يوفنتوس

قدم يوفنتوس أفضل مباراة له منذ بداية الموسم بعد سحث تورينو برباعية نظيفة استعاد فيها الصدارة التي يتشاركها مع نابولي ليبرهن على أنه ما زال الأفضل في إيطاليا والأكثر جاهزية للفوز باللقب السابع على التوالي.

ماسيميليانو أليجري قرر اليوم إبقاء جونزالو هيجواين على مقاعد البدلاء واعتمد على ماريو ماندزوكيتش كرأس حربة، كما  حافظ على خطته المعتادة 4-2-3-1، ورغم عدم وجود أي تغيير على الرسم التكتيكي إلى أن تأثير غياب هيجواين كان واضحاً على أرض الملعب.

لا يجب أن ننهال بالانتقادات على هيجواين لمجرد أنه يمر بفترة فراغ وغير قادر على التسجيل، لكن في الوقت ذاته يجب أن نشير إلى وجود مشكلة في يوفنتوس هذا الموسم عندما يتواجد على أرض الملعب.

يوفنتوس كان يحقق الانتصارات في المباريات الماضية بفضل جودته المرتفعة وخبرة ومهارة لاعبيه، فلم نكن نشاهد الكثير من الفرص أو هجمات منسقة، لكن الوضع كان مختلفاً اليوم، فنتيجة (4-0) لا تعكس ما حدث على أرض الملعب لأن اليوفي كان قادراً على تسجيل 4 أهداف أخرى على الأقل لولا سوء الطالع الذي لازم بعض اللاعبين أمام المرمى.

المشكلة التي كان يعاني منها يوفنتوس تكمن بهيجواين، وذلك يعود لسببين، الأول عدم قدرته على اللعب بظهره كما يجب، وبالتالي لم يكن الفريق قادراً على الارتكاز عليه في العملية الهجومية كما كان يحدث في الموسم الماضي، أما السبب الثاني هو لرغبته الكبيرة بالتسجيل وصناعة الفارق بسبب معدلة التهديفي المتواضع هذا الموسم والذي تزامن مع تألق ملفت لباولو ديبالا.

معظم هجمات يوفنتوس في المباريات الماضية كانت تنهي بأقدام هيجواين، فالبيبيتا كان واضحاً عليه التوتر والرغبة في إثبات قدراته، ولولا اللحظات الإبداعية التي ظهر فيها ديبالا في عدة لقطات لكان من المستحيل على يوفنتوس أن يحصد العلامة الكاملة من النقاط.

ولو ألقينا نظرة على ما قام به ماندزوكيتش كرأس حربة اليوم سنعرف حجم المشكلة التي كان يتسبب بها المهاجم الأرجنتيني، النجم الكرواتي كان رائعاً في التحرك، وكان نقطة ارتكاز الفريق في معظم الهجمات، كما أنه بارع باللعب وظهره للمرمى، الأمر الذي ساعد ديبالا وكوستا وكوادرادو للتوغل في منطقة الجزاء في الكثير من الأحيان لأنه كان يحجز قلبي دفاع تورينو معظم الوقت.

صحيح أن تورينو لعب منقوصاً عددياً وهذا ساعد يوفنتوس للعب براحة أكبر، لكن حتى قبل حالة الطرد، يوفنتوس كان الطرف الأخطر في الديربي، كما أن تورينو لم يتأثر دفاعياً لأن المدرب قام بإخراج مهاجم ودفع بلاعب خط وسط وأصبح يعتمد على دفاع المنطقة بشكل كامل، لهذا لا يمكن أن نعزي سبب الفوز الساحق والأداء المذهل للفريق اليوم لحالة الطرد فقط.

ولكي نكن منصفين بحق هيجواين، اللاعب يمر بفترة فراغ ومن الواضح أنه متأثر بسبب استبعاده من المنتخب، فالدور التكتيكي الذي قام به ماندزوكيتش اليوم كان يطبقه هيجواين مع نابولي والريال وفي الموسم الماضي أيضاً، بالإضافة إلى تسجيل الأهداف بغزارة، لكنه الآن يعاني من مشاكل بدنية وذهنية في الموسم الحالي والتي من المفترض أن تنتهي مع مرور الوقت، وهي تؤثر بشكل واضح على أداء الفريق بشكل عام.