الوضع لا يعجب أي مشجع لبايرن ميونخ، عدد النقاط في الدوري أقل بما يقارب 25% من متوسط حصد نقاط جوارديولا في البوندسليجا خلال مواسمه الثلاثة في نفس الفترة، كما أنه احتل المركز الثاني في مجموعة الأبطال لأول مرة منذ موسم 2009-2010 عندما احتل بايرن ميونخ المركز الثاني خلف بوردو الفرنسي.

ماذا يحدث مع أنشيلوتي؟ وهل يجب التفاؤل به أم لا؟ .. هذا ما سيتم مناقشته فيما يلي ببعض الأفكار المهمة.

أين الأفراد؟

فارق 3 نقاط مع لايبزج في صراع الدوري يجب ألا يقلق أحداً، فالمنطق يقول إن فريق ريد بول سيسقط في بعض المباريات، صحيح أنه يقدم كرة قدم ممتازة ويملك لاعبين مميزين، لكن غياب أسماء أساسية مثل سبيتزر وكيتا وفيرنر وفورسبيرج وأوربان لأي سبب كان لاحقاً، سيكون له الأثر المباشر على المستوى والتوازن.

ما يجب أن يقلق جمهور بايرن ميونخ بشأنه الآن هو مستوى نجومه أكثر من قلقه من المنافسين، فديفيد الابا أقل حماساً وعطاءً رغم صناعته 3 أهداف في الدوري، وثنائية هاملز وبواتينج لا تؤدي كما تفعل مع منتخب المانيا، واختفاء مولر متواصل، والشباب ريناتو سانشيز وكومان يعانيان حتى قبل إصابة الأخير، ودوجلاس كوستا الرائع الموسم الماضي بات عادياً خجولاً.

هذا هو أخطر شيء أراه على تشكيلة بايرن ميونخ الحالية، فهناك ثقة عامة بخبرة أنشيلوتي عندما يتم منحه الوقت، وهو بحاجة لأسلحة كي يحارب فيها، ويبدو أنه يفتقدها لسبب أو لآخر، لكن هناك قاعدة تقول “انخفاض مستوى لاعب واحد هي مسؤوليته، انخفاض مستوى عدة لاعبين هي مسؤولية الدرب”.

البحث عن ريناتو ما زا ل مستمرا

البحث عن ريناتو ما زا ل مستمرا

الرقم المرعب .. شيء من بدايات مدريد!
منذ 22-10-2016 ، لم يحافظ بايرن ميونخ على نظافة شباكه في 7 مباريات خاضها، بل إنه في أخر 12 مباراة لعبها حافظ على شباكه مرة واحدة.

هذا شيء يذكرنا بما حصل مع كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد، فعندما جاء الفوز الغريب على إشبيلية بنتيجة “7-3″، أيقن الجميع أن هناك مشكلة واضحة في الدفاع قبل أن تكون في الهجوم أو حتى بالشكل الفني.

خرج بعدها كارلو أنشيلوتي وتحدث عن أن الفريق يفتقر للتوازن، وأن عليه العمل على تحسين الأمور، وهو ما حصل بالفعل وانتهى بثنائية الأبطال والكأس، مع إدراك عام بأنه لولا الإصابات لكان موسم الثلاثية.

يملك أنشيلوتي حالياً نخبة من اللاعبين الدفاعيين في خط الوسط والدفاع، والاحصائيات سيئة جداً، وهي مسؤوليته المطلقة، والنجاح في الموسم يبدأ من حل المشكلة الدفاعية، وبالتالي عليه أن يركز على الدفاع في الوقت الحالي حتى يفوز في المباريات، لأن بايرن ميونخ ليس بحاجة لمدرب كي يسجل، لكنه بحاجة لمدرب كي يمنع خصومه من تسجيل الأهداف.

من المفترض أن يكون الأداء بينهما أفضل

من المفترض أن يكون الأداء بينهما أفضل

الاعتماد على 4-3-3 وتشابي الونسو
من القضايا التي تحير جماهير بايرن ميونخ حالياً شكل الفريق والاعتماد على تشابي ألونسو.

الصحف الألمانية وصفت المايسترو الإسباني بالمنتهي، والذي لا يصلح لكرة القدم كلاعب أساسي الآن بسبب تقدم عمره.

أما 4-3-3 ،فيعتقد كثيرون أنها دخيلة على فلسفة بايرن ميونخ وتمنع بعض اللاعبين مثل توماس مولر وفيدال من إظهار أفضل ما لديهم.

هناك قناعة بأن 4-2-3-1 بجعل مولر خلف المهاجم، وخلق ثنائية أكثر حيوية بين كميتش وفيدال، أو كميتش وريناتو سانشيز في العمق، ستفيد الفريق كثيراً، وتجعله أفضل انتشاراً وأكثر توازناً.

الفريق حالياً لديه اعتماد واضح على الأطراف، والعمق بات أقل أهمية، وقد يكون تغيير الشكل هو الأفضل.

القوة الأساسية التي يملكها أنشيلوتي في بايرن ميونخ
يختلف الوضع كثيراً لأنشيلوتي عما كان عليه الحال في ريال مدريد أو سان جيرمان أو تشلسي.

في ريال مدريد، كانت الدنيا تقوم ولا تقعد مع أول تعادل، وتبدأ الصحف تتحدث عن رحيله وقدوم مدرب جديد بدلاً منه.

وفي سان جيرمان، يقول أنشيلوتي أنه عانى مع إدارته بعدم صبرها، وأنها كانت تغضب كثيراً لو خسر نقطة رغم عدم أهمية الموقف، وأنهم هددوه بالإقالة لو تعادل في دوري الأبطال أو خسر علماً أنه كان قد ضمن صدارة المجموعة.

في تشلسي واجه عدة ضغوط مستمرة، ضغط من أبراموفيتش المستعجل على الأبطال آنذاك، وضغط إعلام إنجليزي، وضغط منافسة شديدة.

في بايرن ميونخ الوضع مختلف، إدارة حكيمة هادئة لا تضغط قبل أن ترى أن الأمور فعلاً تسير إلى خطأ، وجمهور يثق بفريقه ولا يستعجل الثورات، وإعلام يحترم بايرن ميونخ كثيراً بل يخشاه بعض الأحيان، وليس في إعلامهم معارك من تحت الطاولة كالتي كانت في ريال مدريد.

هذه الميزة تعطي بايرن ميونخ الوقت مع أنشيلوتي، وتجعل كارلو هادئاً حتى الآن.

عودة أولي هوينيس تعد نقطة مكسب كبيرة لبايرن وأنشيلوتي

عودة أولي هوينيس تعد نقطة مكسب كبيرة لبايرن وأنشيلوتي

ما بعد جوارديولا فرق كبير ..
تحدثت قبل فترة مع زملاء عاشقين لبايرن ميونخ، كلاهما لديه نفس المشكلة مع أنشيلوتي، لا يشعران بثورته لو تأخر الفريق بالنتيجة، لا يشعران بوجود أفكار مجنونة تغير الخطة أو التمركز.

هناك فرق كبير بين المدربين، أحدهما يغير كل شيء من أجل الإتيان بالنتيجة، وآخر يحاول الاعتماد على تغيير بسيط، ليس أي من النهجين صحيح، فكلاهما صحيح ما دامت النتائج صحيحة.

كريستانو رونالدو مثلاً أشاد بأن أنشيلوتي يغير الأمور بلمسة واحدة من دون تغيير مهام اللاعبين الآخرين، في حين تعتبر مباريات جوارديولا مع بايرن ميونخ ضد اليوفي وأتلتيكو في الأليانز أرينا أمثلة على الاختراع المذهل للأفكار خلال اللعبة، لدرجة جعلت سيميوني يقول “هذه أصعب مباراة في حياتي”.

بكلمات أخرى؛ لكل أسلوب مؤيديه، لكن جمهور بايرن يعيش حالة من الاختلاف المفاجىء بين موسمين.

المعسكر الشتوي
الظروف بالتأكيد غير جيدة في بايرن ميونخ، لا النقاط ولا الأداء الفردي أو الجماعي والاحصائيات تسعد الجماهير.

توفر عنصر الوقت أمر مهم لأنشيلوتي وقد يساعده على قلب الظروف، كما أن وجود عطلة شتوية طويلة مع معسكر خاص بالفريق، قد تساعده على علاج العيوب التي بالتأكيد يدركها من باب خبرته.

ما بعد المعسكر الشتوي سيكون مؤشراً مهما لما ستؤول إليه الأمور، لو رأينا نفس الأداء يتكرر فإنه من الطبيعي توقع أن الأمور لن تنتهي على خير، لكن لو رأينا الأفراد يستعيدون عافيتهم والفريق يأخذ شكلاً أفضل دفاعياً وهجومياً، عندها يجب الحذر كل الحذر، من بايرن ميونخ.

حتى موعد العطلة الشتوية، يجب أن يحرص أنشيلوتي على البقاء قرب قمة الدوري من دون جعل الفارق كبيراً، وأن يتذكر جيداً بأن بطولة الدوري مهمة للغاية لمشروع بايرن ميونخ الرياضي والاقتصادي.