قصص ملهمة (4) .. بيرزوت قاهر المستحيل ومفجر طاقات باولو روسي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • إنزو بيرزوت

    من ياتابع الكرة الإيطالية منذ سنوات يعرفه جيداً، أو على الأقل سمع به، إنه العراب والرجل الملهم، الرجل المحبوب من اللاعبين وصاحب الفكر الفريد من نوعه في عالم كرة القدم، إنه رجل اللقب المستحيل إينزو بيرزوت، بل رجل اللقب المعجزة إن صح التعبير.

    لم يكن طريق بيرزوت مفروشاً بالورود نحو نهائي ولقب كأس العالم 1982 ، المدرب الإيطالي تلقى انتقادات حادة في بلاده لإصراره على استدعاء نفس المجموعة التي كونها من الشبان منذ عام 1978 رغم تراجع مستوى البعض، مع دخول بعضهم في مشاكل قضائية.

    إينزو لم يأبه يوماً بالانتقادات بل بدا واثقاً من قدرات فريقه، مقتنعاً بما يفعله بشكل تام، لكن ولسوء حظه هذا الاقتناع والثقة المفرطة لم تنعكس على أرض الواقع، بل أتت النتائج مخيبة في دور المجموعات حيث تعادلت إيطاليا 3 مرات وتأهلت بأعجوبة لدور الستة عشر كأحد أفضل محتلي المركز الثالث في مختلف المجموعات برصيد 3 نقاط فقط.

    بيرزوت تحول إلى شخص مكروه تماماً للجماهير والصحفيين خلال المونديال، كيف لا وهو يعاند الجميع بل ويصر على الاعتماد على باولو روسي لقيادة خط الهجوم على حساب من هم أفضل منه موسم 81\1982 خصوصاً أن روسي تم إيقافه لمدة عامين بسبب تورطه بفضائح المراهنات، مع عودته للملاعب قبل شهرين فقط من انطلاق كأس العالم.

    المدرب المحبوب أصر على جميع معتقداته، بل منع الصحفيين من الاقتراب من معسكر فريقه لمدة 3 أيام قبل مواجهة الأرجنتين بقيادة الأسطورة دييجو مارادونا، يقال أن هذه الأيام الثلاث كانت بمثابة العيادة النفسية للفريق، بل واحدة من أعظم حالات الإعداد النفسي في عالم كرة القدم.

    حقق بيرزوت المفاجأة واستطاع إقصاء الأرجنتين حاملة اللقب وبقيادة مارادونا على غير المتوقع، لكن مهمته ازدادت صعوبة في ربع النهائي فهو مطالب بمواجهة البرازيل المدججة بالنجوم والذي كان فريقها يعد من ضمن أفضل الفرق التي لعبت كرة القدم على الإطلاق، ومع صيام روسي عن التسجيل ازداد القلق.

    نعم؛ الإلهام يتجلى تأثيره في المواقف الصعبة، المواقف المستحيلة، والثقة المطلقة بالرجال العظماء، هذا ما جناه بيرزوت من صبره الطويل على روسي وتحمله الانتقادات من أجله، حيث استطاع المهاجم أن ينفجر في وجه البرازيل ليسجل الهاتريك التاريخي الذي لا يمكن لأحد أن ينساه، هاتريك وقع كصاعقة على رأس متابعي كرة القدم لأنه تسبب بإقصاء البرازيل من المسابقة بنتيجة 3-2 ، ليتساءل الجميع، كيف حدث ذلك؟! الجواب تجده عند الملهم بيرزوت.

    عمل المدرب استمر بتحقيق المعجزات، حيث سجل روسي الهدفين في شباك بولندا في نصف النهائي، ثم هدف الافتتاح في شباك ألمانيا المدججة بالنجوم هي الأخرى في النهائي، لتصعد إيطاليا فوق أكتاف الجميع وتنجح بحصد اللقب الثالث في تاريخها في كأس العالم، لقب أتى على حساب عمالقة كرة القدم، لقب أتى في ظروف صعبة لكن بإيمان مطلق من بيرزوت.

    تحول بيرزوت إلى أكثر الشخصيات إلهاماً في تاريخ كرة القدم الإيطالية، الجميع يتذكره بالخير حتى اليوم رغم أنه فارق الحياة قبل 15 عام، كيف لا وهو الشخص المقرب من اللاعبين، الأب الروحي لهم، والمرح دائماً في التدريبات، وصاحب عقلية “اتركهم يلعبون لكي يستمتعوا” كل هذه الميزات هي من صعدت بإيطاليا إلى القمة.