مبابي وديمبيلي

من تابع مباراة فرنسا وانجلترا الودية قد يكون منبهر بأداء كيليان مبابي أو طرد رافائيل فاران الذي أثار انتقاد الجميع أو تسجيل كلاً من أومتيتي و سيديبي هدفين أو تكتيك ساوثجيت الذي لم يكن مقنع

لكن أكثر شيء لفت نظري صراحة وتابعته عن كثب هو الجناح المتحرك عثمان ديمبيلي الذي قدم مباراة إستثنائية في رأيي واعتبره واحد من أفضل لاعبي هذه القمة الودية.

عثمان ديمبيلي صراحة أذهلني فقد حاول فعل كل شيء في المباراة في المواجهات الفردية كمراوغة وسرعة تفوق بشكل كاسح على الدفاع الإنجليزي سجل هدف وحاول تسجيل أكثر من ذلك لكن عابه الدقة في إنهاء الهجمة.

ديمبيلي تكتيكياً يتواجد في مركز الجناح الأيسر ولديه المهارة الفردية التي تجعله يستطيع مراوغة أكثر من لاعب ببراعة والتسجيل كما يتميز بالتمركز الذكي خلف المدافعين وسرعة الانطلاق من الثبات والتي تجعله لاعب لا تستطيع إيقافه لأنه يمتلك عنصري السرعة والمهارة.

لا أستطيع إنكار عملية إنتقاله من ستاد رين إلى بوروسيا دورتموند طوره كثيراً فنياً باللعب في مستوى أكبر ودوري أكبر والتأقلم مع فريق أكثر جماعية وأكثر تنظيم بدون الاعتماد على مهارة لاعب أو سياسة النجم الأوحد.

ديمبيلي في دورتموند

ديمبيلي في دورتموند

عندما تمنح لاعب شاب(20 عام) عنصري السرعة والمهارة فمن البديهي أنه سيكون قادر على اختراق الدفاعات بسهولة وهذا ما يتقنه جيداً ديمبيلي فهو قادر على تجاوز الجميع والتسجيل أو صناعة الأهداف.

يُجيد اللعب بقدميه الاثتين بنفس القوة والفاعلية وهذه نقطة لا تراها كثيراً في لاعبي الأطراف في هذ السن الصغير وبالتالي هو قادر على اللعب مع برشلونة على سبيل المثال لأن تواجده في الجناح الأيمن أو الأيسر سيكون مضمون وبالتالي لن يقلق الفريق الكتالوني من غياب ميسي أو نيمار أو مع فكرة منح ميسي دور صناعة اللعب خلف المهاجمين.

النقطة الوحيدة التي لم تتطور بعد بنسبة 100% في ديمبيلي هى رغبته في اتخاذ القرار بمفرده مثلما يحاول نيمار في بعض الأحيان لعب دور البطولة بفردية ومحاولة مراوغة أكثر من لاعب من أجل تسجيل الهدف وهذه نقطة قد تنجح مرة من اصل 10 محاولات ولكنها تهدر 9 محاولات وفرص للتسجيل.

قد يكون مبابي هو حديث الجميع حالياً وأنه قدم موسم استثنائي مع موناكو لكن عثمان ديمبيلي لاعب استثنائي أيضاً وعلى الجميع متابعة ما يقدمه من إبداع خاص في الملعب لأنه قادر على أن يكون الأفضل في مركزه يوماً ما.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك