ليفاندوفسكي و أنشيلوتي

من الواضح أن حالة التذمر من نتائج بايرن ميونخ لا تشمل وسائل الإعلام والجماهير فقط، اللاعبون يشكلون جزء هام وكبير من عملية التذمر التي تحولت إلى علنية بعد الخسارة الأولى في الموسم للفريق أمام هوفنهايم بهدفين دون رد.

البايرن أتى من صيف صعب وُضِعَ خلاله المدرب كارلو أنشيلوتي ولاعبوه تحت الضغط منذ المباريات الودية، تلقي هزائم قاسية من أندية مثل ميلان وليفربول ألقى بظلاله على معنويات الفريق وزرع حالة الشك به في أنفس الجماهير ووسائل الإعلام، كل ذلك قبل أن يخوضوا أول مباراة للموسم !

الأزمة تفاقمت بعد تصريحات توماس مولر الأخيرة التي عبر فيها عن استيائه من المدرب كارلو أنشيلوتي بل وانتقده بشكل واضح على إبقائه خارج التشكيلة الأساسية، فيما ذهب روبرت ليفاندوفسكي لانتقاد إدارة النادي موضحاً أن سياستهم في السوق لا تخدم الفريق.

هذه التصريحات نستطيع اعتبارها كالزيت، بل البنزين، الذي يسكب فوق نار ضعيفة ليجعل لهيبها يتأجج، وربما يصبح صعب السيطرة عليه ليحرق كل من حوله.

توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي

توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي

كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي للنادي لم يصمت، بل رد فوراً بعد ساعات قليلة على تصريحات اللاعبين، سخر من ليفاندوفسكي بشكل غير مباشر وذكره بالأموال التي يحصل عليها من النادي ثم هدده، كما هدد مولر علناً بأنه لا يسمح له بانتقاد المدرب مهما كانت الظروف.

تحرك رومينيجه سريعاً للتعامل مع اللاعبين المتمردين (مولر وليفاندوفسكي) مطلوب ومرحب به، بل ينم عن قوة شخصية لدى إدارة النادي، لكن السؤال الذي يطرح هنا، هل كان يجب أن يتحول التحرك الإداري اتجاه اللاعبين إلى تصريحات علنية أيضاً؟

معاقبة اللاعبين، أو توبيخهما، أو إرسال تحذيرات لهما بعدم تكرار مثل هكذا تصريحات، أو أي اجراء آخر تراه الإدارة مناسباً، كان يجب أن يبقى طي الكتمان وخلف الأبواب المغلقة، وحتى لو تم تسريبه لوسائل الإعلام يتم نفيه من قبل المسؤولين، لكن رومينيجه فعل العكس تماماً، فهو ذهب بنفسه لوسائل الإعلام وأطلق تصريحات هجومية على كلا المهاجمين.

المعادلة بسيطة جداً وليست بحاجة لذكاء، إن كانت الأجواء متوترة جداً أو هناك حالة تمرد من اللاعبين فيجب أن يتم ضبطها لإعادة الفريق إلى الهدوء والاستقرار، كلا العاملين (الهدوء والاستقرار) لا يمكن أن يأتي عبر تصريحات علنية، بل الأمر سيزداد سوءاً بكل تأكيد.

رومينيجه و أنشيلوتي

رومينيجه و أنشيلوتي

إن أخطأ لاعب أو لاعبين فمن الأولى على الإدارة معالجة ذلك، وليس التعامل مع الخطأ بخطأ أكبر، وبمعنى أصح، إن كان اللاعبين غير مسموح لهم انتقاد المدرب أو المسؤولين بشكل علني، فالمسألة مناطة أيضاً بالإدارة فهم غير مسموح لهم بتعريض أي من اللاعبين للانتقاد أو السخرية بشكل علني أمام وسائل الإعلام.

انتقاد شخص بعينه، ولاعب محدد، من المحرمات وربما يؤدي إلى انفجار لا يحمد عقباه خصوصاً إن كان اللاعب له وزنه وثقله بتشكيلة الفريق.

تراشق التصريحات الهجومية لا يخدم بايرن ميونخ في بداية الموسم، والتوتر المبالغ به مستهجن ما دام الفريق ينافس على جميع الألقاب، وحينما كنا ننتظر تصرف حكيم من الإدارة لمعالجة الموقف خرج لنا رومينيجه بهكذا تصريحات !

إلى أين أيها البافاري؟!