واصل بايرن ميونخ تحقيق الانتصارات تحت قيادة المدرب القدير يوب هاينكس الذي استلم دفة القيادة خلفاً للمقال كارلو أنشيلوتي، وذلك بالفوز على الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم على ملعب سيجنال إيدون بارك.
هاينكس واصل الاعتماد على خطة 4-3-3 التي حصدت له نتائج طيبة في المباريات الأخيرة، لكنه استمر أيضاً في تغيير التشكيل، حيث اعتمد على ثلاثية روبن، ليفاندوفسكي وكومان في الخط الأمامي وخلفهم خاميس رودريحيز كصانع ألعاب، وهو ما اعتبره البعض مغامرة كونه يواجه فريق قوي وعلى ملعب صعب للغاية، في المقابل دفع بيتر بوس بأفضل تشكيلة ممكنة والتي اتسمت بطابق هجومي أيضاً.
هاينكس أعاد اكتشاف مارتينيز
منذ فترة طويلة لم يعتمد بايرن ميونخ على لاعب ارتكاز صريح في وسط الملعب، لكن هاينكس قرر تغير الأوضاع وأعاد مارتينيز لموقعه الأصلي كلاعب محور، وهو ما أتاح حرية كبيرة لتياجو ألكنتارا بالتحرك والتقدم إلى الأمام، وأزال عبئ كبير عن خاميس رودريجيز في التغطية الدفاعية في ظل اللياقة المنخفضة التي يعاني منها النجم الكولومبي.
مارتينيز أصبح نقطة قوة في تشكيلة بايرن ميونخ ولاعب رئيسي في خطط هاينكس الهجومية بعد أن كان لاعباً منسياً في الموسم الماضي، كما لاحظنا أن نجم أتلتيك بيلباو السابق استفاد كثيراً من الفترة التي قضاها مع جوسيب جوارديولا في عملية التمريرة وتدوير الكرة في وسط الملعب، رغم أن وظيفته الرئيسية هي تغطية المساحات على زملائه وقطع الكرات من الخصم.
النتيجة خادعة .. دفاعياً
صحيح أن بايرن ميونخ خلق فرص عديدة كانت ستمنحه نتيجة ساحقة لولا رعونة روبرت ليفاندوفسكي في التعامل معهما، لكن في الوقت ذاته تهدد مرماه في العديد من المناسبات، حتى أن الإحصائيات تظهر تفوق دورتموند في إجمالي التسديدات على المرمى بواقع 15 مقابل 11 لبايرن ميونخ.
المشكلة التي عانى منها بايرن ميونخ كانت في محور الدفاع، حيث لم يظهر الثنائي ماتس هاملز وشول انسجام عالي وكان هناك تخبط بتحركاتهما في الهجمات المرتدة لبوروسيا دورتموند، كذلك يجب أن لا ننسى عدم المساندة الدفاعية من خاميس وثلاثي خط الهجوم رغم أنها تحسنت في الشوط الثاني.
ما لا يفهمه بيتر بوس
لو أردنا تقييم الكرة التي يقدمها بوروسيا دورتموند سنعطيها درجة عالية جداً من حيث جمالية الأداء واللمحات التكتيكية في العملية الهجومية، وما يعاب عليه فقط هو إهدار المهاجمين فرص سهلة للغاية، وهذا لا ينطبق على مباراة اليوم فقط.
لكن هذا التقييم سيتخلف بشكل كبير لو ركزنا على عاملي التوازن والانضباط، فلا يعقل أن يحصل لاعب مثل آرين روبن على مساحات شاسعة في كل كرة تصل إليه، كذلك من السخافة المهجوم بالظهيرين معاً وأنت تواجه خصم قوي كبايرن ميونخ يملك أسلحة فتاكة في عملية الارتداد.
إن أراد بيتر بوس الحفاظ على منصبه واستعادة سكة الانتصارات فعليه أن يكون أكثر واقعية، أو على الأقل أن يخلق فريق قادر على الهجوم لمدة 90 دقيقة بدون تراخي لكي يشغل الخصم بالدفاع عن مرماه.
