عاشت جماهير كرة القدم 120 دقيقة من الخيال في ديربي ميلانو الذي جمع الغريمين إي سي ميلان مع إنتر ميلان ضمن ربع نهائي كأس إيطاليا والذي ابتسم في النهاية للروسونيري بهدفٍ نظيف سجله باتريك كوتروني.
مباراة متكاملة في كرة القدم هذا عنوان للديربي، والنقاط الأبرز كانت أن الفوز سيكون هاماً لموسم ميلان بعد النكسات المتتالية، وفي نفس الوقت هزيمة ليس مهينة للإنتر.
ميلان والصعقة الإيجابية للمستقبل
قام المدرب الإيطالي جينارو جاتوزو منذ استلامه مهمة تدريب الروسونيري بتغيير الخطة من 3-5-2 إلى 4-3-3، رغم أن الإيجابيات ظهرت على الأداء لكن النتائج لم تكن كما تريده الجماهير.
باتريك كوتروني
جاتوزو كان يؤكد خلال المؤتمرات الصحفية أن مشكلة ميلان ليست فنية بل هي نفسية وذهنية وما يفتقده اللاعبون الحافز والرغبة من أجل الفوز، لكن الآن الحافز والرغبة قد وصلت بحسب التوقعات.
الفوز في الديربي وتحقيق الانتصار الأول في الموسم الحالي على الخمسة الكبار حافز كبير بالنسبة للاعبين للتأكيد في الفترة القادمة أن لا شيئاً ينقصهم، ولذلك قد يكون الفوز في الديربي دفعة معنوية للعودة إلى الطريق الصحيح.
الروسونيري بالإيجابيات والسلبيات
بالمجمل لم تكن هنالك سلبيات في ميلان خلال المباراة، الفريق قدم مباراة كبيرة على الصعيدين الهجومي والدفاعي، المدافعون قدموا ما عليهم والمهاجمين خلقوا خطورة كبيرة.
من النقاط المضيئة في المباراة اللاعب الإسباني سوسو الذي أعتبره بالنسبة لميلان لاعب مثل ميسي مع عدم المساواة بين اللاعبين، لكن اللاعب الإسباني هو المحرك الأول للعب والأكثر خطورة لأي دفاع منافس، مع عدم نسيان عمل جياكومو بونافينتورا، وفي نفس الوقت ظهر الشقيق الأكبر أنطونيو دوناروما في الموعد.
خط وسط الروسونيري استعاد هيبته وتمكن من السيطرة على اللقاء وحماية الخط الخلفي، تواجد مانويل لوكاتيلي ولوكاس بيليا منح الفريق توازن كبير، عندما يتقدم الفريق وواحد منهما يجد من يغطي في الخلف على عكس تواجد بونافينتورا ومونتيليفو في المركزين نفسهما.
لكن هنالك بعض النقاط السلبية في أداء الفريق واللاعبين، أبرزها التعقيد الكبير الذي يصنعه الظهير الأيسر ريكاردو رودريجيز للهجمات في كل لحظة يستلم به الكرة وكذلك الأمر بالنسبة لفرانك كيسي.
وظهر واضحاً الخوف الكبير من الملعب بالنسبة لهاكان كالهانوجلو الذي لا يعرف ماذا يجب عليه فعله عند استلام الكرة، بينما لا فائدة حتى الآن من نيكولا كالينيتش.
إنتر ميلان ودع البطولة ولم يهزم
من الظلم أن يخرج أحد القطبين من الديربي مهزوماً ومودعاً لربع نهائي كأس إيطاليا، مثل ما قدم ميلان مستوىً كبيراً فإن الإنتر قام بنفس الأمر في المباراة.
إنتر ميلان لم يدخل المباراة من أجل الهجوم وكان واضحاً عليه اللعب بخطة دفاعية والاعتماد على المرتدات، في الشوط الأول عانى الفريق بسبب تكتيك المدرب لوتشيانو سباليتي الخاطئ لكن في الشوط الثاني أصلح الأخير كل شيء.
إنتر ميلان لعب بخطة دفاعية قوية ومنعت لاعبي ميلان من التنفس في منطقتهم، المرتدات كانت خطيرة جداً أيضاً ولولا سوء الحظ وتألق أنطونيو دوناروما لسجل الفريق في المباراة.
سباليتي أخطأ وأصلح ما اقترفه
الجميع شاهد معاناة إنتر ميلان في الشوط الأول من المباراة لكن كل شيء اختلف مع مجريات الشوط الثاني، السبب الأول والأخير للمعاناة ومن ثم التحسن المدرب سباليتي.
إنتر ميلان دخل المباراة بخطة 4-2-1-3 بتواجد فيتسينو وجاليارديني وأمامها جواو ماريو، الأخير لم يقدم خلال المباراة أي شيء يذكر وكان نقطة الضعف في المباراة، وفي ظل الخطة كان الأول والثاني متقاربان في الملعب، هذا الأمر فتح الأطراف للاعبي ميلان ومنح بونافينتورا وسوسو والأخرين حرية كبيرة للوصول إلى مرمى سمير هاندانوفيتش.
سباليتي أدرك الخطأ الذي اقترفه، قام في الشوط الثاني بإدخال بروزوفيتش بدلاً من جاليارديني وتغير شكل الوسط بتواجد بورخا فاليرو بدلاً من جواو ماريو.
هنالك عدة مشاكل اخرى ساهمت بعدم ظهور النيراتزوري بالوجه الهجومي الرائع، أبرزها كان عدم وجود مساندة مع كاندريفا والمستوى السيء للثنائي ماورو إيكاردي وإيفان بيريسيتش.
