بأول بطولة "وورلد سيريز" في البيسبول منذ عام 1918 وكانت في عام 2003.

كيف يكون هذا عائقاً أمام يورجن كلوب في ليفربول؟

في مواسم رودجرز مع الفريق تم استقطاب بعض الأسماء، لا نستطيع القول بأنها كبيرة ولكنها تسير بفلسفة معينة في اللعب، ولكن ليس هذا ما يحتاجه ليفربول في الوقت الحالي، ليفربول بحاجة لأسماء كبيرة لبث الثقة داخل الفريق والجماهير.

رياضة البيسبول وكرة القدم مختلفتان تماماً وبغض النظر عن نجاح نظريات 'MoneyBall" مع ريد سوكس في البيسبول، فهذا لا يضمن لكلوب أن ليفربول سينجح بنفس النظريات، فالاحصائيات شيء، واللاعبين وامكانياتهم شيء أخر في كرة القدم، على سبيل المثال أنخيل دي ماريا قد صنع 10 أهداف الموسم الماضي مع مانشستر يونايتد، فهل هذه الاحصائية تعني بأنه نجح كلاعب مع الفريق؟

الإجابة قطعاً لا، لأن كرة القدم تعترف بامكانيات اللاعبين وقدرتهم على التطور، ولهذا فعندما يقوم ليفربول بالانتدابات بجب أن يكون الخيار الأول والأخير ليورجن كلوب في اتمام الصفقة، ليس لأنه مدرب محنك، ولكن لأن كلوب له أسلوبه في التدريب وانتداب اللاعبين، ويجب على ادارة ليفربول الثقة تماماً به وبكشافيه الذين قاموا بعمل رائع مع دورتموند، وسيقومون بفعل نفس الشيء مع ليفربول إذا منحوا كلوب بعض الحرية.

وقد أكد السير أليكس فيرجسون هذا الكلام عندما تحدث لشبكة "اي اس بي ان" الرياضية قائلاً "لجنة الانتقالات التي تقوم بعمل احصائيات اللاعبين وتجتاز المدرب لانتداب اللاعبين شيء غير جيد"

السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد السابق

وأكمل كبير المدربين "إذا أرادت الادارة تعيين كلوب، فلماذا لا تترك له الحرية؟ فهو المدرب وهو من سيتعامل مع هؤلاء اللاعبين في النهاية، لا أعتقد أن كلوب سيرضخ لمثل هذه الأشياء".

في النهاية سواء اتبعت الادارة نظرياتها أم لا، فإنه لمن المشوق أن نرى ما سيقوم به كلوب مع ليفربول، فما فعله مع دورتموند سيظل محفوراً في تاريخ كل عشاق كرة القدم.

**اقرأ أيضاً: هولندا تفوز بثنائية وموقفها صعب