تربع ريال مدريد على عرش أوروبا من جديد بعد اكتساحه اليوفي بنتيجة 4-1 ، ليفوز باللقب الأغلى عن جدارة وإستحقاق للمرة ال-12 في تاريخه.

كان اليوفي الأفضل في الشوط الأول لكنه انهار في الشوط الثاني أمام الإجتياح الملكي. من أسباب هذا الإنهيار، التراجع البدني الرهيب لليوفي “العجوز” الذي لم يستطع مجاراة صواريخ مدريد في الشوط الثاني. كذلك، التحفظ الدفاعي الغير مبرر من اليوفي في الشوط الثاني على عكس الشوط الأول الذي أخذ فيه البيانكونيري المبادرة.

نذكر أيضاً من العوامل التي ساهمت بإنتصار البلانكوس، التألق الكبير للدون كريستيانو رونالدو الذي لعب أفضل مباراة نهائية له في دوري الأبطال وكان نجم اللقاء بدون منازع بفضل تحركاته الخطيرة وهدفيه الحاسمين.

وعلى ذكر الأهداف الحاسمة ، سجل رونالدو 16 هدفاً في آخر عشر مباريات في الموسم للريال ، ما يؤكد قيمة اللاعب البرتغالي وقدرته على حسم الألقاب لفريقه.

ولعل أبرز ميزات البرتغالي إلى جانب كونه هدافاً وقناصاً من طراز نادر ، اصراره على تحطيم الأرقام في كل مباراة يخوضها فها هو اليوم يسجل هدفه الرابع في المباريات النهائية لدوري الأبطال علماً أنه أصبح اللاعب الأول الذي يسجل في ثلاث مباريات نهائية ، و هدفه رقم 104 في المسابقة الأم ، ليقترب كثيراً من الظفر بكرته الذهبية الخامسة.

زيدان أكد مرة جديدة أنه ليس أسطورة كلاعب كرة قدم وحسب ، بل أسطورة في التدريب أيضاً، من خلال قيادته ريال مدريد لأن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه بطلاً للمسابقة الأم في حقبة “دوري ابطال أوروبا”.

لكن أكثر ما فاجأني في هذه القمة التي وفت بوعودها في شوطها الأول الممتع، كان إهتزاز شباك بوفون أربع مرات في حين أن الكرة لم تدخل شباكه سوى ثلاث مرات في 12 مباراة اوروبية هذا الموسم، ما يعكس القوة الضاربة للريال القادر على تفكيك أي دفاع في العالم بفضل سرعة ومهارات لاعبيه وتواجد ثلاثة صانعي ألعاب مبدعين ضمن صفوفه (مودريش -كروس -ايسكو ) وتقديم الظهيرين مارسيلو وكارفاخال أروع العرضيات للمهاجمين.

يحسب لزيزو أنه عرف كيف يستفيد من كل لاعبيه وهو كون ليس فريقاً واحداً قوياً فقط بل فريقين مرعبين، أي أنه أعطى دوراً كبيراً للبدلاء الذين ساهموا خصوصاً بفوزه بالدوري وفي طليعتهم أسنسيو الذي سجل اليوم في النهائي ، وكان قد سجل أيضاً هدفاً رائعاً في نهائي كأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية ، علما أنه يبلغ من العمر 21 سنة فقط.

في زحمة المهاجمين البارعين ومهندسي العمليات الهجومية في وسط الريال ، يتميز مقاتل برازيلي يدعى كاسيميرو أصبح من أعمدة الريال وقد أثبت ذلك من خلال ادائه الرائع في الوسط فهو يدافع بشراسة ويقطع الكرات كما أنه سجل هدفاً سيبقى راسخاً في أذهان جماهير الريال، فقد أطلق كرة صاروخية اعطت التقدم للريال من جديد وأعلنت بداية إنهيار اليوفي… على الرغم من النتيجة الكارثية والأداء الهزيل والشاحب في الشوط الثاني، لا يجب نسيان ما قام به اليوفي هذا الموسم فالبيانكونيري وصلوا عن جدارة إلى الدور النهائي وفازوا بالدوري والكأس المحليين للمرة الثالثة على التوالي..

ريال مدريد 2017 أفضل بكثير من ريال مدريد 2016 المحظوظ وأفضل حتى من ريال مدريد 2014 بقيادة انشيلوتي.. ريال مدريد هذا الموسم كان تاريخياً بكل المقاييس.

رالف شربل

يمكنكم قراءة مقالاتي والتواصل معي على صفحتي الخاصة