موقع سبورت 360 – العلماء يستخدمون نوع معين من الفئران لأغراض البحث العلمي، ولكن تحويل هذا “الفأر” من مجرد أداء للتجارب ليكون مدير مستشفى مثلاً أمر عبثي وجنوني.

هذا هو الحال في ميلان منذ عام 2014، حيث أصبح الفريق الإيطالي العريق حقلاً لفئران التجارب “أشباه المدربين”، وكان أحد الأسباب الرئيسية في دخول الروسونيري النفق المظلم الذي مازال بداخله.

ميلان أصبح فأر تجارب!

بعد رحيل المدرب ماسيميليانو أليجري عام 2014 عن ميلان الذي نجح بعد ذلك في التتويج مع يوفنتوس بأربعة ألقاب دوري إيطالي على التوالي، أصبح الروسونيري حقلاً للتجارب لأي مدرب جديد يرغب في بداية مسيرته التدريبية.

ظنًّ سيلفيو بيرلسكوني مالك ميلان السابق بأن الاعتماد على نجوم الروسونيري قد يكون سببًا في عودة الفريق لمكانته المعهودة، لذلك قام بتعيين الهولندي كلارنس سيدورف ليكون المدرب الجديد عام 2014.

ولكنه لم يستمر كثيرًا بعد خسارته 9 مباريات من أصل 22، ليأتي من بعده نجمًا آخر من الجيل الذهبي لميلان، وهو الهداف فيليبو إنزاجي في نفس الموسم.

إنزاجي استمر لمدة 40 مباراة، وخسر 13 مرة، وتعادل في مثلهم، وانتصر في 14، ليلاقي نفس مصير زميله السابق سيدورف ويتعرض للإقالة.

وبعدها في موسم 2015/2016 غيّرت إدارة النادي الاستراتيجية، وقامت بتعيين سينسينا ميهاليلوفيتش كمدرب للفريق، وفعلاً ظهر الروسونيري بشكل مختلف، ولكن اللاعبون الذين تواجدوا في الروسونيري في هذه الفترة لم يساعدوا المدرب على الظهور بشكلٍ جيد، ليتعرض للإقالة هو الآخر في نفس الموسم.

وجاء مونتيلا ليكون المدرب الجديد لميلان، واستمر معه موسم كامل -2016/2017، ونجح في التأهل للدوري الأوروبي.

ولكن هبط أداء الفريق في الموسم الماضي معه، ليتعرض للإقالة، ويعود ميلان لسياسية الاعتماد على لاعبيه السابقين، وهذه المرة مع جينارو جاتوزو.

والآن بعد تغيير الإدارة والتعاقد مع لاعبين مميزين، ظهر ميلان في أول لقاءاته هذا الموسم بشكل جيد أمام نابولي وكان متقدمًا بالنتيجة بثنائية نظيفة، ولكن بسبب قلة خبرة مدربه خسر اللقاء بثلاثة أهداف لهدفين.

رسالة إلى إدارة ميلان الجديدة

كما هو واضح في السابق فإن ميلان اعتمد على مدربين متوسطي المستوى لا يرتقون لفريق يرغب في العودة من جديد للساحة الأوروبية بكل قوة.

العودة من جديد للمنافسة يحتاج لأدوات، وإدارة ميلان الجديدة – صندوق إليوت – حقق ذلك بالرغم من مضايقات قانون اللعب المالي النظيف بالتعاقد مع لاعبين مميزين أمثال الأرجنتيني جونزالو هيجواين، واستقدام ليوناردو، والأسطورة باولو مالديني ليكونا ضمن الجهاز الإداري للفريق.

الجزء الأهم من سياسية التصليح هو استقدام مدرب كبير ليرتقي بمستوى اللاعبين الحاليين، ويعطيهم خبراته من أجل العودة من جديد.

إعطاء الفرصة لجاتوزو حتى لو كان مستواه جيد هو مضيعة للوقت، لأن ميلان يجب أن يشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل حتى يفلت من عقوبات قانون اللعب المالي النظيف.

على إدارة ميلان سرعة التفاوض مع أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي الإنجليزي السابق من أجل تولي مهام الفريق، فالروسونيري سئم من فئران التجارب، وحان وقت تصحيح المسار.

فيديو .. ملخص وأهداف مباراة نابولي وميلان 3-2 بالدوري الإيطالي