تشيلسي .. أسلوب اللعب الذي يخشاه جوارديولا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مواجهة متصدر ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ضد وصيفه الذي يبعد عنه بفارق نقطة واحدة فقط تكون دائماً إحدى أقوى وأفضل وأكثر المباريات متعة خلال الموسم، فكيف إن كانت هذه المواجهة تجمع مدربين عبقريين في ابتكاراتهم وتخطيطهم، الأول إيطالي العقلية والآخر يملك فلسفة هجومية استثنائية، إنها مواجهة أنطونيو كونتي ضد بيب جوارديولا.

    صحيفة ديلي ميرور البريطانية صباح اليوم وضحت في إحدى تقاريرها بأن جوارديولا يهاب تشيلسي في الموسم الحالي، ويعتبره خطر حقيقي وكبير على طموحه في تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي الحقيقة كلام الصحيفة منطقي تماماً في ظل تقديم البلوز أداء مثالي في الجولات الأخيرة.

    لكن قلق جوارديولا من الموسم ككل في كفة وقلقه من مواجهة كتيبة كونتي في كفة أخرى، المدرب الإسباني يعلم جيداً أن أسلوب لعب تشيلسي يرميه في مقتل، فهو الأسلوب الذي واجه بيب مشاكل معه في معظم فترات مسيرته.

    من تابع مواجهة توتنهام وسيلتك استوعب حجم المعاناة التي خلقها كلا الفريقين لكتيبة جوارديولا عبر الضغط العالي والتضحية البدنية والقتال على كل كرة، وفي ظل ضعف إمكانات لاعبي خط وسط مانشستر سيتي مقارنة بإمكانات برشلونة وبايرن ميونخ (فرق بيب السابقة) وجد الفيلسوف نفسه في وضعية حرجة وغير قادر على تطبيق فلسفته في حيازة الكرة وصنع مثلثات في تناقلها والتدرج بها لملعب الخصم.

    أنطونيو كونتي وبيب جوارديولا

    أنطونيو كونتي وبيب جوارديولا

    المشكلة الآن أن تشيلسي أكثر قوة بدنية من السبيرز وسيلتك، فرغم امتلاكه المهارة إلا أنه يملك عناصر مستعدة للتضحية حتى آخر قطرة عرق في جسدها مثل كانتي، موسيس، ماتيتش، ماركوس ألونسو، وحتى دييجو كوستا  الذي يعد ثقيل الحركة لكنه مقاتل في ذات الوقت، وفوق عامل القوة والرغبة في القتال تبرز ميزة الذكاء في افتكاك الكرة بدون أخطاء.

    وربما نقول أن بيب بارع أيضاً في استنزاف طاقات الخصم، وبارع في رفع سرعة اللعب حينما يريد ذلك من فريقه، وحينما يترافق العاملين مع بعضهما سوياً أمام الضغط العالي فهذا يعني أن الخصم سيتلقى الأهداف حتماً كونه لن يستطيع مجاراة مانشستر سيتي، لكن هنا سنغفل نقطة هامة، الخصم قوي أيضاً في الدفاع أمام منطقة جزائه.

    أنطونيو كونتي ليس المدرب الذي يستهلك قدرات لاعبيه بالضغط المستمر طوال اللقاء سواء في مناطق لعب الخصم أو في مناطق فريقه، هو يتبع أسلوب أكثر واقعية بين الضغط العالي، الضغط في ملعب فريقه، وإغلاق المساحات بدون ضغط متواصل.

    هناك فارق بين أن تضغط باستمرار وتحتك بدنياً مع حامل الكرة، وبين أن تتبع أسلوب لعب على طريقة “الشطرنج” بحيث يتمركز اللاعبين في مناطقهم بشكل مثالي لإغلاق المساحات بأقل مجهود، وكونتي بارع في الأسلوبين.

    تشيلسي 16\2017

    تشيلسي 16\2017

    وفي الحقيقة التمركز أمام منطقة الجزاء وعدم القتال على الكرة يعد انتحار أمام فرق جوارديولا، لكن إن كان التطبيق مثالي فإن المعضلة تصبح معاكسة، وبمعنى أصح، جودة اللاعبين والقدرة على التركيز بدون أخطاء وذكاء المدرب في مقاربة الخطوط هو العوامل الأساسية في إيقاف كتيبة بيب عبر التمركز، ونذكر مباريات شهيرة عانى خلالها جوارديولا ضد هذا الأسلوب مثل مواجهة إنتر ميلان، أحياناً ضد ريال مورينيو، مواجهاته ضد تشيلسي، وغيرها.

    وبتواجد كونتي لم يتغير شيء على تشيلسي، كما أن الفريق يبدو أنه يملك الجودة الدفاعية في خطة 3-4-3 بالإضافة إلى ان هذه الاستراتيجية بنفسها تغلق المساحات أمام الخصم.

    وحتى لو استطاع بيب فك شيفرة تشيلسي دفاعياً، فإنه سيواجه مشكلة في التعامل مع هجماته المرتدة، الفيلسوف لطالما عانى في مسيرته أمام الفرق التي تنتقل بشكل مثالي من الدفاع إلى الهجوم بأقصر الطرق وأسرعها في بضعة ثواني، ومن الواضح أن تشيلسي يجيد فعل ذلك تماماً، وكيف لا يجيده ومدربه يتبع المدرسة الإيطالية القاتلة في الهجمات المرتدة والمباشرة على مرمى الخصم.

    السيتي أيضاً يعاني دفاعياً وهناك مساحات شاسعة في ملعبه يقوم المنافسين باستغلالها دائماً، لذلك نستطيع القول أن مواجهة تشيلسي تعتبر أصعب مباراة لجوارديولا في الدوري الإنجليزي، ليس لأن الخصم قوي فقط، بل لأن نقاط قوته تنسجم تماماً مع نقاط ضعف كتيبة بيب.

    اربح آي فون 7 بالتعاون بين UAE Exchange وسبورت 360 عربية .. اضغط هنا