الحلقة السابقة :- الكالتشيو (1): تساؤلات تثير الجدل في ميلان

عاد فريق العاصمة الإيطالية روما الى القمة من جديد بعد عملٍ كبير قام به المدرب الفرنسي رودي جارسيا حيث قدم مستويات مميزة خلال الموسم المنقضي في اول عام له داخل ملعب الاوليمبيكو.

ولم يكتفي الفريق بالوصول الى مركز وصافة الكالتشيو فقد قدم اداءاً ملفتاً اظهر تطوراً واضحاً عن المواسم السابقة سواء في مركز حراسة المرمى الذي تلقى 25 هدفاً فقط في ظل وقوف مورجان دي سانتيس بين خشباته الثلاث والدفاع الذي يمتلك مهدي بن عطية الى جانب خط الوسط المنظم والحيوي بتواجد الثلاثي بيانيتش ودي روسي وستروتمان والهجوم بقيادة السريع والمهاري جيرفينو والقائد فرانشيسكو توتي والشاب ديسترو.

ومع نهاية الموسم بدأت الادارة بالتفكير باللقب، في ظل الفارق البسيط بينهم وبين المتوج بالبطولة يوفنتوس الذي خسر ثلاثة ارباع قوته برحيل المدرب انطونيو كونتي، حيث تعاقد مع عدة لاعبين على رأسهم خوان مانويل ايتوروبي واشلي كول وسيدو كيتا واستوري واوربي ايمانويلسون.

ولكن رغم القيام بعمل كبير في سوق انتقالات وتعزيز الصفوف بعدد كبير من اللاعبين يلاحظ على النادي العديد من الايجابيات ويواجهها سلبيات اخرى، سنقوم بعرضها من خلال هذا التقرير:

* الايجابيات :

1- الاحتفاظ بركائز الفريق
بعد الموسم الرائع الذي قدمه الفريق العاصمي بدأت الاندية الاوروبية الكبيرة بإظهار رغبة مُلِحة بالتعاقد مع النجوم الذين كانوا احد اسباب هذا النجاح على رأسهم قلب الدفاع مهدي بن عطية وميزان خط الوسط كيفن ستروتمان الى جانب صانع الالعاب المميز ميراليم بيانيتش.

لكن ادارة الجيلاروسي رفضت تلك العروض التي انهالت على لاعبيها واصرت على الابقاء عليهم والمواصلة في المشروع الذي بدأ به رودي جارسيا خلال الموسم الماضي واستكماله بالفوز بالاسكوديتو والعودة بقوة الى مسابقة دوري ابطال اوروبا خلال الموسم الجديد.

2- تطور مستوى الادارة
تعتبر ادارة روما بقيادة المدير الرياضي والتر ساباتيني من بين الافضل في إيطاليا ان لم تكن افضلها خلال الفترة الحالية، حيث اظهر الرجل الايطالي مستوى مميزاً بإنهاء الصفقات رغم الصراع الكبير الذي يواجهه مع ميلان بقيادة الثعلب ادريانو جالياني ويوفنتوس ومديره الرياضي بيبي ماروتا وبدرجة أقل لاتسيو ونابولي وانتر ميلان.

وظهر ذلك التميز بالنسبة لسابتيني خلال الميركاتو الشتوي الماضي عندما تعاقد مع لاعب الوسط البلجيكي رادا نيانجولان وخلال الصيف الحالي مع الارجنتيني خوان ايتوروبي حيث امتد الصراع على الأخير بين الروسونيري والبيانكونيري لمدة شهر كامل قبل أن يأتي سابتيني ويحسم الصفقة في يوم واحد.

3- التدعيم في كافة المراكز

قام روما بتعزيز صفوفه بالعديد من اللاعبين في كافة المراكز حيث دعم الدفاع باستوري واشلي كول والوسط بايمانويلسون وسيدو كيتا والتركي اوكان والهجوم بايتوروبي.

وحتى الآن يبدو ان النادي لن يتوقف عن ذلك العمل حيث يرتبط بالعديد من الأسماء كمروان فيلايني وصامويل ايتو واخرين.

* السلبيات:

1- صفقات تواجه انتقادات في إيطاليا

قام النادي الإيطالي بالعديد من التعاقدات خلال الصيف الحالي ومن بين هذه الصفقات ضم الثلاثي سيدو كيتا وكول وايمانويلسون.

لكن عندما نتحدث عن تغيير بعقلية روما عن بقية الأندية التي تتبع سياسات فاشلة بالتعاقدات، نرى ان الجيلاروسي لا يتعلم من ذلك الفشل، فالتوقيع مع كبار السن مثل كيتا وكول يعتبر تراجعاً للخلف بخطوات الى جانب ايمانويلسون المجاني بعد نهاية عقده مع ميلان حيث يعتبر لاعباً عادياً وكان ثغرة واضحة في صفوف الديافولو.

2- مغامرة كبيرة في ظل الازمة الاقتصادية

قام نادي روما بهزيمة كبار الاندية الإيطالية على رأسهم ميلان ويوفنتوس والاوروبية كموناكو واتلتيكو مدريد بصفقة التعاقد مع الموهوب الشاب خوان ايتوروبي الذي حسمها مقابل 30 مليون يورو.

لكن ادارة الجيلاروسي لم تحسب للمستقبل في حال فشل ايتوروبي الذي سيقل سعره بشكلٍ كبير اذا واجه هذا المصير مما يعرض النادي لاضرار مالية كبير في ظل الازمة الاقتصادية الكبيرة في ايطاليا والذي بدأ بالابتعاد عنها رويداً رويداً.

حيث كان على الادارة البحث عن مواهب قد تكون اقل قدرات فنية او مساوية لها لكنها لا تزيد عن 12-15 مليون يورو مما يجعل معدل الخسارة يكون اقل في حال فشل الصفقة كي لا يؤثر على خزينة النادي في المستقبل بدلاً من المغامرة بلاعب صغير بالسن ولم يظهر سوى في موسم واحد ولم يواجه الضغط الاعلامي الكبير في الفريق الصغير هيلاس فيرونا.

3- ايجابية الابقاء على ركائز الفريق قد تكون سلبية ايضاً

قام روما بالحفاظ على ركائزه كما ذكرنا سابقاً في فقرة الايجابيات مثل بن عطية وستروتمان وبيانيتش، لكن هذه الايجابية قد تصبح سلبية في حال لم يطور اللاعبين من انفسهم او كشف طريقة ايقاف خطة المدرب جارسيا.

لقد وصل سعر هذا الثلاثي خلال الصيف الحالي الى 100 مليون يورو والادارة رفضت البيع، لكن التخلي عنهم ايضاً كان سيدر اموالاً كثيرة في الخزينة لتعزيز صفوفه، وكان امام النادي حل مناسب ببيع احدهم ليدعم الخزينة بعد ابرام العديد من الصفقات كما حدث في الموسم الماضي مع ماركينيوس وإيريك لاميلا الذان غادرا النادي مقابل 70 مليون يورو ولم يؤثر غيابها بل زادت قوة الفريق بالصفقات التي عوضتها.

** لكن في نهاية الأمر رغم تواجد سلبيات على إدارة روما العمل التي قامت بها خطوة كبيرة للخروج من الظل الذي تعيش فيه الأندية الإيطالية بإستثناء يوفنتوس في ظل الأزمة الإقتصادية التي تمر بها بلاد البيتزا، والإيجابيات التي قامت بها تعتبر رائعة.

تابع صفحة الموقع والكاتب على الفيسبوك :