أستيقظت الكرة الإيطالية على خبر فاجعة وهو وفاة قلب دفاع وقائد فريق فيورنتينا دافيد أستوري أثناء نومه بالسكتة القلبية قبل مباراة فريقه أمام أودينيزي في الدوري الإيطالي
تم تأجيل كل مباريات الجولة وكانت جنازة اللاعب في مدينة فلورنسا عظيمة وحزينة حضرها العديد والعديد من زملاءه سواء في الفرق التي لعب لها أو في المنتخب الإيطالي، فيورنتينا رفع الرقم 13 من قائمة أرقامه كما هو حال كالياري النادي الذي بدأ فيه الراحل مسيرته الإحترافية
دقيقة حداد وقفها الجميع في مباريات البطولات الأوروبية على روح اللاعب وأول مباراة لفيورنتينا بعد رحيله أمام بينفينيتو شهدت توقفها في الدقيقة 13 حدادا على المدافع الذي ترك عالمنا بعمر ال31 عاما
أعتادت الكرة الإيطالية وجماهيرها على الإستيقاظ على مثل تلك الأخبار فدائما ما يكون هناك وفاة تدخل الحزن والوجوم على وجوه الجميع وتؤثر في العديد من لاعبي الكرة والمشجعين هناك في بلاد الأزوري
كان مكتسحا الجميع في إيطاليا، تورينو العظيم في أربعينيات القرن الماضي لم يكن أحد يستطيع إيقافه يكفي أن تعرف أن الفريق أنهى موسم 1947-1948 بفارق 16 نقطة عن صاحب المركز الثاني وسجل مهاجموه 125 هدف ولم تستقبل شباكه سوى 33 هدف، لمدة 21 مباراة لم يستطع أحد إسقاطهم وعلى ملعب فيلاديلفيا فاز الفريق ب19 من مبارياته العشرين هناك
حقق ذاك الفريق الدوري خمسة مرات وبطولة كأس إيطالية خلال تلك الفترة وخلال إحدى رحلاتهم عائدين من مباراة ودية في لشبونة البرتغالية مع فريق بنفيكا كانت الأجواء الجوية غير مناسبة للطيران فوق تورينو خلال ذاك اليوم
الطائرة رقم 212 كانت تحمل جميع أفراد الفريق والطاقم الفني والإداري وثلاثة صحفيين منهم ريناتو كاسلبوري مؤسس صحيفة توتوسبورت، لم يستطع الثلاثي قلب الدفاع ساورو توما ولاديسالو كوبالا ورئيس النادي فيروتشو نوفا السفر مع الفريق خلال تلك الرحلة
شهد ذاك اليوم ضبابا كثيفا فوق تورينو ومع إنقشاعه كشف عن طائرة تحطمت الساعة الخامسة ظهرا فوق تبة “سوبيرجا” و31 جثة تعرف عليها فيتورو بوزو المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي نظرا لأن معظم هؤلاء كانوا يلعبون معه بقميص الأزوري
خسرت إيطاليا ذاك اليوم واحد من أقوى الأندية في تاريخها وشهدت الجنازة حضورا جماهيريا كثيفا تجاوز المليون مودع للجراندي تورينو
البعض أرجع السبب إلى الرياح التي أثرت على اتجاه الطائرة وقادتها إلى حدفها والتحقيقات الحديثة كشفت احتمالية وجود عطل فني في أجهزة الطائرة جعلتها تقرأ الإرتفاع 2000 متر وليس ال650 مترا التي كانت ترتفعهم الطائرة
لم تكد تمر عشرون عاما على حادثة “سوبيرجا” حتى أستيقظت مدينة تورينو على فاجعة أخرى، جيجي ميروني هداف ونجم الفريق توفي في حادثة سيارة أثناء عودته من مباراة فريقه أمام سامبدوريا
حاول الشاب الإيطالي الملقب بالفراشة عبور الطريق السريع في غير موضع عبور المارة فتفاجئ بسيارة مسرعة قامت بقذفة إلى الناحية الأخرى حيث سقط هناك بجسد تعرض لكسور في كافة أماكن الجسد، الطبيب الذي استقبله في المستشفى أكد أنه لن يلعب كرة القدم مرة أخرى في حال نجاته بسبب كسور في الحوض والقدم والصدر ولكم ميروني لم يعش كثيرا فتوفي في منتصف تلك الليلة متأثرا بجراحه
المتسبب في الحادثة كان أحد مشجعي تورينو ويدعي “أتيليو روميرو” والذي كان عائدا من المباراة أيضا كونه يحمل بطاقة المشجعين لحضور مبارايات الفريق، روميرو صدم النجم الذي تحمل جدران غرفة نومه صورته وشاهده يطير إلى الجهة الأخرى ليسقط جثة هامدة
لم يكتفي روميرو الذي خرج من القضية لعدم التعمد بقتل نجم الفريق فبعد أكثر من 35 عاما أصبح رئيسا لنادي تورينو وكان أحد أسباب إفلاس الفريق وإلغاء وجوده قبل أن يتم تكوينه بعد ذلك في 2005
ذهب يوفنتوس إلى بلجيكا لمواجهة ليفربول في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا على أرضية ملعب هيسل وجماهير الفريقان ملأت جنبات الملعب وسط أجواء متوترة وصلت إلى ذروتها عندما قررت مجموعة من مشجعي “هوليجونز” ليفربول القفز إلى الأماكن المخصصة لجماهير السيدة العجوز والإعتداء عليهم قبل إنطلاق المباراة
حالة من الهلع أصابت جماهير يوفنتوس والتي حاولت الهروب من جماهير ليفربول فكانت النتيجة سقوط أحد أسوار الملعب ومعها الجماهير فوق بعضها البعض والنتيجة وفاة 39 مشجعا وإصابة أكثر من 600 أخريين جراء تلك الحادثة
قامت الشرطة البلجيكية بنقل الجثث والمصابين إلى خارج الملعب وتم الإجتماع بين قادة الفريقان والحكام بجانب الشرطة البلجيكية والقرار الأخيرة كان ببدء المباراة والتي فاز بها يوفنتوس بالنهاية ليرفع ميشيل بلاتيني كأس البطولة ويهديه إلى أرواح من سقطوا من مشجعي الفريق
كشفت التحقيقات أنه لولا سقوط هذا السور لأزدادت أعداد الوفيات والأحكام الجنائية وجهت الإتهام إلى جماهير ليفربول وحملتهم المسئولية كاملة حيث تم القبض على 26 منهم وتحويلهم إلى المحاكمة وكرويا قام الإتحاد الأوروبي بمعاقبة الأندية الإنجليزية كلها بالحرمان من المشاركة الأوروبية لمدة خمس سنوات وإيقاف ليفربول استمر لعام إضافي
أثناء عودة من سهرة مع أصدقائه في تلك الليلة تعرض مهاجم أتلانتا الشاب فريدريكو بيساني لحادثة أدت إلى وفاته بعد إنقلاب السيارة التي كان يقودها، مات ومعه صديقته بينما لم يتعرض أثنين من أصدقائه كانوا معهم في السيارة إلى أي إصابات
خسرت إيطاليا مهاجما شابا لم يكمل عامه ال22 بعد ونادي أتلانتا قرر رفع الرقم 14 نهائيا من قائمته حدادا وحزنا على فراق الشاب الإيطالي
أثناء عودة المدافع الشاب نيكولو جالي من تدريب فريقه بولونيا تعرض لحادث على دراجته البخارية ليلقى حتفه وهو لم يكمل عامه ال17 بعد
جالي كان يمتلك المستقبل أمامه فقد كان يقضي فترة إعارة من نادي أرسنال الإنجليزي الذي كان يملكه
لو عاش لكان قائدا لأرسنال وإيطاليا في المستقبل ليس لدي شك في ذلك
هكذا نعاه أرسين فينجر المدير الفني للنادي اللندني
قام بولونيا برفع الرقم 27 من قائمته وأطلق أسم جالي على مقره التدريبي، صديقه الشخصي فابيو كوياريالا مهاجم سابدوريا الحالي حافظ على إختيار هذا الرقم في أي مكان أنتقل إليه خلال مسيرته الكروية الطويلة إحياءا لذكراه وإحتراما للصداقة التي كانت تجمعهم يوما ما
تفقد إيطاليا لاعبا أخر بسبب حوادث الطرق، هذه المرة كان مدافع بريشيا فيتور ميرو هو الضحية ففارق الحياة بعمر لم يتجاوز ال27 عاما
لم تكد إيطاليا تستفيق من حادثة رحيل ميرو حتى واجهت فاجعة أخرى، لاعب كييفو فيرونا جايسون مايلي تعرض لحادثة سيارة أثناء محاولته اللحاق بحافلة فريقه التي تركته في المعسكر التدريبي سهوا ليجد نفسه في مطاردة للحاق بهم قبل مباراة بارما ويتعرض لحادثة أثناء ذلك
تم نقله بالطائرة سريعا من على الطريق إلى المستشفى ولكن محاولات الأطباء باءت بالفشل ليرحل المدافه الكونغولي عن عالمنا ويتم رفع الرقم 30 من قائمة نادي كييفو تخليدا لذكراه
فقد والديه وأخيه وهو لم يكمل عامه ال16 بعد ليعيش ماريو موريسيني حياته كلها وهو يرعى أخته ذات الإحتياجات الخاصة والتي كانت من تبقى من عائلته كلها “هذه الحوادث تغير حياتك كلها وتجعلك أكثر غضبا ورغبة في تحقيق ما تمناه لك والداك” كانت تلك كلمات موريسيني عن فترة مراهقته الصعبة
وأثناء إحدى المبارايات مع فريقه ليفورنو في الدرجة الثانية سقط موريسيني على أرضية الملعب دون أن يلمسه أحد قبل أن يحاول الوقوف قبل أن يسقط مرة أخرى بدون محاولة هذه المرة للقتال، الجهاز الطبي يندفع إلى داخل الملعب ومحاولات جادة لإنقاذه قبل أن تحمله سيارة الإسعاف إلى المستشفى
توقفت المباراة التي كان الخصم فيها بيسكارا وأنتقل لاعبو ليفورنو إلى المشفى للإطمئنان على حالة زميلهم ولكن أعلن الأطباء وفاء موريسيني نتيجة أزمة قلبية لم يكن هناك إمكانية للحاقها وإعادة اللاعب للحياة
تبرع نجم أودينيزي أنطونيو دي ناتالي بمراعاة أخت موريسيني مدى الحياة وجيانلويجي بوفون كعادته لم ينس اللاعب فقام في ذكراه الثالثة بإهداء فوز يوفنتوس على موناكو في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2015
أريد أن أهدي هذا الفوز إلى موروسيني لقد جعلني أفتخر كوني لاعب كرة قدم