تحليل 360 : رحيل نيمار لعبة الأرقام والإعلام والتواصل الاجتماعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نيمار وكوتينيو ومحمد صلاح

    منذ أيام عدة والإعلام الرياضي العالمي منشغل بقصة انتقال النجم البرازيلي نيمار من ناديه الحالي برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صفقة قياسية ستبلغ 222  مليون يورو هي قيمة كسر التعاقد المنصوص عليها في العقد بينه وبين ناديه الحالي.هذا الرقم المجنون جلب معه الكثير من التفاعلات على سواء من الإعلام خصوصاً أو من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى من نيمار نفسه الذي يبعث كل يوم برسالة مبطنة ربما تحمل في طياتها الكثير . ويترقب الكثيرون معرفة النوايا الحقيقية للنجم البرازيلي حتى يتمكنوا من الإجابة على السؤال التاليهل سيبقى أم سيرحل.

    مؤشرات متعاكسة لعبت فيها وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً

    الملفت في صفقة نيمار هو دخول وسائل التواصل الاجتماعي فيها بشكل كبير وقوي نتيجة كون اللاعب نفسه من الناشطين الأقوياء فيها. فبعد أن انتشر خبر التحرك الفرنسي تجاه النجم البرازيلي الذي باتت  أسباب رحيله واضحة ومعروفة، بدأ هو نفسه ببث رسائل يمكن وصفها بالمشفرة والتي تحمل معان كثيرة تزمانت بشكل دقيق مع كل خبر ينتشر.

    بداية وبعد انتشار خبر سعي السان جيرمان لضمه  وضع مباشرة  صورة على إنستاغرام تظهره في التدريبات وهو في حالة تفكير وهو ما أذكى الشائعات كثيراً ووضع الجميع خصوصاً عشاق البرشا  في حيرة من أمرهم.

    وبعد انتشار اخبار قبول والده ووكيله المبدئي للعرض والهجوم الذي تعرض له . وضع نيمار صورة جديدة  عنونها بـ العائلة أولاً في دعم كبير لوالده وربما دعماً لموقفه الذي يبدو أنه يميل للموافقة على رحيل ابنه.

    لكن بالمقابل ورغم كل شيء ذهب نيمار مع برشلونة إلى جولة الولايات المتحدة ولعب في الكأس الدولية للأبطال وسجل هدفي فريقه أمام اليوفنتوس مقدماً أداءً كبيراً لا يدل بأي شكل من الأشكال بأن هذا اللاعب ينوي الرحيل عن الفريق ، فمن سيرحل لن يذهب في جولة استعدادية هامة أو على الأقل لن يقدم عطاء كهذا في دورة ودية .

    وسائل التواصل الاجتماعي التي غذّت الأخبار بالرحيل خلال كامل الفترة الماضية سواء عبر ما ينشره نيمار أو عبر تفاعل الجمهور مع الموضوع أطفأت المزيد من  نار القلق وجدل الرحيل عبر منشور لبيكيه أيضاً أكد فيه بقاء نيمار وهو ما أثلج صدور الجمهور العاشق . لكن الأمور سرعان ما عادت للغليان خصوصاً مع إعلان بيكيه أن هذا المنشور هو رأي شخصي وليس إعلاناً رسمياً لتأتي بعده الصورة الأخيرة للنجم البرازيلي والذي وضع فيها تعليقا يقول : ” هذا هو وقتي لتشتغل الشائعات مجدداً خصوصاً مع إعلان إذاعة كتالونية اقتراب برشلونة من التوقيع مع برازيلي آخر هو نجم ليفربول كوتينيو والذي يملك خصائص مشابهة جداً لنيمار.

    تفاوض على طريقة رونالدو

    يتوقع كثيرون أو يتأملون بأن ما يقوم به نيمار هو عملية تفاوض وضغط عبر وسائل الإعلام شبيهة بتلك التي قام بها رونالدو أكثر من مرة خلال مسيرته والتي فصّلها لنا  الزميل سامر جرادات بوضوح في مقاله : ” رونالدو يقرر البقاء .. سيناريو متكرر منذ الرحيل عن مانشستر يونايتد  وفيها يتفاوض مع ناديه بعدة طرق منها المباشرة عبره أو  وكيله مع النادي  أو غير مباشرة  عن طريق وسائل الإعلام عبر تسريب خبر أو تصريح غير رسمي يؤكد فيه حزنه أو رغبته في الرحيل . والتكتيك المتبع هو استغلال شهرة اللاعب الكبيرة وقيمته الفنية والتجارية العالية  لخلق نوع من الضغط الإعلامي الكبير يكون سلاحاً في التفاوض المباشر  ، وهو تكتيك معروف في المفاوضات السياسية والتجارية الكبرى ويعطي نتائج مرضية في معظم الحالات.

    لعبة الأرقام وقلب الطاولة ودور كوتينو فيها

    دور وسائل الإعلام  وشبكات التواصل  التواصل الإجتماعي في طرح فكرة الرحيل وأيضاً تسويق وطرح الأرقام  الكبيرة التي طرحت لإنهاء الصفقة كمبلغ الـ 222 مليون يورو وراتب   الـ 30 مليوناً للنجم البرازيلي _هو ضعف ما يتقاضاه حالياً مع برشلونة_ يمكن فهمها من منطق الضغط للحصول على راتب أعلى خصوصاً أنها  جاءت كما أخبار رونالدو بعد تجديد ميسي لعقده مع البرشا وتحوله للاعب الأعلى دخلاً في العالم حيث لا يرى كل من نيمار ورونالدو نفسيهما بأقل قيمة وأهمية من النجم الأرجنتيني في شيء . ومع كون برشلونة نادياً بتاريخ أكبر بكثير من السان جيرمان وأعلى مستوى خصوصاً في موضوع المنافسة على الألقاب مما يجعل البقاء فيه خياراً أفضل لنيمار على المستوى الرياضي  فإن فكرة الضغط لراتب أفضل تترسخ .

    لكن أنباء اقتراب برشلونة من إنهاء  من  صفقة كوتينو بمبلغ يقارب  الـ  100 مليون يورو خلطت الأوراق مجدداً بالنسبة لنيمار وللجمهور حيث أعطت مؤشراً كبيراً على قرب رحيل نيمار لأن كوتينيو يمتلك تقريباً نفس الخصائص ويلعب في نفس المركز ويقبل اللعب في ظل النجم ليونيل ميسي وهو ما لا يعجب نيمار خصوصاً في الآونة الأخيرة. إلا أن طرح مبلغ المئة مليون يورو ثمناً لكوتينيو و فكرة تضمين فيراتي في صفقة نيمار يجعلها  منطقية  بشكل كبير مما يدفعنا  للتفكير  بطريقة مغايرة .

    قد لا يكون إعلان الاقتراب مع كوتينيو واقعاً بقدر ماهو عملية قلب للطاولة على نيمار والضغط عليه بسلاحه عبر التفاوض من خلال الإعلام وباستعمال ورقة الأرقام الكبيرة . حيث تم طرح بديلين منطقيين أحدهما هدف معلن للبرشا  و توفرهما  ستخفف من وطأة عملية كسر العقد المزعجة لأي ناد والتي تظهره مشلولاً وعاجزاً وهو ما لا يفيد في الصورة الخاصة ببرشلونة  خصوصاً انها ستكون الصفعة الثانية من هذا النوع بعد صفعة لويس فيغو في بداية القرن الحالي .

    الانطباع الثاني هو  قدرة الإدارة على التصرف بهذا المبلغ بأفضل طريقة عبر تعويض نيمار بكوتينيو وسد نواقص الفريق بجلب فيراتي التي تسعى له منذ وقت طويل وهو ما سيخفف السخط الجماهيري وسيختفي الحديث عن ضعف إداري وقلة الحيلة والذي تتهم بهم الإدارة ضدها منذ أن خرج الفريق من هذا الموسم  بكأس اسبانيا وحسب .

    الاحتمالات كثيرة وجميعها واردة في عالم اليوملكن الاكيد أن جنون كرة القدم بلغ أوجه والخارطة تتغير بشكل كبير لمصلحة الكثير من الأموال المصروفة والتي تظهر كمية الاستثمار في هذه اللعبة مما يعكس قدرتها العالية على التأثير بالجمهور.

    صفحة الكاتب على فيسبوك وتويتر