يوفنتوس

لا يمر يوفنتوس الإيطالي بأفضل أحواله منذ انطلاق الموسم، السيدة العجوز مرضت منذ نهائي دوري أبطال أوروبا، النتائج أصبحت متذبذبة والمستوى في العديد من المباريات هزيل، والمشاكل تزداد يوماً تلو الآخر.

مشاكل يوفنتوس ليست محصورة في الهزيمة ضد سامبدوريا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ولا تقتصر على معاناة الفريق في مواجهاته ضد سبورتينج لشبونة في دوري أبطال أوروبا، فالفريق يفتقر للكثير من الميزات التي جعلته بطلاً في السنوات الست الماضية لإيطاليا، وهو أخطر ما في المسألة وما يجب التنبه له ومعالجته قبل أن تنزلق الأوضاع لمستنقع موحل.

مردود دفاعي سيء وبوفون في تراجع مستمر

من يصدق أن يوفنتوس الذي يعرف بأنه أقوى دفاع في أوروبا والعالم خلال السنوات الماضي رفقة أتلتيكو مدريد، يعاني في الوقت الحالي دفاعياً؟ الأرقام واضحة وتؤكد أن الفريق فقد قدرته على تشكيل منظومة دفاعية تمنحه الأفضلية في مباريات الدوري الإيطالي أو دوري أبطال أوروبا.

14 هدف تلقاها يوفنتوس في 13 مباراة خاضها في الدوري الإيطالي، وفي حال واصل على هذا المنوال فإنه سينهي الموسم برصيد 41 هدف في شباكه. محصلة كارثية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن اليوفي تلقت شباكه 20 هدف في 38 جولة موسم 15\2016 !

قضية تراجع مستوى خط الدفاع ليست خطيرة لأنها تمنح المنافس فرصة لتسجيل الأهداف فحسب، وليست خطيرة بناءً على مبدأ “الدفاع يجلب البطولات” القضية أكبر من ذلك بكثير وهي تتعلق بشكل مباشر بنقاط قوة الفريق، فعنصر الثقل في تشكيلة يوفنتوس كان ثلاثي خط الدفاع، ومن أمامه خماسي خط وسط يقدم منظومة دفاعية مثالية، أي أن خسارة هذه الميزة تعني خسارة أهم نقاط قوة السيدة العجوز.

وبالطبع تلقي الأهداف في شباك يوفنتوس ليس نتاج ضعف المنظومة فحسب، فالمسألة تتعلق بمستوى الأفراد أيضاً، كيليني يظهر عليه علامات التقدم بالسن والبطئ في الملعب، وروجاني لم يستطع حتى الآن تعويض بونوتشي كما يجب، وبارزالي خرج من المنظومة بشكل شبه تام.

وفوق هذا كله يقدم جيانلويجي بوفون واحداً من أسوأ مواسمه في عالم الاحتراف، جيانلويجي بطيء، فاقد للثقة، غير مقنع في التعامل مع الكرة حتى حينما يتصدى لها، وهو ما يرمي يوفنتوس في مقتل.

بوفون يعانق كيليني

بوفون يعانق كيليني

المنافسين في أفضل حال مما يزيد من حالة الشك داخل الفريق

من سوء حظ يوفنتوس أن فترة ترنحه وافتقاره للمنظومة الناجحة دفاعياً ترافقت مع صعود نجم فرق منافسة على الصعيد المحلي، نابولي وإنتر ميلان يحققان نتائج مميزة للغاية بعدم تلقيهما أي هزيمة حتى الآن، كما يظهران جدية واضحة في الملعب وترابط جلي بين الخطوط، ورغبة منقطعة النظير لتزعم الدوري الإيطالي.

ليس نابولي وإنتر ميلان فقط من تطور مستواهم في الموسم الحالي، روما هو الآخر يقدم أداء ونتائج مميزة في عهد دي فرانشيسكو، كذلك الأمر بالنسبة لقطب العاصمة الآخر لاتسيو الذي يملك فرصة التساوي مع السيدة العجوز بعدد النقاط في حال حقق الفوز في مباراته المؤجلة.

يوفنتوس ليس وحيداً في الموسم الحالي من الدوري الإيطالي وكل خطأ يرتكبه سيجد 3-4 فرق تريد استغلاله بكل قوة، وهو ما يزيد الأعباء النفسية على أليجري ولاعبيه.

وفي الحقيقة المسألة لا تقتصر على الدوري الإيطالي بل تشمل دوري أبطال أوروبا، برشلونة استعاد توازنه مع فالفيردي في الموسم الحالي وحقق الانتصار في لقاء الذهاب من دور المجموعات بنتيجة 3-0 ، الأمر الذي يتحتم على السيدة العجوز تحقيق انتصار أكبر من ذلك إن أراد تصدر المجموعة، أما في حال تلقي الهزيمة أمام البرسا فإن التأهل للدور التالي سيصبح مهدداً من سبورتينج لشبونة الذي يقبع خلف اليوفي بفارق 3 نقاط.

يوفنتوس يعيش حالة ضغط نفسي كبير جداً على مختلف الأصعدة.

ديبالا يتراجع !

لا شك أن باولو ديبالا يعتبر من أكثر العناصر المؤثرة في نتائج ومستوى يوفنتوس، مما يعني أن صيام الأرجنتيني عن التسجيل في معظم المباريات الماضية لن يكون في صالح الفريق.

المهاجم الأرجنتيني سجل هدفين فقط في آخر 10 مباريات خاضها في مختلف البطولات بقميص يوفنتوس، بينما أخفق في تسجيل الأهداف أو صناعتها في 4 مباريات من دوري أبطال أوروبا، وهو ما يدخل اللاعب في دائرة الشك والقلق.

إخفاق ديبالا أوروبياً في الموسم الحالي وتراجعه محلياً هو أحد أهم مشاكل يوفنتوس في الوقت الحالي.

باولو ديبالا

باولو ديبالا

خسارة التقدم بشكل مفاجئ

من الأمور المحيرة في بعض مباريات يوفنتوس من الموسم الحالي أن الفريق يفقد تركيزه خلال فترة معينة من الدقائق تجعله يتلقى عدة أهداف في شباكه، هذا الأمر حدث في العديد من المباريات، لكن المحير أكثر أن يخسر اليوفي تقدمه في 3 مباريات متتالية من الدوري الإيطالي.

يوفنتوس عودنا أن يحسم المباراة نظرياً بمجرد تقدمه بالنتيجة، لكن هذا الأمر لم يحصل في 3 مناسبات، الأولى ضد أتلانتا حيث تقدم بهدفين دون رد ثم عاد المنافس ليتعادل بشكل مفاجئ بنتيجة 2-2 ، والثانية ضد لاتسيو حينما تقدم بهدف نظيف ثم عاد النسور بتسجيل هدفين في الشوط الثاني، والثالثة ضد أودينيزي الذي استطاع تعديل النتيجة في الشوط الثاني 2-2 ، وإن كانت المباراة الأخيرة انتهت لصالح اليوفي بنهاية المطاف بنتيجة 6-2.

الفوز على برشلونة هو الحل

إن قلنا بأن اليوفي يعاني في دوري أبطال أوروبا بل أن هناك امكانية لعدم تأهله إلى الدور التالي في حال تلقى الهزيمة أمام برشلونة، فإن ذات المباراة بعد غدٍ الأربعاء ربما تكون نقطة الانطلاقة الحقيقية في الموسم.

يوفنتوس بحاجة ماسة لانتصار كبير يرمم به الشرخ الواضح في رغبة الفريق وحالته النفسية بعد الهزيمة أمام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا بالموسم الماضي، ولن يكون هناك أفضل من الانتصار على برشلونة ومزاحمته على صدارة المجموعة لتحقيق ذلك، لقاء كهذا ربما يضع اليوفي على المسار الصحيح مجدداً ويعالج جميع المشاكل دفعة واحدة.