دييجو مارادونا

عندما وصل دييجو مارادونا إلى مطار برشلونة في يونيو 1982، أعتقد الكثيرون أن ذلك كان بداية فجر جديد للنادي الكتالوني الذي بذل الغالي والنفيس للتعاقد مع الأعجوبة الأرجنتينية الشاب. سجل مارادونا 11 هدفاً في موسمه الأول مع برشلونة ،وفي الموسم الثاني تعرض لإصابة كادت تنهي مسيرته الكروية على يد أندوني غويكوتشيا الملقب ب”جزار بلباو” مدافع لا يعرف الرحمة، يتلذذ بإيذاء الخصوم ولا يعتذر أبداً كسر قدم مارادونا وأحتفظ بالحذاء الذي كان يرتديه في تلك المباراة في صندوق زجاجي داخل منزله للتباهي و التفاخر بفعلته النكراء. لم يكن مارادونا أول ضحايا غويكوتشيا فقد سبق له الاعتداء على برند شوستر نجم برشلونة الألماني أيضاً،و أبتعد شوستر عن الملاعب لمدة 9 أشهر بسبب إصابته في الركبة.

إلتقى برشلونة و بلباو في 24 سبتمبر عام 1983.تقدم البرشا بثلاثية نظيفة على الفريق الباسكي ،وهللت الجماهير الكتالونية لبرند شوستر الذي أسقط غويكوتشيا عدوهم الأول أرضاً أكثر من مرة.

خسارة بلباو بطل الدوري آنذاك أثارت جنون غويكوتشيا فبدأ يتصرف بعصبية ،وحاول مارادونا تهدئته لكن كلماته لم تكن مرضية للجزار الذي وجه أنظاره نحوالأرجنتيني الشاب مصمماً على إيذائه فهاجمه متعمداً في منطقة لعب برشلونة و كسر كاحله. أبتعد مارادونا عن الملاعب لمدة 3 أشهر ،وركبت مسامير حديدية في قدمه. مرت الحادثة على الحكم مرور الكرام فاكتفى بإنذار الجزار الذي عوقب لاحقاً بالإيقاف من قبل الإتحاد الإسباني..

في عام 1984 إلتقى الفريقان في نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب سانتياجو برنابيو. حيث حاول مارادونا الانتقام من غويكوتشيا فقد ركله مارادونا على وجهه ، ثم ركل عدوه غويكوتشيا بركلة “كونغ فو” أشعلت أرض الملعب التي تحولت إلى ساحة معركة شارك فيها لاعبو الفريقين الأساسيين والاحتياطيين وأعضاء الجهازين التدريبيين .كما وصل القتال إلى المدرجات حيث حاولت جماهير الفريقين النزول إلى الملعب لحماية نجومهم والمشاركة في الحرب المشتعلة أمام أنظار الملك الإسباني خوان كارلوس الذي كان متواجداً في مقصورة الشرف.

كانت تلك المشاجرة إحدى أكثر اللقطات جنوناً في حياة مارادونا الذي ضاق ذرعاً بمضايقات وتدخلات لاعبي بلباو العنيفة خصوصاً غويكوتشيا الذي كاد يقضي على مسيرته الكروية.

عاقب الإتحاد الإسباني مارادونا الذي أعتذر للملك خوان كارلوس لإشعاله فتيل معركة البرنابيو التي جرح فيها 60 شخصاً،وتوترت علاقته مع إدارة برشلونة فطلب الرحيل عن النادي الكتلوني متوجهاً إلى نابولي الإيطالي الذي كتب معه أروع فصول حكايات كرة القدم.
قصة حب قصيرة بين مارادونا وبرشلونة لم تتجاوز الموسمين (82/83 ـ 84/83)، مثل فيه الفريق في 28 مباراة في جميع المسابقات، وسجل 25  هدفا. منها 21 مباراة في