لوسيانو سباليتي

العقلية الانهزامية، التراخي، اللا مبالاة، وعدم التحلي بالمسؤولية، هي أخطر المشاكل التي تؤرق المدرب لوسيانو سباليتي في إنتر ميلان وتهدد موسمه بشكل كامل، الإنتر يعاني من مشكلة في عقلية وشخصية الفريق التي أصبحت كسولة وانهزامية مع مرور السنوات مهما تغير من مدربين.

من يدقق بتشكيلة إنتر ميلان في المواسم الماضية، والموسم الماضي بالتحديد، سيعي بأن الفريق يملك جودة لا بأس بها، على الأقل هو يملك فريق قادر على منافسة روما ونابولي على البطاقات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، طبعاً لم يحدث ذلك بل حل الفريق في المركز السابع في نهاية الموسم.

انهيار إنتر ميلان خلال الموسم يتعلق بالدرجة الأساسية بالعقلية الانهزامية للفريق التي تتلاشى لبعض الوقت، ثم تنفجر في وجه المدرب، بيولي على سبيل المثال بدأ مشواره مع النيراتزوري بشكل جيد، لكن بعد عدة أسابيع “عادت حليمة لعادتها القديمة” ليبدأ اللاعبون مرحلة اللا مبالاة والكسل، وينهار بسبب ذلك كل شيء وتتراجع النتائج بشكل غير مفهوم.

جماهير إنتر ميلان أكثر من سلطت الضوء على هذه المسألة، حيث رفعت لافتات في مدرجات جوزيبي مياتزا في عدة مباريات خلال الموسم الماضي تحت عنوان “نريد رجالاً يقاتلون من أجل الشعار” ، لافتات وشعارات وأغاني رددتها الجماهير في المواسم التي سبقت ذلك أيضاً.

المدرب لوسيانو سباليتي من الواضح أنه يعي المشكلة، حيث صرح قبل يومين بعد الفوز ودياً على تشيلسي بالقول “لا أفهم لماذا نتراجع ونستسلم في آخر نصف ساعة ونسمح للمنافس بالعودة. لا أفهم لماذا نفقد تركيزنا حينما نريد السيطرة على وسط الملعب” تصريحات توضح أن هناك خلل حقيقي في عقلية الفريق.

لوسيانو سباليتي

سباليتي أكد بأن الفريق يقدم العمل المطلوب ويظهر الروح القتالية لمدة 60 دقيقة فقط، وفي الحقيقة هو ربما يكون محظوظ بهذا الوقت الذي يقاتل خلاله اللاعبون لأن في العديد من مباريات الموسم الماضي لم نشاهد أي روح أو رغبة في تحقيق الانتصار على مدار التسعين دقيقة في بعض المباريات.

لكن تصريحات سباليتي تؤكد أنه يعي المشكلة ويريد أن يضع حداً لها قبل انطلاق الموسم، مسألة أن ينتقد مدرب فريقه بشدة بعد لقاء ودي وهامشي لن تكون محببة للاعبين وغير مفهومة لوسائل الإعلام، لكن في حالة إنتر ميلان بالتحديد فالماضي هو مبرر واضح لطريقة عمل لوسيانو.

طبعاً لا نستطيع لوم لاعبي إنتر ميلان على درجة اللا مبالاة والعشوائية التي وصلوا لها فهي ناجمة بالأساس من التخبط الإداري وغياب الخطة الواضحة للتدرج بالنتائج نحو القمة، أزمة تفاقمت بشكل كبير حينما أقيل روبيرتو مانشيني من منصبه قبل انطلاق الموسم بأيام قليلة وعين فرانك دي بور في مكانه، ليفقد الفريق بوصلته وتركيزه تماماً مع الجولة الأولى من الدوري الإيطالي، وحينها انتهى الموسم قبل أن يبدأ.

سباليتي يريد تجنب ما حصل مع دي بور في الجولات الأولى من الموسم الماضي وينوي قطع شوط طويل في القضاء على مشكلة العقلية منذ الصيف، لكن ليس شرطاً أن ينجح في مسعاه خصوصاً أنه لم يقم بعمل تغييرات على صعيد التشكيلة الأساسية وفي العامود الفقري للفريق وهو ما يكون ضروري في بعض الأحيان حينما تواجه الفريق مشكلة من هذا النوع.

سباليتي في وضع ومنصب لا يحسد عليه بتاتاً لكنه عودنا منذ تواجده في روما على تميزه في تخطي الصعاب وامتلاك القدرة للسيطرة على أجواء غرف خلع الملابس، لذلك تضع جماهير إنتر ميلان كل آمالها عليه للخروج من عنق الزجاجة.