إيطاليا تستيقظ دائما على الموت

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أستيقظت الكرة الإيطالية على خبر فاجعة وهو وفاة قلب دفاع وقائد فريق فيورنتينا دافيد أستوري أثناء نومه بالسكتة القلبية قبل مباراة فريقه أمام أودينيزي في الدوري الإيطالي

    تم تأجيل كل مباريات الجولة وكانت جنازة اللاعب في مدينة فلورنسا عظيمة وحزينة حضرها العديد والعديد من زملاءه سواء في الفرق التي لعب لها أو في المنتخب الإيطالي،  فيورنتينا  رفع الرقم 13 من قائمة أرقامه كما هو حال كالياري النادي الذي بدأ فيه الراحل مسيرته الإحترافية

    دقيقة حداد وقفها الجميع في مباريات البطولات الأوروبية على روح اللاعب وأول مباراة لفيورنتينا بعد رحيله أمام بينفينيتو شهدت توقفها في الدقيقة 13 حدادا على المدافع الذي ترك عالمنا بعمر ال31 عاما

    أعتادت الكرة الإيطالية وجماهيرها على الإستيقاظ على مثل تلك الأخبار فدائما ما يكون هناك وفاة تدخل الحزن والوجوم على وجوه الجميع وتؤثر في العديد من لاعبي الكرة والمشجعين هناك في بلاد الأزوري

    الرابع من مايو 1949

    كان مكتسحا الجميع في إيطاليا، تورينو العظيم في أربعينيات القرن الماضي لم يكن أحد يستطيع إيقافه يكفي أن تعرف أن الفريق أنهى موسم 1947-1948 بفارق 16 نقطة عن صاحب المركز الثاني وسجل مهاجموه 125 هدف ولم تستقبل شباكه سوى 33 هدف، لمدة 21 مباراة لم يستطع أحد إسقاطهم وعلى ملعب فيلاديلفيا فاز الفريق ب19 من مبارياته العشرين هناك

    حقق ذاك الفريق الدوري خمسة مرات وبطولة كأس إيطالية خلال تلك الفترة وخلال إحدى رحلاتهم عائدين من مباراة ودية في لشبونة البرتغالية مع فريق بنفيكا كانت الأجواء الجوية غير مناسبة للطيران فوق تورينو خلال ذاك اليوم

    002

    الطائرة رقم 212 كانت تحمل جميع أفراد الفريق والطاقم الفني والإداري وثلاثة صحفيين منهم ريناتو كاسلبوري مؤسس صحيفة توتوسبورت، لم يستطع الثلاثي قلب الدفاع ساورو توما ولاديسالو كوبالا ورئيس النادي فيروتشو نوفا السفر مع الفريق خلال تلك الرحلة

    شهد ذاك اليوم ضبابا كثيفا فوق تورينو ومع إنقشاعه كشف عن طائرة تحطمت الساعة الخامسة ظهرا فوق تبة “سوبيرجا” و31 جثة تعرف عليها فيتورو بوزو المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي نظرا لأن معظم هؤلاء كانوا يلعبون معه بقميص الأزوري

       خسرت إيطاليا ذاك اليوم واحد من أقوى الأندية في تاريخها وشهدت الجنازة حضورا جماهيريا كثيفا تجاوز المليون مودع للجراندي تورينو

    البعض أرجع السبب إلى الرياح التي أثرت على اتجاه الطائرة وقادتها إلى حدفها والتحقيقات الحديثة كشفت احتمالية وجود عطل فني في أجهزة الطائرة جعلتها تقرأ الإرتفاع 2000 متر وليس ال650 مترا التي كانت ترتفعهم الطائرة

    الخامس عشر من أكتوبر 1967

    لم تكد تمر عشرون عاما على حادثة “سوبيرجا” حتى أستيقظت مدينة تورينو على فاجعة أخرى، جيجي ميروني هداف ونجم الفريق توفي في حادثة سيارة أثناء عودته من مباراة فريقه أمام سامبدوريا

    meroni-1-750x470

    حاول الشاب الإيطالي الملقب بالفراشة عبور الطريق السريع في غير موضع عبور المارة فتفاجئ بسيارة مسرعة قامت بقذفة إلى الناحية الأخرى حيث سقط هناك بجسد تعرض لكسور في كافة أماكن الجسد، الطبيب الذي استقبله في المستشفى أكد أنه لن يلعب كرة القدم مرة أخرى في حال نجاته بسبب كسور في الحوض والقدم والصدر ولكم ميروني لم يعش كثيرا فتوفي في منتصف تلك الليلة متأثرا بجراحه

    المتسبب في الحادثة كان أحد مشجعي تورينو ويدعي “أتيليو روميرو” والذي كان عائدا من المباراة أيضا كونه يحمل بطاقة المشجعين لحضور مبارايات الفريق، روميرو صدم النجم الذي تحمل جدران غرفة نومه صورته وشاهده يطير إلى الجهة الأخرى ليسقط جثة هامدة

    لم يكتفي روميرو الذي خرج من القضية لعدم التعمد بقتل نجم الفريق فبعد أكثر من 35 عاما أصبح رئيسا لنادي تورينو وكان أحد أسباب إفلاس الفريق وإلغاء وجوده قبل أن يتم تكوينه بعد ذلك في 2005

    التاسع والعشرين من مايو 1985

    ذهب يوفنتوس إلى بلجيكا لمواجهة ليفربول في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا على أرضية ملعب هيسل وجماهير الفريقان ملأت جنبات الملعب وسط أجواء متوترة وصلت إلى ذروتها عندما قررت مجموعة من مشجعي “هوليجونز” ليفربول القفز إلى الأماكن المخصصة لجماهير السيدة العجوز والإعتداء عليهم قبل إنطلاق المباراة

    حالة من الهلع أصابت جماهير يوفنتوس والتي حاولت الهروب من جماهير ليفربول فكانت النتيجة سقوط أحد أسوار الملعب ومعها الجماهير فوق بعضها البعض والنتيجة  وفاة 39 مشجعا وإصابة أكثر من 600 أخريين جراء تلك الحادثة

    قامت الشرطة البلجيكية بنقل الجثث والمصابين إلى خارج الملعب وتم الإجتماع بين قادة الفريقان والحكام بجانب الشرطة البلجيكية والقرار الأخيرة كان ببدء المباراة والتي فاز بها يوفنتوس بالنهاية ليرفع ميشيل بلاتيني كأس البطولة ويهديه إلى أرواح من سقطوا من مشجعي الفريق

    كشفت التحقيقات أنه لولا سقوط هذا السور لأزدادت أعداد الوفيات والأحكام الجنائية وجهت الإتهام إلى جماهير ليفربول وحملتهم المسئولية كاملة حيث تم القبض على 26 منهم وتحويلهم إلى المحاكمة وكرويا قام الإتحاد الأوروبي بمعاقبة الأندية الإنجليزية كلها بالحرمان من المشاركة الأوروبية لمدة خمس سنوات وإيقاف ليفربول استمر لعام إضافي

    الثاني عشر من فبراير 1997

    أثناء عودة من سهرة مع أصدقائه في تلك الليلة تعرض مهاجم أتلانتا الشاب فريدريكو بيساني لحادثة أدت إلى وفاته بعد إنقلاب السيارة التي كان يقودها، مات ومعه صديقته بينما لم يتعرض أثنين من أصدقائه كانوا معهم في السيارة إلى أي إصابات

    خسرت إيطاليا مهاجما شابا لم يكمل عامه ال22 بعد ونادي أتلانتا قرر رفع الرقم 14 نهائيا من قائمته حدادا وحزنا على فراق الشاب الإيطالي

    العاشر من فبراير 2001

    أثناء عودة المدافع الشاب نيكولو جالي من تدريب فريقه بولونيا تعرض لحادث على دراجته البخارية ليلقى حتفه وهو لم يكمل عامه ال17 بعد

    جالي كان يمتلك المستقبل أمامه فقد كان يقضي فترة إعارة من نادي أرسنال الإنجليزي الذي كان يملكه

    لو عاش لكان قائدا لأرسنال وإيطاليا في المستقبل ليس لدي شك في ذلك

     هكذا نعاه أرسين فينجر المدير الفني للنادي اللندني

    i

    قام بولونيا برفع الرقم 27 من قائمته وأطلق أسم جالي على مقره التدريبي، صديقه الشخصي فابيو كوياريالا مهاجم سابدوريا الحالي حافظ على إختيار هذا الرقم في أي مكان أنتقل إليه خلال مسيرته الكروية الطويلة إحياءا لذكراه وإحتراما للصداقة التي كانت تجمعهم يوما ما

    الثالث والعشرون من يناير 2003

    تفقد إيطاليا لاعبا أخر بسبب حوادث الطرق، هذه المرة كان مدافع بريشيا فيتور ميرو هو الضحية ففارق الحياة بعمر لم يتجاوز ال27 عاما

    الثاني من مارس 2002

    لم تكد إيطاليا تستفيق من حادثة رحيل ميرو حتى واجهت فاجعة أخرى، لاعب كييفو فيرونا جايسون مايلي تعرض لحادثة سيارة أثناء محاولته اللحاق بحافلة فريقه التي تركته في المعسكر التدريبي سهوا ليجد نفسه في مطاردة للحاق بهم قبل مباراة بارما ويتعرض لحادثة أثناء ذلك

    تم نقله بالطائرة سريعا من على الطريق إلى المستشفى ولكن محاولات الأطباء باءت بالفشل ليرحل المدافه الكونغولي عن عالمنا ويتم رفع الرقم 30 من قائمة نادي كييفو تخليدا لذكراه

    الرابع عشر من أبريل 2012

    فقد والديه وأخيه وهو لم يكمل عامه ال16 بعد ليعيش ماريو موريسيني حياته كلها وهو يرعى أخته ذات الإحتياجات الخاصة والتي كانت من تبقى من عائلته كلها “هذه الحوادث تغير حياتك كلها وتجعلك أكثر غضبا ورغبة في تحقيق ما تمناه لك والداك” كانت تلك كلمات موريسيني عن فترة مراهقته الصعبة

    وأثناء إحدى المبارايات مع فريقه ليفورنو في الدرجة الثانية سقط موريسيني على أرضية الملعب دون أن يلمسه أحد قبل أن يحاول الوقوف قبل أن يسقط مرة أخرى بدون محاولة هذه المرة للقتال، الجهاز الطبي يندفع إلى داخل الملعب ومحاولات جادة لإنقاذه قبل أن تحمله سيارة الإسعاف إلى المستشفى

    morosini_serie_a_di_natale_morosini_1

    توقفت المباراة التي كان الخصم فيها بيسكارا وأنتقل لاعبو ليفورنو إلى المشفى للإطمئنان على حالة زميلهم ولكن أعلن الأطباء وفاء موريسيني نتيجة أزمة قلبية لم يكن هناك إمكانية للحاقها وإعادة اللاعب للحياة

    تبرع نجم أودينيزي أنطونيو دي ناتالي بمراعاة أخت موريسيني مدى الحياة وجيانلويجي بوفون كعادته لم ينس اللاعب فقام في ذكراه الثالثة بإهداء فوز يوفنتوس على موناكو في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2015

    أريد أن أهدي هذا الفوز إلى موروسيني لقد جعلني أفتخر كوني لاعب كرة قدم