تشابي ألونسو يودع الملاعب .. نجم ناجح مزج مركزين في لاعب واحد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تشابي ألونسو

    قليلون جداً هم اللاعبين الذين أجادوا دور لاعب الارتكاز وضابط الإيقاع سوياً ليمزجوهم في مركز واحد، بل أن كل من أجاد هذين الدورين سوياً بقي عالقاً في الأذهان لفترة طويلة جداً، ولا شك بأن تشابي ألونسو أحد العظماء الذين برعوا في ذلك.

    لذلك يعد إعلان تشابي ألونسو اعتزاله لعب كرة القدم بمثابة الخبر الحزين والصادم للساحرة المستديرة، حاله كحال اللاعبين البارزين في عالم كرة القدم الأوروبية مؤخراً، النجم الإسباني قدم للعبة الكثير وأبهر العشاق بمستواه الرفيع ودقة تمريراته المثالية، بل وتسديداته العابرة للقارات في مرحلة ما من مسيرته.

    ألونسو شغل في معظم فترات مسيرته دور لاعب الارتكاز الدفاعي، لكن ليس بطريقة نجولو كانتي ولا كلود ماكليلي أو تياجو موتا وكاسيميرو، فهو كان أقرب لضابط الإيقاع ومهندس الفريق في وسط الملعب، ليكون نقطة أساسية لبناء هجمات الفريق والتفكير في حلول لفك شيفرة المنافسين، وليس مجرد حاجز لتكسير هجمات الخصم ثم نقطة وصل بين الدفاع ولاعبي خط الوسط الهجومي بتمريرات قصيرة ويسيرة.

    ألونسو ظاهرة جيله لأنه امتلك القدرة على تقديم واجب دفاعي جيد جداً مقارنة بضابطي الإيقاع الآخرين في وسط الملعب، كما كان قادراً على التفكير والإبداع في الملعب بشكل يفوق لاعبي الارتكاز الدفاعيين، مما جعله يجمع بين دور لاعبين في لاعب واحد.

    وربما يكون ألونسو ليس لاعب ارتكاز دفاعي مثالي مثل كانتي، وليس ضابط إيقاع يصل لحرفية بيرلو وتشافي، لكن جمعه بين المواصفات المختلفة جعله مفيداً لجميع المدربين وعنصراً وركيزة أساسية في كل فريق لعب فيه.

    الرائع في ألونسو تمثل في تكيفه مع أكثر من أسلوب، فحينما لعب في ريال مدريد مثل نقطة ارتكاز لبناء هجمات الفريق وتنظيم وسط الملعب والسيطرة عليه دفاعياً، بالإضافة إلى أنه كان نقطة ارتكاز لأداء الهجمات المرتدة، وفي ظل تكيفه مع أسلوب لعب جوزيه مورينيو بامتياز كان مستغرباً أن ينجح في ذات الوقت في أداء دور محوري كجزء من منظومة التيكي تاكا سواء في منتخب إسبانيا أو بايرن ميونخ مع بيب جوارديولا، لا ننسى أنه تكيف أيضاً مع الفكر الواقعي لرافييل بينيتيز في ليفربول.

     كل مدرب كان يرى في ألونسو اللاعب القادر على تنفيذ أفكاره بحرفية تامة في وسط الملعب، سواء كانت أفكار دفاعية أو هجومية، مما جعله لاعب زئبقي يتحرك بمرونة بين الفلسفات المختلفة دون أن يفقد ميزاته الأساسية.

    نجاح ألونسو لم يتمثل في اعتماد مدربين عظماء مثل مورينيو، جوارديولا، بينيتيز، وديل بوسكي عليه فحسب، بل شمل أيضاً قيادته للفرق التي لعب فيها لتحقيق العديد من الألقاب باعتباره أحد أعمدتها الرئيسية، لا ننسى أنه كان من عناصر النجاح الرئيسية في تحقيق ليفربول لقب دوري أبطال أوروبا موسم 04\2005 في فترة لم يكن خلالها الريدز يملك فريق متكامل في جميع الخطوط، لكنه امتلك ألونسو وجيرارد وواقعية وتكتيك رافا بالإضافة لقتالية كاراجر ودوديك.

    اللعبة ستخسر كثيراً برحيل ألونسو عنها الصيف المقبل، وسنذكره دائماً باللاعب الأنيق والمقاتل.